الجمعة 10/مايو/2024

الطاهر: هناك تيار ضمن فريق أوسلو يدفع باتجاه الاقتتال الداخلي دفاعاً عن مصالحه

الطاهر: هناك تيار ضمن فريق أوسلو يدفع باتجاه الاقتتال الداخلي دفاعاً عن مصالحه
شدد الدكتور ماهر الطاهر، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، على ضرورة وقف الصراع الداخلي الدائر في قطاع غزة والضفة الغربية، معتبراً أن عمليات الاقتتال الداخلي تأتي ضمن “مخطط سعى له الكيان الصهيوني منذ زمنٍ طويل، وتحديداً بعد توقيع اتفاقات أوسلو، التي أحدثت انقساماً عميقاً في الساحة الفلسطينية”.

ولفت الدكتور الطاهر الانتباه، في تصريح أدلى به لـ “المركز الفلسطيني للإعلام”، إلى أن “هناك تياراً ضمن فريق أوسلو، نمت له مصالح، ولا يريد الوحدة الوطنية، لأنها تؤثر على مصالحه، وبالتالي فإن هذا الاتجاه يعرقل الوحدة الوطنية”.

وقال الدكتور الطاهر: “إننا أمام وضع في غاية الخطورة، مطلوب وقف هذه العمليات (الاقتتال) فوراً، ومطلوب تحرك شعبي فلسطيني يقول بوضوح: لا لهذا الاقتتال”، مؤكداً أن “العامل الصهيوني داخل على خط الصراع (الفلسطيني الداخلي)، ويلعب دوراً كبيراً في تغذية هذا الاقتتال”.

وأشار القيادي الفلسطيني إلى وجود صراع في الساحة الفلسطينية “بين خط لازال يراهن على خطة خارطة الطريق والمفاوضات والجهود، التي ثبت فشلها، واتجاه آخر يقول جربنا هذا الطريق، وبالتالي كفى تقديم تنازلات مجانية لهذا العدو الصهيوني”.  ونبه إلى أن هناك اتجاها ضمن فريق أوسلو تكونت له مصالح اقتصادية واجتماعية، يدفع باتجاه الاقتتال الداخلي، مؤكداً أن الأغلبية في فتح هم مع الوحدة الوطنية.

وناشد الدكتور الطاهر حركة “حماس”، أن لا تنجر، بأي شكل من الأشكال، لموضوع الصراع الداخلي، “وأن لا يسمحوا لهذا المخطط أن يمر”، مؤكداً أن الجبهة الشعبية وحركة الجهاد الإسلامي والجبهة الديمقراطية، حاولوا، وما زالوا يحاولون، لعب دورٍ في وأد الفتنة الداخلية الفلسطينية – الفلسطينية.

وقال القيادي البارز في الجبهة الشعبية: “علينا أن نستخلص الدروس، وأن نضع الجميع أمام مسؤولياتهم في الساحة الفلسطينية، وأن نجري حوراً وطنياً شاملاً، يحضره الجميع، نبحث خلاله في الشأن السياسي، ونحاول التوصل لبرنامج قواسم سياسية مشتركة، على قاعدة التمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية، وليس على قاعدة الإملاءات والشروط الأمريكية”، مضيفاً : “ينبغي أيضاً أن نعمل لإعادة بناء وتفعيل منظمة التحرير، وتطبيق ما اتفقنا عليه في حوارات القاهرة”.

وأعرب االدكتور لطاهر عن أمله بأن يشكّل اللقاء المزمع عقده، خلال أيام في مكة المكرمة، بدعوة من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، مدخلاً لوقف الاقتتال، وتشكيل الحكومة الفلسطينية. وقال: “ليس أمامنا خيار إلا الحوار الوطني الشامل، والتوصل لبرنامج سياسي مشترك، مستفيد من التجربة الماضية، وقائم على أساس التمسك بالثوابت الوطنية، واستمرار المقاومة، ونتمنى أن ينجح أي لقاء، سواء بإطار فلسطيني أو بإطار تدخلات عربية، في إعادة اللحمة الوطنية الفلسطينية”.

وأوضح أن الأزمة، التي تشهدها الأراضي الفلسطينية، هي “ليست أزمة حكومة، إنما الأمر أعمق من ذلك، فهي أزمة حركة وطنية فلسطينية لم تتفق، حتى الآن، على برنامج عمل سياسي مشترك، وعلى تشكيلات قيادية جماعية، لإدارة الشأن الفلسطيني”. وقال: “عندما نعالج هذا الأمر نستطيع بعد ذلك أن نعالج كافة القضايا المتعلقة بهذا الموضوع”.

وحول حكومة الوحدة الوطنية، أشار الطاهر إلى أن “الرئيس محمود عباس يقول أريد حكومة لفك الحصار، وينبغي على هذه الحكومة أن توافق على متطلبات المجتمع الدولي، ويعتبر (عباس) ذلك نقطة أساسية”.

وأردف الدكتور الطاهر قائلاً: “نحن نسأل: حين جاء شارون إلى السلطة في الكيان الصهيوني، وأصبح رئيساً للوزراء، هل طلب منه أن يعترف باتفاقات أوسلو.. معروف بأن شارون لم يكن مع هذه الاتفاقات، ورفض هذه الاتفاقات؛ لماذا لم يطلب من الكيان ومن شارون عندما شكل حكومته أن يعترف بالاتفاقات، لماذا يطلب الآن من حماس أن تعترف بالكيان الصهيوني، وأن تلتزم بالاتفاقات؟”.

ومضى إلى القول: الشعب الفلسطيني، ومن خلال انتخابات المجلس التشريعي، “قد قال كلمته إنه مع خيار المقاومة، ومع خيار وقف سياسة التنازلات، وهذا ما يفسر نتائج الانتخابات”.

وأضاف عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية: “نحن نعتقد بأن كل محاولات الضغوط علينا يجب أن نواجهها بحزم، لأنه قُدمت تنازلات فلسطينية كثيرة، وكانت النتيجة المزيد من الاستيطان، والمزيد من التهويد والاستيلاء على الأرض، ويبدو أن أمريكا والكيان الصهيوني سيطلبون، في يوم من الأيام، من كل مواطن فلسطيني أن يعترف بالاحتلال.. لقد أصبحت اللعبة مكشوفة، وبالتالي علينا أن نتشبث بثوابتنا الوطنية وبرفض سياسة التنازلات”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات