الإثنين 12/مايو/2025

سماء القطاع مسقوفة بطائرات الاستطلاع التي تغتال المقاومين من خلال أصواتهم

سماء القطاع مسقوفة بطائرات الاستطلاع التي تغتال المقاومين من خلال أصواتهم

تبدو سماء قطاع غزة وكأنها “مسقوفة” ، لا تخلو في لحظة من اللحظات من طائرات الاستطلاع ، التي تجوب السماء ذهاباً وإياباً، والمناطيد المثبتة في الجو ، على الحدود الشمالية والشرقية للقطاع. وبحسب ما يقوله مهندسو الاتصالات فإن طائرات الاستطلاع تبث صوراً لقاعدة أرضية لمراقبة كل حركة في القطاع ، لا سيما في المناطق الساخنة منها.

ويبدو أن أخطر ما يحلق في الجو هو طائرات الاستطلاع ، التي تقوم بمهام مزدوجة ، أو بالأحرى مركبة ، فهي ترسل إشارات وصور ا للأرض ، وتتلقى أوامر بإطلاق صواريخها ، على أهداف محددة. وكان أحد الأهداف الدسمة أحد القادة الكبار في كتائب القسام و أ حد مرافقيه ، قد تحركا بسيار تهما داخل مدينة غزة، وبالرغم من الحرص والحذر الشديد ، إلا انهما اضطرا لإجراء مكالمة عبر الهاتف المحمول.

مكالمة ثم قصف

ثبت البطارية في جهاز الجوال وشغله، ضغط على الأزرار وتحدث قليلاً.. أنهي المكالمة سريعاً.. أغلق الجهاز، ولم يكد يفصل البطارية حتى سمع صوتاً مدوياً وناراً محرقة ألهبت جسده.. قفز من السيارة ، قبل أن يدرك ما حدث، وعلى سريره في العناية المكثفة في مستشفى الشفاء ، استفاق متيقناً أ نه نجا بأعجوبة من عملية اغتيال من قبل طائرات الاحتلال.

ويبدو واضحاً الآن أ كثر من أي وقت مضى أن “وسائل الاتصالات” أصبحت الخطر الأكبر ، الذي يهدد قادة المقاومة، فإذا كانوا يستطيعون التخفي والابتعاد عن أعين العملاء ، فإن جاسوساً آخر يعرفونه جيداً ، لكنهم يتمسكون به رفيقاً دائماً.

وبحسب ما يرجح مهندس اتصالات أن صوت الهدف قد تم تسجيله في وقت سابق، و هو مخزن على جهاز حاسوب خاص ، يراقب مكالمات الهاتف المحمول، وعندما تحدث الهدف في جهاز الجوال التقطه جهاز المراقبة ، وتعرف على بصمة الصوت برنامج خاص على الحاسوب ، وحدد إحداثيات و جود الشخص.

فمبا شرة زودت محطة المراقبة الأرضية إحدى طائرات الاستطلاع الأقرب إلى الهدف في غزة إحداثيات تواجد الهدف ، وأمراً بضربه ، فانطلق صاروخ باتجاه السيارة ، التي يوجد بداخلها الهدف ، وهو القيادي في كتائب القسام الذي أصيب ورفيقه بإصابات بالغة.

تجربة جديدة

الهدف أو “أبو عماد” كما يناديه رفاقه ، يعتبر من القادة العسكريين الحريصين على أمنهم الشخصي وأمن العمل، فهو حسب رفاقه يتخذ العديد من الإجراءات الأمنية لحماية نفسه ، وتحركاته محدودة ، فهو لا يكاد يخرج من مكانه إلا للضرورة، كما إ نه لا يستخدم أجهزة الهاتف الخلوي إلا نادراً ، لاسيما في الفترة الأخيرة . ويقول أحد رفاقه حاولت الاتصال به طوال ثلاثة شهور متتالية لكنني لم استطع ذلك لأنه لا يستخدم الجوال.

ولكن ثغرة واحدة استطاعت المخابرات الصهيونية استغلالها والوصول إلى “أبو عماد” ، الذي سلمه الله ونجاه. وكما يقول “أبو عماد” وهو على سريره فإن “في العمر بقية”، ويشير إلى أ نه أضاف لنفسه تجربة جديدة سيستفيد منها كثيراً.

اليقظة واجبة

وكما تبدو من حصيلة الأيام الأخيرة من عمليات الاغتيال ، فإنه يبدو أن ثمة تكثيف من قبل المخابرات الصهيونية لعملها لشطب أ كبر عدد من القائمة التي وضعتها لقادة المقاومة، وهو ما يحتاج إلى يقظة أ كبر من الأجنحة العسكرية ، حسب ما يرى المراقبون.

ويقول أبو عبيدة الناطق الإعلامي باسم كتائب القسام إ ن هناك تطوراً كبيراً لدى قيادات القسام والمجاهدين الميدانيين من حيث اتخاذ الإجراءات الأمنية ، مشيراً إلى أن هناك شبكة واسعة من رفح إلى بيت حانون لرصد الطائرات المروحية وطائرات الاستطلاع، لكن ما يحدث أحياناً أن يستقل المجاهدون سيارات جديدة معتقدين أنها ليست مكشوفة.

ويؤكد أبو عبيدة أنه على مستوى القيادات المستهدفة من قبل الاحتلال لا يتم استخدام وسائل الاتصالات بالمطلق ، لا سيما الهاتف الخلوي ، ولكنه يتم استخدم أجهزة الاتصال اللاسلكي في بعض الأحيان ، ولكنهم غالبا لا يستخدمون أي وسيلة من تلك الوسائل، غير أنه على مستوى العمل الميداني من الصعب التخلي عن الاتصالات بشكل تام، مشيرا إلى أن قطاع غزة صغير ومحدود جغرافياً والعدو يستغل أيضاً عملاءه على الأرض.

و فيما يتعلق بالاستفادة من التجارب والتحقيق في عمليات الاغتيال قال أبو عبيدة إ ن هناك جهاز أ مني داخل حركة حماس يعمل على التحقيق في كافة عمليات الاغتيال ، ويخلص إلى نتائج في كل عملية .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات