الإثنين 12/مايو/2025

قتلة القيادي في حماس أبو درابية يعترفون نادمين .. ويكشفون ارتباطات الفتنة

قتلة القيادي في حماس أبو درابية يعترفون نادمين .. ويكشفون ارتباطات الفتنة

تكشفت تفاصيل عملية اغتيال القيادي في حركة “حماس”، ماجد أبو درابية (40 عاماً)، والذي تم اغتياله في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، على يد مجموعة مسلحة من حركة فتح في شمالي قطاع غزة.

وكان قد تم إطلاق النار على أبو درابية بدم بارد، أثناء خروجه من منزله في بيت لاهيا هو وزوجته، فأصيب بثلاث رصاصات في صدره، استُشهد على أثرها فوراً، في جريمة أثارت غضب الشارع الفلسطيني.

والشهيد أبو درابية هو أحد مبعدي مرج الزهور في أوائل التسعينيات، وهو يُعدّ من أصحاب السجل الطويل في مقاومة الاحتلال في منطقة شمال القطاع، ويحظى باحترام واسع في منطقته.

وقد تمكنت القوة التنفيذية من إلقاء القبض على المجموعة التي نفذت العملية، وذلك بعد تلقيها معلومات تفيد بتحركات مشبوهة لهم في المنطقة الشمالية من قطاع غزة.

تفاصيل الجريمة .. وملامح الانكسار والندم

وفي تفاصيل الجريمة التي يسلِّط “المركز الفلسطيني للإعلام” الضوء عليها؛ فإنّ منفذيها هم أربعة أشخاص، كل من: أمين خضر غبن (21 عاماً)، ورمضان غبن (20 عاماً)، ومحمد سلامة (23 عاماً)، ولؤي غبن، وهم يعملون في أحد الأجهزة الأمنية. وكانت القوة التنفيذية تحتجز كلاً من أمين ورمضان لديها، فيما تم تسليم اثنين آخرين لجهاز الأمن الوقائي، حسب اتفاق تم بين الجهتين، بينما كان جهاز الأمن الوقائي قد استنكر جريمة الاغتيال وطالب بمعاقبة الفاعلين وتقديمهم للعدالة.

ويقول أمين، بعد إحضاره من غرفة الاعتقال وقد بدت عليه ملامح الانكسار والندم، إنّ المجموعة التي قامت بتنفيذ عملية الاغتيال تتكوّن من رمضان غبن ومحمد سلامة، علاوة عليه، في حين رفض لؤي قائد المجموعة الذهاب في الدقائق الأخيرة للتنفيذ، مضيفاً “تلقينا تهديدات بالقتل وإطلاق النار علينا من قبل المدعو بهاء أبو جراد، أحد أفراد الأمن الوقائي وقائد كتائب الأقصى في بيت لاهيا في حال عدم تنفيذنا للعملية”.

تهديدات لتنفيذ القتل

ويتابع أمين في سرده لتفاصيل العملية، حيث تبدو ملامح الحيرة والخذلان في اعترافاته “تم تهديدنا بإيصال رسالة لنا بواسطة رمضان غبن بالقتل، من قبل أبو جراد، في حال رفضنا تنفيذ عملية اغتيال محمد، الابن الأكبر للشيخ ماجد، وذلك على خلفية مشكلة بين أقارب محمد سلامة مع القوة التنفيذية”. وأشار أمين بذلك إلى أنّ محمد كان هو الهدف المطلوب وليس والده ماجد أبو درابية، مضيفاً “تجنّباً لقتلنا وخوفاً على حياتنا بعد تهديدنا بالقتل؛ توجهنا ثلاثتنا، حيث رفض لؤي غبن، قائد المجموعة الذهاب معنا إلى منزل الشيخ ماجد، ونحن مزودين بأسلحة خاصة، وملك لنا من طراز كلاشنكوف”.

وعن سبب محاولتهم اغتيال محمد أبو درابية، الابن الأكبر للشيخ ماجد؛ قال أمين إنّ أقارب محمد سلامة تعرّضوا للاعتقال والضرب من قبل أفراد “التنفيذية”، على خلفية سرقة بعض الأغراض من إحدى المستعمرات الصهيونية التي تم إخلاؤها، والتي تحوّلت إلى أملاك عامة فلسطينية، مشيراً إلى أنّ محمد أراد أن يرد الاعتبار لأقاربه وقرّر الانتقام من محمد، ابن الشهيد ماجد، وهو أحد أفراد القوة التنفيذية .

وتابع أمين في سرده لقصة الاغتيال؛ قائلاً إنه بعد عملية رصد ومتابعة للشيخ ماجد قمنا بإطلاق زخات كثيفة من النار عليه ومن مسافات قريبة، حيث قام محمد سلامة بإطلاق النار بشكل مكثّف ومركّز، ما أدى إلى إصابته وسقوطه على الأرض فوراً، حيث هربنا من المكان بسرعة”. ويضيف أمين زاعماً “لم نكن نقصد القتل، حيث كانت لدينا تعليمات بإصابته فقط، ولكن كانت المفاجأة عندما تلقينا خبر وفاته، الأمر الذي أصابنا بالصدمة والهلع”.

مفارقة القتل .. والمشي في الجنازة

من جانبه؛ ادعى رمضان أنه قام بإطلاق النار في الهواء، وأنّ محمد سلامة كان السبب المباشر في مقتل الشيخ أبو درابية، حيث قال لهم بعد انتهاء المهمة “أصبت الهدف بنجاح”، وأضاف رمضان أنهم بعد انتهاء العملية توجّهوا إلى بيت العزاء للتغطية على الجريمة والتمويه، مضيفاً “رفضت في البداية الذهاب لبيت العزاء، ولكن تم سحب السلاح علينا وتهديدنا بالقتل في حال عدم التنفيذ، ما دفعنا للذهاب والوقوف إلى جانب أقارب الشهيد، ومن ثم أخبرنا أحد أقاربي بضرورة المغادرة خوفاً من حدوث أي مشاكل في المكان”.

واستحضر رمضان المثل المشهور قائلاً “سبحان الله، قتلنا القتيل ومشينا في جنازته”، معرباً بعد فوات الأوان عن ندمه الشديد لما قام به، في حين أضاف أمين وقد بدا الخوف والندم على وجهه “حسبنا الله ونعم الوكيل على الذي كان السبب”، محمِّلا بهاء أبو جراد المسؤولية الكاملة عن الجريمة، ومشيراً إلى أنهم قاموا بتسليم أنفسهم إلى القوة التنفيذية حتى ينالوا عقابهم من العدالة.

واختتم أمين حديثه بالقول “حسبنا الله ونعم الوكيل على من كان السبب”، داعياً أقرانه الشبان إلى عدم السقوط في مستنقع الجرائم وعمليات القتل.

جدير بالذكر أنّ عناصر من حركة “فتح” شنُّوا خلال الفترة الماضية عمليات اغتيال واسعة، استهدفت عدداً من قيادات حركة “حماس” ومواطنين آخرين، وذلك في ما رآها المراقبون محاولة تصعيدية هدفت لإثارة حالة من الفوضى والبلبلة في الشارع الفلسطيني، وإحراج الحكومة الفلسطينية، وربما إسقاطها إن أمكن.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....