السبت 11/مايو/2024

الكـــســيـح !!

أسامة العربي

لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتوج الكسيح بكأس بطولات العدو ، اللهم الا من على شاشات الفضائيات بعد تدخل المخرج ،ومن يحاول النيل من حماس عقائديا ممن اجتزأوا من الدين جزءا وجعلوه دينا ،حالهم لن يكون بأحسن من ذلك الكسيح ، فلقد اجتزأوا من الاسلام جزءا وجعلوه دينا ،دينا كالمومياء تقيم في متحف ومن حولها نظرات الإعجاب وبريق الأضواء الساحرة قد أسقط عليها بفن منقطع النظير، منظر يأسر الالباب بكل صدق،ويتفرق الزوار كل يحمل صورة في أحسن أحوالها تعلق على جدار كتعوذية من تعاويذ المشعوذين ،وهكذا حالهم سلطوا الاضواء على نصوص زرعها الأكابر في عقولهم بعد ان أسروهم بنزعات وأسقطوا الأخرى لتتلاءم ورميهم في أتون العدم !!

انتقاء مفزع جعل من هذا الدين العظيم كسيحا غير قادر على التعاطي مع الواقع ،جعلوه في مرمى سهام المستشرقين والأعراب المستعربة ،ومنذ أن بدأت حماس تعد العدة للدخول في الانتخابات وما أن اقتربت من ترشيح فلسطيني مسيحي في صفوفها ثارت ثائرتهم هاجوا وماجوا وكأن حماس اقترفت الموبقات السبع والكبائر بحق هذا الدين العظيم ، تهجم وتحريض ورفض للفكرة تتلاءم مع رفض فكرة المواطنة التي عشعشت في عقولهم .

عقول غيبت فلم تعد قادرة على رؤية ما يخطط لهذه الأمة في دهاليز وأروقة الاستخبارات الأمريكية ،اخترعت أمريكا الفوضى الخلاقة لإعادة صياغة هذه المنطقة بمزيد من التفتيت ، وجعلت مجال هذه الفوضى تغذية الصراعات الإثنية والطائفية وحتى الحزبية ، وفي سبيل ذلك مزجت بين القوة الفولاذية بما تمثله من حمم فولاذية والقوة الناعمة وما تمثله من متأمركين وما لم يأت بقوة النار يأتي بالمخالب ذات القفازات الحريرية لفرض الرؤية الامريكية ( الأمركة ) ، ومع هذا بقي الكسيح على حاله رافضا لمبدأ المواطنة ،وأمريكا تعزف على وتر الرفض والكسيح يترنم !!

يتقدم الإسلاميون بخطا حثيثة وفي كل البلدان التي اقيمت فيها انتخابات ومع ذلك يطل علينا الاستاذ فيصل القاسم في برنامج الاتجاه المعاكس يتساءل ان كانت العلمانية الطريق الأمثل لاقامة مجتمع يحفه الامن والسلم الاهلي ، وللأمانة طرح سؤال بالاتجاه الأخر لكي لا نظلم الرجل حقه ،وعلى أي حال فمن حقه السؤال ،ولا أنكر عليه تساؤله ،خاصة في ظل وجودنا بمنطقة تحفل بالتنوع الديني ،وفي وجود الكسيح الرافض لمبدأ المواطنة ولم يجد حلا لهذا التنوع !!

مما لا شك فيه أن انصهار الجميع في بوتقة واحدة يكفل تحالف قوى المجتمع نحو الانطلاق لتحقيق الأهداف بدلا من تبديد الطاقات في الصراعات ، ومن هنا وجب علينا البحث في عناصر هذا الانصهار ووجودها في روح هذه الامة قبل أي محاولة لاستيرادها خاصة في ظل ما أحاط بالعلمانية من عجز ، فالعلمانية الهندية والتي يتغنى البعض بعراقتها وقدرتها على الحفاظ على المجتمع الهندي رغم تعدد طوائفه لم تفلح في الحفاظ على حقوق المسلمين كمثال ولم توقف هجمات الهندوس على مساجدهم ، ولم تمنع العلمانية اللبنانية من حالات التوتر الطائفي في لبنان لا بل الحرب الاهلية .

لا شك ان مبدأ المواطنة هو العنصر الأول الذي يكفل انصهار المجتمع في بوتقة واحدة وينطلق نحو الاهداف ، مبدأ لم يأت به الغرب كما يحب البعض أن يروج، فمنذ بزوغ فجر الإسلام اقره المصطفى صلى الله عليه وسلم بدستور دولته الأولى ،وعمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يغفل عنه ، ففرض لليهودي من بيت مال المسلمين ما يسد حاجته .

قد يبرم البعض شفتيه ويعارض هذا الطرح بوجود الجزية في النظام الإسلامي وبدون الاطلاع على ماهية الجزية يطلق هذا الحكم لان الغرب أراد ذلك للطمس على كل القيم الطيبة في الاسلام وليجعل هذه القيم وليدة الحضارة الغربية ، فالجزية لا تدفع على الاختلاف في الدين ولو كانت كذلك لدفعت عن كل من هو غير مسلم ولكنها تدفع عن القادرين على الجهاد وسقطت عنهم في اشتراكهم مع جيوش المسلمين بل وحصلوا على الغنائم بحصة كحصة المسلمين ، وبناءا عليه فالجزية ليست عقوبة .

أما العنصر الأخر فهو عنصر الحرية (المضبوطة ) لتحقق للإنسان إنسانيته وتحافظ على المجتمع ، ومع ان الحرية الغربية لم تحم جارودي من المحاكمة على رأيه ،فالإسلام لم يعط حرية التعبير فقط بل حاسب الفرد ان لم يبح برأيه !!

مع توفر كل العناصر التي تضمن السلم الاهلي والاستقرار في ديننا الحنيف علينا أن نأخذ هذا الدين ككل نروج لمبادئه التي تكفل الانطلاق في هذه الحياة والسير بالمجتمع نحو بر الأمان وعلى المسلم ان لا يقع فريسة الكساح فديننا جاء لخير البشرية وفيه الحل ، وسيبقى الإسلام هو الحل رغم أنف الكسيح .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

صحة غزة: حصيلة العدوان ترتفع إلى 34943 شهيدًا

صحة غزة: حصيلة العدوان ترتفع إلى 34943 شهيدًا

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الجمعة، إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 6 مجازر جديدة ضد العائلات في قطاع...