مشروع شارع 60 الالتفافي يحاصر بلدتي حلحول وبيت أمر ويمنع توسعهما العمراني

يهدد مخطط مشروع شارع 60 الالتفافي، الذي تنوى قوات الاحتلال إقامته، سكان بلدتي حلحول وبيت أمر ومخيم العروب، والعديد من الخرب الأثرية شمال الخليل، بالتهام آلاف الدونمات من الأراضي، ومنع أصحابها من الوصول إليها للعمل فيها.

لا مبرر له

وقال قاسم أبو ديه الباحث في مركز أبحاث الأراضي، إنه من المعروف أن الطرق العامة تشق لتخدم المواطنين، وتخفف عنهم، إذا كانت مدروسة جيدا، وموضح فوائدها بشكل غير منفر وبأقل الأضرار، وتحتاج إلى دراسة فنية واقتصادية، وأن تكون ذات عرض مناسب، يتناسب مع الهدف الذي وجدت من أجله.

وأضاف أن قوات الاحتلال عرضت مخطط مشروع شارع 60 الالتفافي، شمال الخليل، ولم توضح أهداف هذا المشروع، وأقرته بلا أمر عسكري، بالاضافة إلى وجود طريق التفافي قائم أصلا، مشددا على أنه لا يوجد مبرر لإقامة طريق جديد على حساب أراضي المواطنين الزراعية، مضيفا أن نوايا الاحتلال من هذا المخطط واضحة للعيان.

تمزيق الأراضي

ويوضح عبد الهادي حنتش، خبير الخرائط والاستيطان في محافظة الخليل، أن هذا الشارع يأتي في سياق مخططات قوات الاحتلال الصهيوني، الذي يهدف إلى بناء شبكة كبيرة من الطرق بتمزيق الأراضي الفلسطينية، إذ إن هناك مخطط صهيوني يهدف إلى شق 500 كم من الطرق في الضفة الغربية، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال قامت في السابق بشق 600 كم من الطرق، الامر الذي صادر مساحات واسعة من الأراضي وحرم العديد من العائلات من ملكيتها، مما يسبب ارتفاع البطالة، والحد من توسيع الرقعة الزراعية، وكذلك تحجيم الدخل الفردي، وبالتالي هو ضربة للاقتصاد الفلسطيني، وهذا فضلا عن الأهداف السياسية، التي تهدف إليها سلطات الاحتلال من وراء هذا الشارع.

وأكد حنتش أن اللجنة العامة للدفاع عن الأراضي قامت بإعداد أوراق الاعتراض الرسمية، وأخذ المعلومات اللازمة لرفعها للجهات المعنية لوقف شق هذا الشارع وإلغائه من قبل قوات الاحتلال.

ويذهب ابو ديه إلى أن الاثار والاضرار التي ترافق المشروع تشمل تدمير ومصادرة وعزل حوالي 7484 دونما من الاراضي، ومحاصرة بلدة بيت امر وقرية صافا من الشرق والشمال والجنوب، ومنع توسعهما العمراني في هذه الاتجاهات، بعد تدمير ومصادرة وعزل ما يقارب 8000 دونما، لأغراض إقامة الشارع والجدار ومستوطنة كرمي تسور، أي حوالي 25% من مساحتهما الاجمالية البالغة 31625 دونما.

وأضاف أن المشروع يحاصر بلدة حلحول من الشرق والشمال، ويمنع توسعها العمراني في هذين الاتجاهين، بعد تدمير ومصادرة وعزل حوالي 2000 دونم لاغراض الشارع والمستوطنة، أي حوالي 7.7 % من مساحة البلدة الاجمالية البالغة 25791 دونما.

ونوه الباحث ابو ديه إلى أن هناك آثار وأضرار أخرى غير ذلك، وهي تهديد مقبرة مخيم العروب، وتدمير ومصادرة اجزاء من اراضي كلية العروب الزارعية التقنية، فضلا عن آثار زراعية تتعلق بالاشجار المثمرة، وكذلك بالزراعة البعلية، ومصادرة وعزل المصادر الطبيعية، وله آثار وأضرار بالغة تتعلق بقطع الطرق الزراعية الداخلية، بحيث تصبح غير صالحة للاستعمال، سواء كانت في الجهة الغربية أو الشرقية من الشارع المقترح.

وبين أبو ديه أن الطريق الجديد يبدأ من مفرق كفر عصيون حتى نقطة تبعد 720 مترا تقريبا إلى الشمال من مفرق النبي يونس، في بلدة حلحول، على طريق (60) الالتفافي في اسفل الوادي، مشيرا إلى أن طوله الإجمال يبلغ 7.685 كلم، مقسمة إلى 3.270 كم في أراضي بيت امر في المواقع التالية: خربة ابريكوت، خربة الطلعة، ابو سودا، افريديدس، وادي الشيخ، وردان، بيت زعتة، 1.790 كم في اراضي العروب، من ضمنها كلية العروب التقنية، و2.625 كم في اراضي حلحول (منها 625 مترا تحويلة إلى مستعمرة كرمي تسور) في مواقع راس القاضي، بيت خيران، وادي الشنار، الراموز، الحواور.

مساحات الأراضي المهددة

وأوضح أن عرض الشارع يبلغ وفق المخطط الصهيوني المعلن 160 مترا (الشارع الفعلي وحرمه)، مما يعني أن مجموع مساحة الأراضي التي ستدمر تحت مسار الشارع او ستصادر في حرم الشارع تبلغ 1309 دونمات، موزعة كالتالي مقطع بيت امر: 585 دونما، مقطع العروب: 286 دونما، مقطع حلحول: 439 دونما، مشيرا إلى أن مجموع مساحة الاراضي الواقعة إلى الشرق من مسار الشارع هي 6174 دونما، ومقطع بيت امر: 4797 دونما، ومقطع حلحول: 1377 دونما.

وأجمل ابو ديه أن المجموع العام لمساحات الأراضي المهددة هي بيت امر: 5382 دونما، وحلحول: 1816 دونما، والعروب: 286 دونما، فيكون المجموع: 7484 دونما.

التربة والتضاريس

ونوه إلى أن الاراضي التي يمر فيها المشروع تمتاز بالارتفاع (880 إلى 950 مترا) عن سطح البحر، وان عملية القطع في الجزء المرتفع والطمم في الجزء المنخفض سوف تحتاج إلى تكاليف باهضة ماديا، بالاضافة إلى توسيع رقعة القطع المرتفعة، وتضييع مساحات كبيرة من الكروم من عنب ولوزيات وغيرها حيث معظـم المنطقــــة مشجرة بمختلف الاشجار المثمرة، مشيرا إلى أن معدل سقوط الامطار فيها يتراوح بين 500 – 600 ملم، مما يجعل هذه المواقع قابلة للزراعة، خاصة أشجار العنب والتفاح واللوزيات.

وأشار أبو ديه إلى أن تربة المنطقة المعنية هي من التربة الحمراء على السفوح وفي قيعان الاودية، وهي تربة خصبة من نوع التيرا روزا، وكذلك هناك أماكن كثيرة ذات تربة بيضاء، تسمى الرندزينا وهي تصلح لزراعة اللوزيات والعنب، حيث يتاخر فيها العنب حتى الشتاء إذا رويت، موضحا أن شق هذا الطريق المقترح يدمر مئات الدونمات بأشجارها، بالإضافة إلى تقطيع وحفر الطرق الزراعية، التي توصل المزارعين إلى أراضيهم لحراثتها وتسويق منتجاتها فهذا المشروع يدمر التربة الزراعية والطرق الزراعية، وذلك بسبب الحفريات الحادة العمق نتيجة تنفيذ هذا المشروع، مشيرا إلى أن موقع الارض التي سيمر منها المشروع عبارة عن أراضي خضراء مغطاة باشجار الفاكهة من معرشات العنب واللوزيات والتين وتزيد نسبة الزراعة عن 90%.

الملكية والتصرف

وأوضح ابو ديه أن اصحاب الأراضي الذين يتصرفون في اراضيهم منذ عشرات بل مئات السنين، ويزرعون الارض بنسبة تزيد عن 90% بالتوارث أبا عن جد، هم المالكون الشرعيون لها، وهم عائلات ابو عياش واخليل والوهادين من بيت امر، وعائلات السعدة وعقل والدودة من حلحول، بالاضافة إلى كلية العروب الزراعية. وتخترق الطريق المقترح اراضيهم المملوكة، في مخالفة واضحة للأعراف الدولية والانسانية والقانونية، مؤكدا أن الارض مزروعة، وهذا كافي للدلالة على الملكية، وان اصحاب الاراضي يؤكدون على وجود تسجيلات طابو بأسماء ابائهم.