أمريكا واستخدام ورقة الخطر الشيعي
برزت محاولات الفرز الطائفي في الشرق الأوسط العام الماضي بعد تفجر أعمال العنف الطائفية في العراق لتتصاعد عقب الحرب اللبنانية، عندما قدمت أنظمة عربية نفسها على أنها المدافع المخلص عن قضايا أهل السنة والجماعة، بعد سنوات من الخمول والتخاذل وعدم فعل شيء للدفاع عن قضايا الأمة الرئيسية وعلى رأسها قضية الشعب الفلسطيني، مما دفع الكثيرين للتساؤل عن حقيقة الدور التي تقوم به هذه الأنظمة وعن أهدافها الحقيقية.
تربط هذه الأنظمة (تحديدا النظام المصري والأردني والسعودي) علاقات وثيقة مع الإدارة الأمريكية، ولعبت بدرجات متفاوتة دوراً في تقديم العراق للاحتلال الأمريكي، لذا تتحمل مسؤولية ما آل إليه الأمر من اصطفاف طائفي خطير، فهل تعتبر هذه صحوة ضمير لدى هذه الأنظمة؟ يحاول قادة هذه الأنظمة حشد القوة الشعبية ورائهم، حيث نجحوا بذلك في أكثر من موقع محاولين بناء جبهة سنية مقابل الخطر الشيعي الموهوم، لدرجة دفعت محرر مجلة (السلفي) السعودية لان يقول أن ” إيران أصبحت أكثر خطورة من إسرائيل” ما الذي حدث ليبرز (الخطر الشيعي) ويصبح الهم الأول للعالم الإسلامي السني فجأة؟ واضح أن ارتباط رواد هذا التوجه بمشاريع الإدارة الأمريكية، أو ما تسميه رايس بمحور الاعتدال، وان الموجة بدأت عقب حدثين مرتبطين ارتباطا مباشرا بالمخططات الصهيو-أمريكية: احتلال العراق وحرب لبنان، لنستنتج بأن ما يحصل يتم بتوجيه وتحريض أمريكي وإسرائيلي، ويؤيد ذلك التصريحات والدراسات الأمريكية والإسرائيلية التي تشجع تقسيم العالم الإسلامي إلى محاور سنية- شيعية ومعتدلة- متطرفة.
ونتساءل ما هي أهداف الحشد وراء محور سني مقابل المحور الشيعي؟ وما هي طبيعة الخطر الشيعي؟ هل هناك خطر حقيقي من انتشار فكرة تشيّع عبر العالم الإسلامي؟ هذا خطرٌ مشكوكٌ في جديّته، فالفكر الشيعي عمره ألف عام، وبالرغم من قيام دول عملت بقوة ونشاط على نشر التشيّع وسيطرته في يوم من الأيام على قلب العالم الإسلامي، في القرن الحادي عشر الميلادي مثلاً، عندما حكم البويهيون في العراق، والفاطميون في مصر وبلاد الشام، والقرامطة في الجزيرة العربية، وبالرغم من تنافس المسلمين (سنة وشيعة) على حب آل البيت والحرص على توليتهم زمام أمورهم، طوال قرون سابقة، وهو جوهر عقيدة التشيّع، فإن الفكر الشيعي لم ينتشر بين أكثر من عُشر مسلمي العالم.
فكيف نخشى من فكرة التشيّع وانتشاره في الأمة؟ خاصة ً وأن أهل السنة والجماعة طالما رفضوا التعامل بمنطق مذهبي وطائفي مع غيرهم من المسلمين، معتبرين أنفسهم الوعاء الكبير الذي يستوعب الجميع، وهو ما يؤكده العديد من الباحثين أمثال الدكتور عبد الإله وذا القزيز.
وحتى لو افترضنا صحة الخطر الشيعي، فهل الحل هو الحشد والتجييش، وإذكاء الصراع؟ وهل يعتقد عاقل انه يمكن القضاء على التشيع بقوة السلاح والحروب الأهلية؟ أم أننا يجب أن نصل في نهاية المطاف إلى الحوار والتفاهم والاتفاق، إلا إذا كنا نخوض حرباً ليست حربنا ومعركةً ليست معركتنا.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
حي الزيتون يخوض معركته الثالثة.. صمود واستبسال في وجه الإبادة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام الاستبسال والصمود .. هما عنوان التحدي في حي الزيتون جنوب غزة، الذي يواجه الاحتياج الثالث الكبير لقوات الاحتلال...
وفد من حماس يشارك في مؤتمر مناهضة الفصل العنصري الصهيوني بجنوب أفريقيا
جوهانسبرج - المركز الفلسطيني للإعلام وصل وفد من حركة حماس إلى جنوب أفريقيا، للمشاركة في المؤتمر العالمي لمناهضة الفصل العنصري الإسرائيلي بشأن فلسطين...
4 مجازر و28 شهيدًا بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 4 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 28 شهيدا و69 إصابة...
حماس تطالب بتحرك عاجل لوقف الكارثة الإنسانية في رفح
رفح - المركز الفلسطيني للإعلام طالبت حركة حماس المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسساتها، بالتحرك العاجل لوقف الكارثة الإنسانية الناجمة عن تصاعد...
القسام والسرايا تفجران آليات للاحتلال في رفح وغزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلامواصلت المقاومة الفلسطينية التصدي لقوات الاحتلال الصهيوني في رفح جنوب قطاع غزة وفي حي الزيتون جنوب مدينة غزة، وفجرت...
رئيس كولومبيا يطالب الجنائية الدولية بإصدار مذكرة اعتقال للمجرم نتنياهو
بوغوتا - المركز الفلسطيني للإعلام طالب الرئيس الكولومبي غوستافو بترو، المحكمة الجنائية الدولية، بإصدار مذكرة اعتقال بحق مجرم الحرب رئيس وزراء...
سيناتور أميركي يطالب بوقف التواطؤ الأمريكي في الكارثة الإنسانية بغزة
واشنطن - المركز الفلسطيني للإعلام طالب السيناتور الأميركي بيرني ساندرز بوقف التواطؤ الأمريكي في الكارثة الإنسانية التي تعصف بالفلسطينيين في قطاع...