السبت 11/مايو/2024

ما هو مطلوب فلسطينيا ً من محمود عباس وخالد مشعل

سميح خلف
ينظر الشعب الفلسطيني بعين القلق لهذا الإجتماع المنتظر بين قطبي الساحة الفلسطينية الرئيس أبو مازن ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل وينتظر الشعب خطوات فاعلة من أجل حل كل المشاكل العالقة والتي أخرت تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وإعادة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية ، وفي إعتقادي إذا تناولنا قضية حكومة الوحدة الوطنية كمطلب هام من أجل إنسجام الوضع الفلسطيني فالأهم من ذلك هو إعادة بناء وترميم مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية على أسس تقبلها المرحلة وتقبلها المستجدات في الساحة الفلسطينية والعربية والدولية ، فلا مكان للجمود ولا مكان للرجوع للخلف كمعيارية للعمل الفلسطيني الذي يتطلب من القوى السياسية الإستفادة من كل المتغيرات وأولها الحرب اللبنانية الإسرائيلية والمأزق الأمريكي في العراق ، فأمريكا وإسرائيل في أسوء حالتيهما المادية والمعنوية والمؤسساتية ، ولذلك غير مقبول أن نتمسك بما فرضته علينا الظروف والمتغيرات في فترة الثمانينات والتسعينات ، أما في مطلع عام 2000 فكان هناك تمرد فلسطيني بقيادة رمز القضية الفلسطينية ” ياسر عرفات” على كل ما أتت به الحقبة السابقة من دواعي للإستجابة المذلة لإرادة إسرائيل وأمريكا ، وأستغرب من الذين يتهافتون على اللحاق بالموقف الأمريكي المأزوم والمتأزم وأستغرب أكثر من الذين مازالوا يتمسكون بما قطعته الأيام وأزالته شظايا القنابل الغادرة التي وجهت لصدور شعبنا ولشبابه ولأبنائه .
ولذلك فإن المطلوب من الإجتماع المرتقب بين القطبين المهمين في الساحة الفلسطينية :-

1- على المستوى السياسي :-
الخروج من هذا الإجتماع بورقة سياسية واحدة تتناغم مع الإجماع الفلسطيني وبوضوح ودعوى لإسرائيل أن تعلن كأرضية لإنطلاق مفاوضات الحل النهائي إنسحابها من الضفة الغربية وغزة والقدس وإيقاف المستوطنات في مدة زمنية لا تتجاوز الثلاث شهور ..
2- إعتراف إسرائيل بكل قرارات الشرعية الدولية وأهمها القرار 194 بالمقابل سيقوم الجانب الفلسطيني بالإعتراف مجددا ً بقرارات الشرعية الدولية .
ولأن إسرائيل هي الدولة التي تحتل الأرض ولآن إسرائيل هي المهزومة على الأرض العربية فلا مانع من الجانب الفلسطيني والعربي أن يتعامل مع هذا الوجود عربيا ً .
3- إعطاء سقف زمني لتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية بخطوات جادة وإعادة جميع فصائل العمل الوطني إليها بعد عملية الإقصاءات والفبركات التي مرت على منظمة التحرير في فترة الثمانينات والتسعينات .
إذا إستطاع القطبين الوصول إلى البنود السابقة فبتأكيد ستكون أرضية على خلاف عليها للوصول إلى حكومة الوحدة الوطنية .
ثانيا الوضع الأمني :-
بلا شك أن هناك قوى تستفيد من واقع الفلتان الأمني وتجده طريقا ً لإرضاء طموحاتها في فوضى كوندا ليزا رايس ” الفوضة الخلاقة ” والتي تأمل أن تتسلل من خلاله للوصول إلى حالات سياسية تعبر عن الماضي وارتبطاته ومصالحه ولذلك على قاعدة البرنامج السياسي المتفق عليه والذي لا يخرج عن البنود السابقة تصبح قضية دمج كل القوى الأمنية في مؤسسات السلطة يتوفر لها عامل الثقة المفقود إلى جانب تفعيل دور القضاء ودور القانون أمام النفس العشائري والتشرذم الفصائلي على أن تعتبر جميع القوى الأمنية في الساحة الفلسطينية قوى شرعية وأتت من تفاعل الوضع الفلسطيني مع الخط السياسي والامني فلا مجال للتشكيك في الدوافع والمسببات الماضية .

ثالثا الوضع الإقتصادي :-
الخروج من هذا الإجتماع بخطاب موحد للجامعة العربية والدول العربية والدول الصديقة لاسئناف تفعيل قراراتها المساندة للشعب الفلسطيني وأهمها كسر الحصار على الشعب الفلسطيني .
ومن المقلق سياسيا ً وأمنيا وإقتصاديا ُ ما تحدث عنه سولانا في مؤتمره الصحفي بأن الشعب الفلسطيني سيشهد ” حياة أفضل”، كلمة دبلوماسية ترمي إلى أبعاد سياسية أي سندخل في متاهات الرباعية وهي ما بين أوسلو ومطلب الدولة أي في منتصف الطريق أي أقصدة القضية الفلسطينية واستبعادها من المنظور السياسي الذي يبحث عن مطلب سياسي كمفتاح أساسي للوصول إلى حل عادل وإقامة الدولة وعودة اللاجئين .
رابعا نأمل من هذا الإجتماع الوصول إلى أداء إعلامي موجه نحو الوطن ونحو العدو وخدمة للمطالب العادلة للشعب الفلسطيني وأن يبتعد الخطاب الإعلامي عن الشحن وتغذية الصراعات وتعبئة الجماهير لكي يغذي حالات من الفلتان الأمني ويعذي أطماع من يريد أن يستفيد من هذا الوضع .
حقيقة أن الوضع الفلسطيني ما عاد يتحمل الفرقة والتلاعب في مصير هذا الشعب فالشعب الفلسطيني يريد إجماعاً وطنياً من القوى الرئيسية وكل فصائل العمل الوطني ولهم من الشعب الفلسطيني كما عودنا دائما الصمود والصبر والمحافظة على القرارت الوطنية .
فلكل من الأخ أبو مازن ولو إختلفنا معه في قضايا أخرى وفي فترات زمنية أخرى له منا كل التشجيع للوصول إلى قواسم مشتركة مع الإخوة في حماس أولا لتلبية المطالب الوطنية وثانيا ً لتفويت الفرصة على كل من يريد أن يتسلل من بين الشقوق ليصنع له واقعا ً .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات