السبت 11/مايو/2024

أسئلة مشروعة

سوسن البرغوتي

بصفة السيد محمد دحلان نائباً عن كتلة حركة فتح في المجلس التشريعي،وكون حركته منافسة وطنية لمصلحة الشعب والقضية الفلسطينية، وليست متناحرة بتسجيل نقاط ضد أي فصيل وطني، أو من أجل مكاسب سياسية ومادية شخصية، لا بد من محاسبته وتوجيه أسئلة مشروعة حول  تحركاته وتصريحاته الأخيرة، وبعد استلام حركة المقاومة حماس الحكومة، علماً أن فلسطين محتلة، والسلطة والحكومة لتسيير أمور الفلسطينيين في الداخل المحتل فقط. من هذه التساؤلات على سبيل المثال لا الحصر :

أولاً- هدد في خطابه الناري بمناسبة ذكرى تأسيس حركة فتح الشعب الفلسطيني والفصائل، وكل من تسول له نفسه بالمساس بأي فتحاوي، وبعد يومين من تصريحه التهديدي، اقتحمت القوات الصهيونية أريحا واعتقلت ناشطين من كتائب شهداء الأقصى، كما اعتقلت وقتلت شباباً من كتائب شهداء الأقصى بعد اقتحام رام الله ، وفي 18/1/2007 استشهد شاب فلسطيني من نشطاء كتائب شهداء الأقصى بنابلس، فهل التهديد والوعيد فقط للشعب الفلسطيني، أم أنه سبع على شعبه، وضبع في مواجهة الاحتلال؟، وهل كتائب شهداء الأقصى ليست من فتح؟. لماذا لم يكشف النقاب عن قتلة الأطفال الأبرياء لمسؤول في المخابرات العامة الفلسطينية، ولماذا لم يعلن عمن حاول اغتيال أبو علي شاهين، وهو يعلم تفاصيل وأجواء الحادث؟.

ثانياً- منذ خطاب الرئيس عباس، ودعوته إلى انتخابات تشريعية ورئاسية، نراه يتحرك بحرية منقطعة النظير، حتى أن قاضي قضاة فلسطين الشيخ التميمي قُدم للمحاكمة “الاسرائيلية” بتهمة التحريض ضد الاحتلال، ودخول القدس بدون تصريح، ومن المتعارف عليه أنه لا يحق لأي فلسطيني التجول في مناطق الاحتلال بدون إذن مسبق، في حين حضرة النائب التشريعي، يتجول كما بدا له، وبدون أي مضايقات احتلالية.ورغم هذا نجده في جنين يحشد أصوات المحاصرين والجائعين، وفي هذه الحالة لا يمكن الاعتماد على أي صوت منهم، لسبب بسيط هو أنهم تحت واقع تأثير نفسي واقتصادي سيء جداً، لا يجعل لقرارهم بالتصويت لهذا أو ذاك صائباً، هذا إن أُجريت الانتخابات أساساً.كما يجمع أصواتا فلسطينية في رام الله، ليس من منطلق أنه يحقق مكاسب وطنية، بل لأنه يبني قاعدة شعبية نتيجة أزمة مالية مفتعلة، لتضييق الخناق على الحكومة المنتخبة محليا.ً.

وكذلك الحال في غزة، فهناك من قايض ضميره مقابل المال، من أجل القضاء على المقاومة والنضال الفلسطيني تكريساً لثقافة مشروع الاستسلام، وليس السلام القائم على العدل وإرجاع الحق السليب لأهله، أما الأحرار فيفضلون الفناء على أن يأكلوا من دم الشهداء وتصفية قضيتهم على هذا النحو المشين.

ألا يحق لنا أن نسأل عن مصدر الأموال الطائلة التي تبذخ بها من أجل مشروع تنصيبك حاكماً محلياً على الشعب وليس على الأرض المحتلة؟،وما عهدناه من غزة هاشم أن فيها رجالاً لا أقزاماً يقبلون بأمر واقع يُفرض عليهم، لاقتسام شعب غزة مع محتل الأرض،فهل المطلوب التحكم بإرادة الشعب وقمعه والقضاء على مقاومة الفصائل بأكملها بدءاً من حماس وانتهاءً بأصغر طفل يتمسك بالحجر، ، بالقبول والإذعان لكيان استيطاني وليس دولة بأي حال، والقائم على مؤسسة عسكرية، تقتل وتفتك، وتعمل على تطهير الأرض من شعبها، لإثبات مزاعم وأضاليل برتوكلاتهم، بأن فلسطين أرض بلا شعب!.

ثالثاً- أثناء المجازر “الاسرائلية” على بيت حانون وجباليا، لم نسمع له صوتاً، ولا كلمة أو زيارة للمتضررين من الغارات الصهيونية، ومن المفترض فيه كنائب بالمجلس التشريعي أن يقوم بزيارة ميدانية لرصد الخسائر المادية وحصاد الأرواح في اعتداء همجي، ومع ذلك اختفى الصوت المعربد والمهدد، ولم يخرج عن صمته، رغم صرخات هدى غالية على شاطىء غزة.

رابعاً- أما حان الوقت ليدرك من بقي من مؤسسي حركة التحرير الفلسطينية(فتح)، أن هناك تياراً انقلابياً على الحركة ذاتها، بقيادة من تخوله تمثيل حركتها في المجلس التشريعي؟، وأن دحلان حاول الانقلاب على الرئيس عرفات، وتمرد عليه ولم يذعن لآوامره بوقف الاقتتال مع موسى عرفات قبل حادثة تسميم الرئيس.ألا تدرك القيادات الفتحاوية المؤسسة للحركة، أن دحلان فُرض على فتح وتم تعيينه بأوامر أمريكية، وأن بوش لفت انتباهه ميول دحلان التوظيفية نحو تحقيق غاياتهم في مشروع سلام الجبناء، وتمرير مشاريع الهيمنة بالقضاء نهائياً على البنية التحتية للمقاومة الفلسطينية؟.

وقد ذكر بوش في تصريح له أن أولمرت وعباس قيادات ضعيفة، فهل الرئيس عباس يعرف ما يجري خلف ظهره، وهل يوافق على استلاب المنصب منه لحساب شركة دحلان في بناء امبراطورية خاصة؟.ربما اعتمد النائب على الدعم الخارجي، لكن ألا يحق لنا أن نسأل كيف ينتهي من يعمل ضد مصالح وطموحات شعبه؟، والأمر الذي لا جدال فيه أنهم أول من يتخلى عنه، فمنهم من تمت تصفيته جسدياً فور انتهاء مهمته، أو انتهى في أحد المنافي بائعا متجولاً مهاناً.

خامساً- ما فتىء دحلان ينادي ببرنامج الاصلاح داخل حركة فتح، ولا نسمع إلا جعجعة ولا نرى منجزات على أرض الواقع، سوى فندق الواحة لاستقبال ضيوفه للسمر والسهر، وما قابله من كازينو أريحا لمزاولة القمار “للاسرائليين”، وفيلا وفدادين حولها مع حرس خاص لحمايته!، فممن الحماية يا سيادة النائب، من العدو أم من الشعب الذي ضاق ذرعاً بممارساتك السلطوية؟، ولماذا  لم نشهد بناء مؤسسات وطنية لتشغيل اليد العاملة الفلسطينية، والاستغناء عن العمل في مستوطنات “اسرائيلية” أو داخل فلسطين المحتلة.

خامساً- منذ أول لحظة، أعلن دحلان أنه سيسيء و “يقلل من قيمة” كل من تسول له نفسه من أعضاء حركة فتح، أن يشارك في حكومة تترأسها حماس، ولم يصرح تصريحاً واحداً يرفض ويستهجن الممارسات الاحتلالية باعتقال نواب وزملاء له بالمجلس التشريعي. بل أعلن أنه سيجعل الحكومة ترقص”خمسة بلدي”، أهكذا يتحدث مسؤول يمثل فئة من الشعب الفلسطيني في المجلس التشريعي، وبهذا المستوى الهابط يكرس ثقافة الرقص لممثليه؟!.

وأخيراً وليس آخراً، أكد النائب دحلان في 18/1/2007 أن حماس أ عدت أ نفاقا ً مفخخة بالمتفجرات في مناطق مختلفة من قطاع غزة  والهدف منها هو لاغتيال شخصيات فتحاوية ، فعلى أي أساس بنى افتراضه هذا، وأنها من أجل اغتيال شخصيات فتحاوية وليس من أجل إعداد كمائن للعدو الصهيوني؟، خاصة أن قوات الاحتلال تهدد باجتياح غزة مجدداً، علماً أن ما صرح به يعتبر كشفاً لمخطط المقاومة

الأسئلة أكثر من أن نحصرها في مقال، وهي أسئلة مشروعة، ومطالب كنائب بالمجلس التشريعي الإجابة عنها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات