الثلاثاء 30/أبريل/2024

حالة ذعر إسرائيلية

حالة ذعر إسرائيلية

صحيفة الخليج الإماراتية

يعيش “الإسرائيليون” هذه الأيام حالة ذعر مصدرها عدم اليقين في المستقبل. قد لا تكون هذه المرة الأولى التي يواجه فيها “الإسرائيليون” هذه الحالة من عدم اليقين في مستقبل الكيان ووجوده على أرض “إسرائيل”، فهم يعيشون دائماً في حالة “اغتراب” وشعور مستمر ب”اللصوصية”، لكن هذه المرة يختلف الأمر كثيراً حيث يقترن اليقين بالخوف بوجود قدر ما من التعارض، ربما يكون مؤقتاً، بين الموقفين الأمريكي و”الإسرائيلي” مقروناً بإدراك، يبدو حقيقياً، إن الحاجة الأمريكية للعرب في هذا الوقت بالذات قد تفوق حاجتها ل”إسرائيل” وعلى الأخص في ما يتعلق بالورطة الأمريكية في العراق.

يزيد من ذلك التوجه الأوروبي نحو سوريا متمثلاً في زيارة خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية الأوروبية لدمشق وعرض “صفقة حوافز” لسوريا وإعلانه اهتمام الاتحاد الأوروبي بملف الجولان ويزيده أيضاً العودة السورية مجدداً إلى الإجماع أو إلى التوافق العربي من خلال القمة العربية في الرياض، وهي كلها تطورات تنذر بسقوط كل الرهانات “الإسرائيلية”، ابتداء بسقوط الرهان على إجبار حركة حماس على تقديم تنازلات من خلال سياسة الحصار الاقتصادي امتداداً إلى سقوط الرهان على اندلاع حرب أهلية فلسطينية بين حركتي “فتح” و”حماس” وانتهاء بسقوط الرهان على استحالة تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية.

وهناك حالة ذعر في “إسرائيل” من احتمالات الانسحاب الأمريكي من العراق.

الوثيقة التي تسلمها رئيس الحكومة الصهيونية ايهود أولمرت وكشفتها صحيفة “هآرتس” أفادت بخطورة أي انسحاب أمريكي على أمن “إسرائيل”، لكنها حاولت إخفاء ذلك بالتركيز على أن الخطر سيكون أشد على الأردن. وإذا كان أولمرت لم يشر إلى هذه الوثيقة، حسب الصحيفة، خلال لقائه مع وفد من الكونجرس الأمريكي لكنه لم يستطع إخفاء مضمون هذه الوثيقة حيث حذرهم من أن أي انسحاب أمريكي من العراق سينعكس سلباً على “إسرائيل” والدول العربية وستفقد الولايات المتحدة مكانتها في الشرق الأوسط.

هذا الذعر يتزامن مع وجود إدراك حقيقي بالعجز خلال الحرب “الإسرائيلية” على لبنان في صيف العام الماضي، فإذا كان رئيس الأركان السابق قد استقال بسبب ذلك، فإن رئيس الأركان الجديد جابي اشكنازي يعترف بأن الجيش “الإسرائيلي” أخفق في حربه على لبنان، وأن سبب هذا الإخفاق هو عدم القيام بتدريبات لوحدات الاحتياط.

هذه الحالة من “الاسترخاء” في صفوف قوات الاحتياط هي حالة استرخاء في المجتمع كله وانصرافه عن الأهداف العليا للكيان الصهيوني، وهي مصدر ضعف وليس مصدر قوة ما يؤكد أن الأجيال الجديدة من الصهاينة لم تعد على مستوى الالتزام الأيديولوجي كما الأجيال السابقة.

استرخاء الداخل قد يهون أمره، لكن استرخاء الحماس الأمريكي للدولة الصهيونية هو الخطر، ولعل في مظاهرة الخمسة آلاف يهودي أمريكي أمام الكونجرس في نيويورك للقاء ممثليهم وإبلاغهم مطالب محددة تتعلق بدعم “إسرائيل” ما يكشف حقيقة هذا الذعر.

لكن الأهم هو كيف سيتعامل العرب مع هذا الأمر، هل يملكون سياسة إحكام حصار سياسي واقتصادي ومعنوي للكيان أم أنهم سوف يتسابقون لتوجيه رسائل طمأنة دون إدراك لأهمية اللحظة كما هي العادة؟

السؤال مهم لأنه يتزامن مع انعقاد القمة العربية في الرياض.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات