عاجل

الثلاثاء 13/مايو/2025

حركة حماس وتحرير فلسطين

حركة حماس وتحرير فلسطين
 

هذا الكتاب حواري، أجرى الحوار فيه غسان شربل مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» الفلسطينية. وغسان شربل صحفي معروف، ويترأس حالياً تحرير جريدة «الحياة» التي تصدر في لندن، وكان رئيساً لتحرير مجلة «الوسط»، ويمتاز بإجرائه حوارات مع شخصيات مثيرة للجدل. صدر له الكتب الحوارية التالية: «في عين العاصفة: حوار مع الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي»، و«جورج حاوي يتذكر الحرب والمقاومة والحزب»، و«ذاكرة الاستخبارات: حوارات مع جميل السيد، غابي لحود، جوني عبده، محمود مطر».

في كتاب «حركة حماس وتحرير فلسطين» يمتدّ الحوار مع خالد مشعل ليطاول جملة من المحاور والقضايا التي ترسم صورة المتحدث الذي لعب دوراً أساسياً في الحركة منذ لحظة التأسيس وإلى يومنا هذا، وترسم كذلك صورة لنشأة حركة حماس وعلاقاتها الفلسطينية والعربية والدولية، والنضالات التي خاضتها على الأرض الفلسطينية.

ولا يتوقف الحوار عند هذا الحدّ، بل يتناول النضال الفلسطيني المرير والشاق ضد المحتل الاستيطاني الإسرائيلي، وجملة المتغيرات التي حدثت على الساحة الفلسطينية منذ اتفاقيات أوسلو وصولاً إلى عام 2003، وكذلك جملة المتغيرات العالمية التي جرت في عصرنا الراهن بعد أحداث الحادي عشر سبتمبر في نيويورك وواشنطن.

وأكسبت الصيغة الحوارية للكتاب سمة مميزة له، من حيث تلمس السبل والوسائل التي تشجع على التلاقي الفكري والسياسي، وعلى تعميق التواصل والتبادل ما بين السياسي والمثقف العربي في فضاء الثقافة العربية، وتستند إلى فعالية نقدية ومعرفية، بما يكسبها صورة جديدة للفكر، ومقامات تشييد للمفاهيم والمشكلات التي تعصف بجملة القضايا العربية. إذ حين تتخذ الكتابة الحوار حقلاً محايثاً لها، فإنها تكتسب جدلية تفتقدها أغلب كتب التأليف، الأمر الذي يضفي عليها حيوية أخرى ومناخاً مختلفاً.

وازداد، في الآونة الأخيرة، انتشار هذا النمط الجديد من الكتابة، الذي ينهض على أساس محاورة المفكرين والساسة في جملة أعمالهم ومواقفهم، ومشروعاتهم، وسيرهم الذاتية والكتابية والفكرية. وعليه فإن غسان شربل يقدم في هذا الكتاب – الحوار خلاصة مكثفة لسيرة وأطروحات وأفكار خالد مشعل، من خلال تناول شمولي لمشروع فلسطيني مقاوم، ولم تجانب هذه الخلاصة النقد والمساءلة، بل حفلت بكل ما تحمله إمكانيات الاختلاف والمغايرة.

 

وقد سبق وأن أجرى غسان شربل سلسلة من اللقاءات والحوارات مع رموز فلسطينية عديدة، منهم: جورج حبش الأمين العام السابق للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وفتحي الشقاقي الأمين العام السابق لحركة «الجهاد الإسلامي» الذي اغتيل عام 1994 في مالطا، وأحمد جبريل الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، والدكتور ورمضان عبد الله شلح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وورثة الدكتور الشهيد وديع حداد أحد قيادات وكوادر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وآخرين.

ينهض متن الكتاب الحواري على سبعة فصول، تتناول السيرة الذاتية لخالد مشعل، والتحوّل الذي جرى من «الاخوان المسلمين» إلى «حركة حماس»، والعمليات الأولى للحركة واتفاقية أوسلو، والعمليات الاستشهادية، ثم الحصار والمال، والعلاقات الفلسطينية – الفلسطينية، من زاوية مصير اليهود، وحوار الحضارات، وأخيراً العلاقات العربية وحب خالد مشعل للشعر، حيث يعتبر أن الشعر عبارة عن تجسيد للمعنى في أفضل صياغة له، وشاعره المفضل هو المتنبي، الذي يبدو أن رصيده الفلسطيني أوسع من رصيد ياسر عرفات كما يلاحظ غسان شربل.

وتكمن أهمية الكتاب في كون خالد مشعل يروي فيه حكاية حركة حماس وحكايته فيها، بوصفه واحداً من مؤسسيها. ويوضّح غسان شربل غاية الحوار في «تسليط الضوء على حركة التفت العالم بأسره إليها لاحقاً، يوم فازت في الانتخابات التشريعية الفلسطينية وشكلت حكومة «تعايش» صعب مع الرئيس محمود عباس».

إضافة إلى أن حركة حماس كانت «رائدة في الضربات المدوية. وكانت حاضرة في الوقت نفسه في المسجد وفي المؤسسات التعليمية والصحية والاجتماعية. كان خيار السلام يتآكل ومعه صورة السلطة التي لم تنجح في كبح جماح الفساد والمحسوبية. كل ذلك سهّل لحماس استقطاب الشارع الناقم والغاضب واليائس».

وعن سبب اختياره الحوار مع خالد مشعل، يرى غسان شربل بأن دور خالد مشعل أكبر من لقبه وأخطر، ويعيد إلى أذهاننا محاولة الاغتيال الإسرائيلية، التي دبرت ضد خالد مشعل في العاصمة الأردنية عمان في 25 سبتمبر عام 1997. وكانت محاولة فاشلة، حيث لم يقبل العاهل الأردني الملك حسين الراحل بأقل من أن تحضر إسرائيل سريعاً العلاج القادر على مكافحة السم الذي دخل جسم مشعل، وأن تفرج أيضاً عن الشيخ أحمد ياسين، قائد الحركة ورمزها الأول، والذي اغتالته إسرائيل فيما بعد داخل قطاع غزة وهو الشيخ العاجز جسدياً، ولا يقوى على الحركة.

وفي إثر الحادثة يتساءل غسان شربل لماذا غامر بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الوقت بالموافقة على عملية من هذا النوع في عاصمة دولة عربية وقعت مع إسرائيل معاهدة سلام؟ أليس لشعوره بأن دور مشعل كبير وخطير، فهو إلى جانب مساهمته في تأسيس الحركة، ساهم في نسج العلاقات وفتح القنوات التي جعلت «الخارج» يؤمن لـ «الداخل» مستلزمات الصمود والاستمرار والتوسع.

ولد خالد مشعل في 28/5/1956 في بلدة سلواد في قضاء رام الله في فلسطين. وهي بلدة محافظة ومتدينة، يشتغل أبناؤها في الفلاحة، وجذورهم عميقة فيها.

وقد تركت روايات والده عبد الرحيم، عن مشاركته ي مقاومة الانتداب البريطاني وفي ثورة 1936، بصماتها على عقله ووجدانه. وفي الخمسينيات من القرن العشرين المنصرم سافر والده إلى الكويت للعمل فيها. وبعد حرب 1967 التحقت عائلته به والتحق خالد بإحدى المدارس في الكويت، وانتقل من متوسطة خالد بن الوليد إلى متوسطة الحريري العتيق النائم في كتب الأدب العربي.

وكان المناخ الفلسطيني هناك يسترجع صدى الهزيمة المؤلمة في عام 1967، ثم صدى التماع صورة الفدائي الفلسطيني في معركة الكرامة عام 1968. أثّر فيه تدين العائلة منذ نعومة أظفاره، لكنه انتقل إلى التدين الحركي في ثانوية عبد الله السالم. وفي عام 1971 انضوى في تنظيم الاخوان المسلمين. درس الفيزياء في جامعة الكويت (1974 – 1978)، وشكّل، ورأس في الجامعة قائمة «الحق الإسلامي». ومارس التدريس بعد الجامعة. وتزوج، وهو أب لثلاث بنات وأربعة صبيان.

وفي النصف الأول من ثمانينيات القرن العشرين كانت «حماس» تولد سراً في أماكن عدة، وكان مشعل شريكاً في تلك المحطات. يحمل مشعل جواز سفر أردني، لكن إقامته فيها ليست عادية وميسرة. وفي عام 1996 انتخبه رفاقه رئيساً للمكتب السياسي لحركة حماس. وفي أحد جوانب الحوار المتعددة، نجد أن خالد مشعل قارئ. يقرأ الكتب السياسية، ويحب قراءة كتب التاريخ والأدب والشعر، إضافة إلى قراءة الكتب الدينية.

ويروي أنه قرأ شعر المتنبي وهو صغير السن، وصفاً إياه شاعر الحكمة، وأنه حين يرجع إلى عيون ال

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...