الجمعة 31/مايو/2024

أول جدة استشهادية .. فاطمة النجار هالها ما يتعرض له شعبها فأقسمت أن تنتقم

أول جدة استشهادية .. فاطمة النجار هالها ما يتعرض له شعبها فأقسمت أن تنتقم
“أقدم نفسي لله وفداء للوطن وللأقصى، وأتمنى أن يتقبل الله مني هذا العمل، وأقدم نفسي للمعتقلين والمعتقلات، وأحيي أبا العبد والضيف ..”؛ بهذه الكلمات المؤثرة اختتمت الشهيدة الحاجة فاطمة النجار (57 عاماً) حياة حافلة بالعطاء وحب الوطن، وغرس حب الاستشهاد في نفوس أبنائها قبل أن تلقى الله شهيدة إلى العلياء، عندما فجرت جسدها في قوة صهيونية خاصة في شمال قطاع غزة.

كلمات قليلة خطتها أم محمد، وهي أول جدة استشهادية، قبل أن تغادر هذه الدنيا لكنها، تعني الكثير لدى امرأة هالها ما تشاهده يومياً من مجازر ترتكب بحق أبناء شعبها، وحرمات تنتهك وبيوت تهدم فوق رؤوس ساكنيها وأشجار معمرة تقتلع من جذورها بفعل آلة البطش الصهيونية  على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي، الذي يقف متفرجاً على شعب بأكمله يتعرض لحرب إبادة جماعية، فتحركت هذه المرأة المسنة لتدافع وتنتقم لشهداء فلسطين.

الاستشهادية النجار أبت إلا أن تقدم روحها ودمها في سبيل الله، بعد أن قدمت بيتها الذي نسفته قوات الاحتلال في الانتفاضة الشعبية السابقة، والذي كان مأوى للمطاردين والمجاهدين، وقدمت من أبنائها أسرى في سجون الاحتلال سابقاً.

وقالت الجدة الفلسطينية في كلمات خطتها بيدها، وترجمتها عملياً بدمها “إن عمليتنا هذه ما هي إلا جزء مما سيلاقيه الصهاينة على أيدي رجال ونساء فلسطين، وستعد لكم كتائب القسام المفاجآت التي تزلزل كيانكم بإذن الله، وتجعل غزة مقبرة لجنودكم الجبناء وآلياتكم الهزيلة”.

والاستشهادية النجار والمعروفة بـ “أم محمد”، أم لسبعة أبناء وابنتين، وقد شاركت في مسيرة فدائيات الحصار التي استطاعت كسر الحصار عن أكثر من سبعين مجاهداً في مسجد النصر في بيت حانون مؤخراً.

ويقول أحد أبناء الاستشهادية النجار، إن والدته كانت تشارك في جميع المسيرات، والفعاليات والمهرجانات التي تنظمها حركة حماس، إلى جانب مشاركتها في فعل الخير.

وبيّن نجل “أم محمد” أنّ والدته ربت أبنائها وأحفادها على كتاب الله وسنة نبيه، وكانت تدعو دوماً الله أن يرزقها الشهادة.

وجاء في وصية الشهيدة “أقدم نفسي لله وفداء للوطن ثم للأقصى، وأدعو الله أن يتقبل الله مني هذا العمل، وأقدم نفسي للمعتقلين والمعتقلات، وأسأل الله أن يفك أسرهم، ويتقبل الله منا جميعاً”.

وأضافت، في وصيتها التي وزعت في شريط مصور على وسائل الإعلام، “أسأل الله عز وجل أن يجمعنا مع الشهداء في جنان النعيم، وأسأل الله عز وجل أن يهدي أولادي وبناتي إلى المساجد، وأرجو من عائلتي توزيع الحلوى عند سماع نبأ استشهادي”. وتابعت “كل التحية إلى أبو العبد هنية رئيس الوزراء، ومحمد الضيف القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام، وإلى الشهداء أجمعين”.

وبهذه العملية التي تكتسب مواصفات أسطورية؛ تثبت المرأة الفلسطينية يوماً بعد يوم  بإرادتها، وبقوة إيمانها أنها أقوى من كل الجيوش والعروش، وأن الدنيا كلها أهون لديها من أن تستباح أرضها ويسفك دم أبناء شعبها من قبل عدو يحتل الأرض.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات