السبت 11/مايو/2024

يا فلسطينيي العراق.. احملوا السلاح واحموا أنفسكم

عبد الرحمن أبو العطا

على أرض الرافدين اجتمعت قوى الغدر والكفر لتغتصب ثروات أمتنا من جديد بعد نجاحها في إسقاط الخلافة الإسلامية التي استقرت لقرون مضيئة في اسطنبول؛ حتى أرشد المكر الشيطاني الصليبيين والصهاينة إلى اختراق صفوف المسلمين والانقلاب على عدالة القرآن الكريم وهم من الذين ينكرون بعثة محمد صلى الله عليه وسلم ويرفضون شريعة الله المنزلة على رسوله في كتابه المهيمن.

نعم إنها الحقيقة التي من أجلها شنق العلماء والنبلاء على مشانق الأوغاد والمجرمين . . يا سادة إن العدو يخترق الصفوف ويتكلم بلسان قومي فصيح ويفكر بطريقة غربية مطلية بالقومية والمصالح الوطنية العليا وتجنيب الناس المهالك والويلات.

فكما أن كمال الدين أتاتورك –عليه من الله ما يستحق- خرج من بين صفوف المسلمين وأعلن كفره بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم وألغى الخلافة الإسلامية التي أخافت الأعداء مجتمعين وهي في أيام مرضها الأخير قبل غيابها في غيبوبة عميقة فإننا اليوم نرى من بين صفوف المسلمين من يحاول إعادتها إلى الغيبوبة المريرة -بعد أن لاحت بشائرها في الأفق- تمهيدا للقضاء عليها قضاء مبرما بتخذيل الناس عن مقاومة الاحتلال ومواجهة قوات الغزو المجرمة ومن حالفها من بني جلدتنا المتساوقين مع المخططات الرامية لإضعاف الأمة الإسلامية.

حقا . . أعانكم الله يا أهل العراق الصابرين الثابتين على دين الله القيّم وإن كنت أغبطكم على ما أنتم فيه من جهاد ضاري المعارك وسامي المعاني ضد عدو متغطرس ينظر إلينا على أننا همجيين رعاع لأنه لا يرى في أمتنا سوى أولئك السكارى السفهاء الذين يغتصبون مناصب حكامنا الحقيقيين (من نرتضيهم علينا أولياء أمر دون هؤلاء).

وإنني لأرى أن المقصود بهذه الحرب ليس العراقيون وحدهم فإن جزءا من الصورة: الجرائم التي يتعرض لها الفلسطينيون في العراق أتباع سنة محمد صلى الله عليه وسلم والكل يعلم أن إبادة الفلسطينيين جزء هام من الإستراتيجية الغربية لتثبيت إسرائيل في المنطقة حتى قيام الساعة؛ فقد قالت رابطة اللاجئين الفلسطينيين في أوروبا – مفوضية العراق “انه تم العثور على أربع جثث لفلسطينيين في بغداد”.وأفادت الرابطة في بيان أصدرته “إن أجهزة أمن جيش المهدي مدعومة بأجهزة أمن وزارة الداخلية العراقية شنت هجوما مسلحا على التجمع الفلسطيني السكني في منطقة بغداد الجديدة وسط بغداد ما أدى إلى استشهاد المواطن الفلسطيني جمال فيصل زهري والاعتداء على شاب فلسطيني آخر بالضرب والتنكيل بتهمة أن اسمه عمر.

وأضافت الرابطة “انه في حادثة أخرى أقدم جيش المهدي على قتل كل من اللاجئين الفلسطينيين سمير كريم واحمد زكية بعد خطفهما وتعذيبهما بمنطقة الزعفرانية جنوب شرق بغداد بالإضافة إلى اغتيال الشاب الفلسطيني احمد عز الدين في التجمع الفلسطيني السكني بمنطقة البلديات جنوب شرق بغداد ومن ثم تقطيع جسده الطاهر ورميه في الطرقات.وقال البيان “إن أجهزة أمن المهدي اختطفت المواطن الفلسطيني مراد محمود الحمودي من منطقة الكرادة وسط العاصمة العراقية بغداد وبعد اتصالات مع أهله طلبت هذه أجهزة الأمن مبلغ خمسة وسبعين ألف دولار لإطلاق سراحه مع سماع بكاء وانين الحمودي في الهاتف اثر تعرضه للضرب والتعذيب”.

وإن كانت هذه الحوادث العظيمة المذكورة في بيان الرابطة لا تمثل إلا نسبة تقل عن الواحد بالمائة مما يتعرض له الفلسطينيون في العراق، ونسبة تقل عن الواحد بالألف مما يتعرض له المسلمون أهل السنة بشكل عام هناك على أيدي المجرمين الصفويين في الحكومة التي سلطها الاحتلال الأمريكي أوالمليشيات المدعومة من إيران إلا أن الحقيقة أفظع من أن توصف.

ولا أرى فرقا يذكر بين هذه المليشيات المملوءة بالحقد الصفوي على المسلمين أهل السنة وبين الاحتلال الأمريكي بما يعنيه من صليبية وصهيونية قذرة فهؤلاء يعملون في خندق واحد لإذلال الأمة وإخضاعها لصولجان الإمبراطورية الأمريكية وبث سموم الحقد الصفوي الذي يكره المسلمين ويعتبر قتلهم تقربا إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما (وهو من شركهم هذا براء).

ولم يدخر القادة والمسئولون الفلسطينيون جهدا لأجل تحريك الجهات المكونة للوضع العراقي نحو توفير الحماية للفلسطينيين من القتل والذبح على أيدي الصفويين والصليبيين، وهنا أورد مقتطفات من هذه الدعوات:

– استنكر النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن كتلة “التغيير والإصلاح”، الشيخ حامد البيتاوي، وضع اللاجئين الفلسطينيين في العراق وما يستهدفهم من عمليات قتل مستمر على أيدي الميليشيات الإجرامية، مطالبا الحكومة العراقية والمرجعيات الشيعية والحكومة الإيرانية بوقف مسلسل الجرائم التي يتعرض لها اللاجئون الفلسطينيون في العراق.

أجرى الدكتور محمد المدهون رئيس ديوان مجلس الوزراء الفلسطيني اتصالاً هاتفياً ألقى من خلاله كلمة في جامع القدس في حي البلديات في بغداد حيث يقطن أكبر تجمع فلسطيني في العراق وذلك بعد صلاة الجمعة 30 6 2006 أثناء اعتصام لفلسطينيي العراق احتجاجاً على ما يتعرضون له من حملة تطهير منظمة ، وقد تناول المدهون في اتصاله الوضع الذي يمر به أهلنا الفلسطينيين في العراق ، كما حث المدهون أهلنا هناك على الصبر وعلى الصمود ، كما ذكر أن الحكومة قد أجرت اتصالاً مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وبنائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي ووضعتهم بصورة الوضع المأساوي الذي يتعرض له الفلسطينيون في العراق طالبةً منهم أن يتحملوا مسؤولياتهم في حماية اللاجئين الفلسطينيين في العراق، كما قال أن الحكومة قد أجرت اتصالاً مع عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية ووضعته في صورة الوضع ، وكان المعنيون الذين أجريت الاتصالات معهم قد أكدوا على أنهم سيبذلون جهودهم في حل الأزمة التي يمر بها الفلسطينيون في العراق .

وجه الدكتور عاطف عدوان وزير شؤون اللاجئين رسالة إلى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ، ناشده فيها بالعمل على حفظ امن وسلامة اللاجئين الفلسطينيين في العراق، بعد ازدياد عمليات الاستهداف والقتل بحقهم منذ نكبة 48 . وطالب الوزير عدوان ،في رسالته ، رئيس الوزراء العراقي بضرورة إصدار تعليماته السريعة للجهات المختصة في العراق لتوفير الحماية للاجئين الفلسطينيين المقيمين في العراق والذين يتعرضون للقتل والملاحقة والتهديد ، مشيراً إلى أن ما يحصل للفلسطينيين في العراق من عمليات قتل وملاحقة وإجبارهم على مغادرة منازلهم هو مأساة جديدة تضاف إلى مآسي الشعب الفلسطيني خاصة في هذا الظرف الصعب الذي يعيشه الفلسطينيين ” .

أعربت وزارة شؤون اللاجئين في الحكومة الفلسطينية عن استنكارها الشديد لقيام المليشيات الطائفية في بغداد، باختطاف ثلاثة من اللاجئين الفلسطينيين في العراق، وإعدامهم بإطلاق الرصاص عليهم. وناشدت الوزارة، الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، التدخل والتحرك العاجل لحل مشكلة اللاجئين بالعراق، ودعوة الحكومة العراقية لتأمين حياتهم، وضمان عدم التعرض لهم.

دعت وزارة شؤون اللاجئين في الحكومة الفلسطينية، الأمم المتحدة للعمل وبسرعة على نقل اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في العراق إلى أماكن عملياتها، في كل من سورية والأردن، حفاظاً على حياتهم، في ظل عمليات القتل التي يتعرضون لها.وشددت الوزارة، في بيان صحفي، على ضرورة بقاء هؤلاء اللاجئين، في حال نقلهم إلى سورية والأردن، تحت رعاية الأمم المتحدة، إلى حين عودتهم إلى ديارهم، مؤكدة أهمية بقائهم بالقرب من وطنهم فلسطين.

لفت إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني الانتباه إلى أنه جرى خلال لقائه الرئيس السوري بشار الأسد الحديث عن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في العراق، وقال: “تحدثنا مع سيادته بضرورة التدخل لحماية أهلنا في العراق، ووجدنا استعداداً لدى القيادة السورية، حتى نوفر حماية لأبناء شعبنا الفلسطيني في العراق”.

طالبت وزارة شئون اللاجئين الفلسطينية، الحكومة العراقية والمرجعيات الدينية في العراق بالتحرك الفوري لوقف استهداف الوجود الفلسطيني في العراق. وقالت الوزارة في بيان أصدرته، أن المليشيات العراقية تواصل وضمن مخطط واضح، ملاحقة الفلسطينيين في العراق وقتلهم وتعذيبهم وترحيلهم من منازلهم وتعريض حياتهم بشكل يومي للخطر،مؤكدة أن حياة الفلسطينيين في العراق تحولت إلى جحيم بفعل الممارسات والاعتداءات البشعة التي تقوم بها المليشيات العراقية المسلحة ضدهم.

ولا أظن أن أحداً من الأموات الذين تم توجيه الدعوة إليهم ليوفروا الأمن للاجئين الفلسطينيين في العراق بإمكانه أن يحقق هذه الأمنية لجنود الاحتلال الأمريكيين وحلفائهم وهم مدججون بأشد أنواع الأسلحة فتكاً ، مدربون عليها أحسن تدريب وصلت إليه أفهام جهابذة الغرب وهم مدعومون بخبراء التدمير النفسي والتحطيم المعنوي والدهاء والمكر الذي تزول منه الجبال – فضلا عن تحقيقها للاجئين الفلسطينيين.

وكواحد من أبناء الأمة الإسلامية العزيزة أسكن أرض فلسطين وأتمزق لحال أهلنا هناك في الشتات وهم يسقطون في أيدي الصفويين والصليبيين ويتعرضون إلى الخطف والتعذيب والتهجير من جديد والقتل والتمثيل في جثثهم وتغتصب نساؤهم وترمل وييتم أطفالهم فإنني أدعوهم إلى الانحياز إلى خيار أمتنا في مواجهة هذا الاحتلال الصليبي الغاشم والصفوي البويهي الحاقد دفاعا عن أنفسهم فهذا هو جهاد الدفع الواجب على كل مسلم ومسلمة.

أبناء قومي ورجال شعبي المشرد في المنافي .. توجهوا إلى الأماكن التي تسيطر عليها المقاومة العراقية وادخلوا في حماية أسود الإسلام الذين مرغوا أنف الولايات المتحدة الأمريكية في التراب، وقاتلوا أولياء الشيطان فإن أميركا بدأت تئن من ضربات المجاهدين ولقد علمنا من وسائل الإعلام أن التنظيمات الجهادية لديكم جهزت 5000 استشهادي لدحر العدوان الصليبي الذي يستهدف إخراج المسلمين أهل السنة من بغداد؛ وكم آمل أن يكون نصف هؤلاء الاستشهاديين منك

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات