إقرت .. قضيــة شعــب وحــق وأمــل


نشر مؤخرا، الدكتور الباحث إبراهيم رزق عطا الله، إبن قرية إقرث المهجرة، كتابا تحت عنوان: “إقرث..قضية شعب وحق وأمل”، حيث تناول فيه أحداث ووقائع تهجير أهالي قرية اقرث الفلسطينية عام 1948 كما وتناول فيه تطورات قضية إقرث. فما بين سعي المهجرين المنقطع النظير إلى العودة واستعادة الممتلكات وامتناع حكومات إسرائيل المتعاقبة عن تمكين أصحاب الحق من نيل حقوقهم أو ممارستها، يتنقل الكاتب مابين حجارة إقرث وكنيستها ومقبرتها، يستدعي ذاكرة أبناء القرية، يدون نضالهم، صبرهم وإصرارهم ويخط للأجيال وثيقة هوية منبجسة من إيمان المهجرين الفلسطينيين الراسخ بحقوقهم المسلوبة وملفعة بأمل لا يمسسه صلف الحكام ونوب الزمان وينقل العهد إلى جيل يأبى إلا أن يحفظه.
ما الذي وجهك لكتابة هذا الكتاب؟
عطا الله: منْطَلِقاً من إيماني العميق بحقي الشرعي وبوجوب إحقاقه – عودتي وأهل بلدي إلى ديارنا الأصلية اقرث التي تم تهجيرنا منها، وطنهم الدائم اقرث -. أرى أنه من الواجب الحتمي أن يعرف أبناؤنا وأحفادنا تاريخنا العريق وأن يتفاعلوا مع حيثيات المكان الذي بناه أجدادهم وأسلافهم بعرقهم وبدمائهم، أن يعرف أبناؤنا كيف عاش أهلهم وكيف كانوا لُحمة واحدة مترابطة متراصة، ليستمدوا منهم الأمل وليكون كل ذلك مؤشراً تهتدي به الأجيال في هذا الواقع الأليم المجحف الذي سلبنا حقنا في العيش سوياً وفي التمتع بأملاكنا وتراثنا.
ما هو وضع قرية اقرث اليوم؟
عطا الله: اليوم وبين حجارة بيوتنا المتناثرة التي تغتني بذكريات أهالينا وعلى أنقاض ملاعب وساحات القرية تتربص الأبقار لتمحو كل ما تبقى من معالم حضارية بقيت من قرية لاقت ما لاقته من الظلم المتعسف. اليوم تدنس اقرث بفعل المستوطنين المجاورين الذين وبدون أي حقٍ أو شرعٍ أو منطقٍ آدمي يستعملون أراضي وبيوت اقرث مراعٍ لأبقارهم. ان هول الجريمة النكراء التي ارتكبت بحق اقرث اعجز حكومات إسرائيل المتلاحقة و أحزابها المتعاقبة وعلى إتساع الخارطة السياسية عن التنكر لها ولكن رغم انها لم تتنكر للظلم المجحف الذي لحق بأهالي القرية لم تتنكر لحق الأهالي بالعودة لقريتهم لا تزال حكومة إسرائيل تتنصل من التزامها بتنفيذ وعودها وقرارات قضائها وتمتنع عن تحقيق العدل في هذه القضية.
ما هو موقف أهالي إقرث اليوم؟
عطا الله: ما زال مهجرو اقرث خارج أرضهم لا ينتظرون بصبر العودة وحسب بل ويمارسون الطرق النضالية القانونية المتاحة لتحقيق ذلك.فخلال عقود ستة مضت قال أهلنا لا. لا لكل العروض البخسة ، لا لحرمانهم من تراثهم وميراثهم الحضاري، لا للتجريد ولا للإغراءات. ونراهم اليوم ثابتين صامدين مؤمنين أنه لا بد للظلام أن ينقشع، ولا بد للنور أن يسطع ويحققون عودتهم الأكيدة لبلدهم الأصلي.
كيف كانت ردود الفعل عند الأهل عند محاورتهم؟
عطا الله: لا شك في أن من أصعب المهمات محاورة شخص حُرِم من أرضه وهُدِم بيته، وعانى ما عاناه من مرارة التهجير وتجرع ما تجرعه من حرمان وقسوة الدهر حتى في إيواء موتاه في مقبرة ضمت أجداده. لقد تبدت في الحوارات قسوة الدهر حيث يعتصر قلوب الأهالي شعورٌ من الغضب ممزوج بمرارة الحزن تارةً وبالنقمة تارةَ وبالدهشة حول هذا القدر القاسي العنيف تارةً أخرى.
ماذا أردت من هذا الكتاب؟
عطا الله: فكرت ملياَ في فحوى ما أعرضه وكيفية عرضه في مؤلفي هذا، ولمن أوجهه، وبعد تردد كبير واختصار ثم إضافة وتغيير هنا يتلوه تغيير هناك،ارتأيت أخيرا أنه من المناسب أن أجمع في مؤلفي هذا بين التراث الذي عايشه أجدادنا والنضال الذي قاده أهلنا ومن يؤازرهم من الشرفاء الأبطال الذين آمنوا بحق قضية اقرث واعتبروها قضيتهم. حرصت على عرض القضية بشكل موضوعي وسرد علمي موثوق ومسند ليكون هذا المؤلف عبارة عن وثيقة تهتدي بها الأجيال القادمة من أطفال اقرث وليكون نبراساً لهم ومثلاً في صمود أهلهم وتشبثهم بحقهم وبثبات وتضحياتهم العظيمة ومعاناتهم المريرة وإصرارهم ألا يكون إلا الحق وليكن الشعار الذي نقشه أهالي اقرث في قلوبهم “لن نتنازل عن اقرث” ثابتاً راسخاً في نفوسهم.
هلا قدمت لنا إيجازا عن محتويات الكتاب ؟
عطا الله: تمتد قرية اقرث فوق مجموعة من تلال الجليل الغربي، ويعود الإسم للإله “ملقرط” فقد نصب الكنعانيون نصباً لهذا الإله في اقرث. عرفت باسم “يوقرت” أيام العصر الروماني، وعرفت أيام العهد الصليبي أيضاً باسم أكرت Acret، وقد استعمل الاسم “إقرط” أيام العهد العثماني في مستندات شراء العقارات، أما أيام الانتداب البريطاني فقد ذكرت في المستندات الرسمية والسجلات المحلية ب “اقرث” وأيضاَ “إقرط”. وقد وردت على لسان بدو المنطقة بإسم “إجرف” أما أهلها فقد تداولوا الاسم “إقرث”.
الكنيسة والمقبرة
تنتصب اليوم فوق أعلى قمة من قمم تلالها الكنيسة التي بنيت سنة 1875 بنفس مكان كنيسة سبقتها كانت قد بنيت سنة 1635 التي هي أيضا كانت قد بنيت بنفس مكان كنيسة سبقتها لا يعرف تاريخ بنائها. في السفح الغربي لتلة مسطح البناء توجد مقبرة اقرث التي تحتضن أمواتها حيث يدفن أهاليها أمواتهم في مقبرة اقرث رغم تواجدهم في أماكن مختلفة من البلاد. ولقد رممت الكنيسة والمقبرة والشوارع المؤدية إليهما مراراً بواسطة أهلها وعلى فترات متعاقبة.
المستوطنات اليهودية المجاورة لاقرث اليوم
الرقم |
المستوطنة |
أقيمت بدل القرية العربية |
أقيمت سنة |
عدد السكانسنة 2005 (176) |
1 |
شوميرا |
طربيخا |
1951 |
304 |
2 |
إبن مناحم |
النبي روبين |
1960 |
297 |
3 |
جورن |
عرّبين |
1950 |
403 |
4 |
جرانوت هجليل |
(على أرض حوارة) |
1980 |
197 |
كل المستوطنات المجاورة لاقرث والتي بعضها أقرب للحدود اللبنانية، أقيمت بعد تهجير أهالي اقرث في حين يحرم أبناء القرية من العودة تحت ذريعة أن المنطقة “منطقة أمنية مغلقة”.
السكان:
في سنة 1945 جرى إحصاء 460 شخصاً وفي سنة 1948 حُصِي 441 شخصاً، وفي إحصاء أجري سنة 1996 تسجل 956 شخصاً موزعين على 245 عائلة، وبحسب إحصاء 2005 فقد أحصي 422 رب عائلة اقرثي.
من الجدير بالذكر أن التزايد الطبيعي بين سنوات 1948 – 1956 كان بطيئاً جداً وذلك لأنه خلال الفترة المذكورة لم يتزوج أي شخص من اقرث نظراً للظروف القاسية والقاهرة التي عانوا منها تلك الفترة.
الأراضي
بموجب الخريطة المؤكدة في عكا في شهر شباط من سنة 1935 (7) كانت مساحة أراضي اقرث موزعة على 15 قسيمة بما مجموعه 24591 دونم. وبحسب تخمين دفتر ضريبة الأملاك المسجل سنة 1928 فإن مجموع مساحات الأراضي 16264 دونم بالإضافة إلى 8327 دونم مختلف عليها مع فسوطة ومعليا وترشيحا.
إما الاستسلام وإما الرحيل
دخل الجيش الإسرائيلي لقرية اقرث في اليوم الثاني من “حملة حيرام” والتي كانت الأخيرة والكبرى بين الحملات التي نظمها الجيش في منطقة الشمال للسيطرة على المنطقة .
عندما وصلت قوات الجيش الإسرائيلي لاقرث كانت المنطقة خاليه من قوات جيش الإنقاذ، حيث غادرت في الليلة التي سبقت دخول الجيش، متجهه باتجاه الدول العربية عند سماعها أنباء تلك الحملة.
مساء السبت 30 تشرين الأول 1948 رفع أهالي اقرث العلم الأبيض على سطح الكنيسه. وفي صباح يوم الاحد 31 من تشرين الاول من سنة 1948 دخلت كتيبه 92 من قوات الجيش الإسرائيلي إلى اقرث. وقد تلخص طلب قائد الفرقة: “إما الاستسلام أو الرحيل”.
تهجير السكان من اقرث
في صبيحة يوم الجمعة 6111948 طلب قائد الجيش المدعو موشيه إيرم من سكان القرية تجهيز أنفسهم للرحيل للرامة لمدة أسبوعين. عندما طُلب من الأهالي أن يعبروا للرامة طُلب منهم أن يُبقوا أمتعتهم في بيوتهم وأن يأخذوا مؤونة لفترة لن تزيد عن الأسبوعين وأن يُقفلوا الأبواب وبيوتهم ستكون بأمان.بدأ التهجير عند فجر 8111948 وأستمر ثلاثة أيام بواسطة شاحنات الجيش الإسرائيلي إلى الرامة ح
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الأورومتوسطي: إسرائيل تمارس حرب تجويع شرسة في قطاع غزة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الهجوم الإسرائيلي المتواصل والحصار الخانق والنقص الحاد في الإمدادات...

550 مسؤولا أمنيا إسرائيليا سابقا يطالبون ترامب بوقف الحرب بغزة
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام طالب مئات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعمل على وقف الحرب في...

حماس تدعو للنفير لحماية الأقصى بعد محاولة ذبح القرابين
القدس المحتلة – حركة حماس قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن محاولة المستوطنين ذبح قربان في المسجد الأقصى يعد تصعيداً خطيراً يستدعي النفير...

مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ إبريل 2025 تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية،...

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...