عاجل

الإثنين 13/مايو/2024

بيت الدحنون

النائبة سميرة الحلايقة

 

علقت الصحف الصهيونية يوم أمس كثيرا على الحكم بالإعدام الصادر بحق الرئيس العراقي السابق صدام حسين والذي اخذ من عمر المحاكم الاحتلالية دقيقتان ونصف لإصدارة

ووصف الإعلام الصهيوني الذي لم ينس صواريخ صدام في حرب الخليج الأولى التي وصلت تل أبيب وزرعت الرعب في قلوب الحالمين بجنة العسل اللبن الموعودة في فلسطين والتي كانت سببا رئيسيا على ما يبدو للإطاحة بنظام صدام حسين وإيصال الرسالة لكل من حاول ان يحذوا حذوه من الرؤساء العرب والمسلمين

وبنفس الذريعة التي خاضوا الحرب فيها ضد العراق حاولوا ان يخوضوا حروبا أخرى ضد القيادات العربية التي لا ترغب بالتعاطي مع مقسمي الأرزاق في الشرق الأوسط ،ففي إعلامهم المرتزق سوريا توفر الحماية للإرهاب، ولبنان مظلة له ، وإيران ترعاه والسودان نموذجا له واستثني من إعلامهم التجربة الكورية لأنه ليس لإسرائيل وأمريكا مصالح ذاتيه فيها

وبنفس الذرائع تستباح الأراضي الفلسطينية  فاستشهاد أكثر من خمسين فلسطينيا في بيت حانون لا يستوفي حروف الرسالة التي سيحمله اولمرت الى بوش خلال زيارته القريبة لواشنطن ففي عرف صهيونيتهم فان العملية لا زالت تسمى عملية محدودة مع مراعاة الوضع الإنساني الحساس فيها ،في نفس الوقت لم ينس الإعلام الصهيوني غداة الحكم على صدام ووصف الرئيس العراقي صدام حسين بأنه طاغية ارتكب المجازر بحق الإنسانية

بيت الدحنون في قطاع غزة ليس بعيدا عن عدسات العالم ولا أقلام الكتاب ولا عناوين الصحف المحلية والدولية لكنه يشاهد بعين عوراء وتستقبل أحداثه وجوه كالحة وصحف صفراء وقوانين مغيبه

بيت الدحنون حتى الآن لم يوصم الاحتلال الصهيوني بالإرهاب ولا بالمجازر بحق الإنسانية حتى ولم ترتق الاحصائيه التي وصل إليها عدد الشهداء الى  بورصات الإرهاب والقرصنة لان الأعداد المطلوبة من الأرواح أكثر طالما هناك شعب حي يقول لا للاحتلال

بيت الدحنون حقبة تاريخية دامية سجلت في التاريخ الفلسطيني لأنها تسكن في قلب غزة التي أنجبت الياسين والرنتيسي وشحادة الذين سبق ان قالوا  لا للقرصنة والإرهاب فدفعوا الضريبة من دمهم

بيت الدحنون نادت بالأموات كما نادت صبرا وشاتيلا وكفر قاسم والخليل لكنها تعلم ان الأموات لا يسمعون وقد صدق فيهم قول الله تعالى (انك لن تسمع الموتى ولن تسمع الصم الدعاء اذا ولو مدبرين )فالهارب من رجولته ووطنيته وانتمائه ودينه لا يسمع صوت المظلومين ولا أنات المكلمين وولله لو ناصرهم لزادهم هزيمة وانكسارا لان الله (كره انبعاثهم فثبطهم ) فالمهزوم والمأزوم ليس لديه عدة للنصرة ولا استعداد لوضح البرامج لمناصرة المظلومين فزاده الله ذلا على ذل وانكسارا يتبعه انكسار وانحطاطا لا رقي بعده

فأي نصر تنتظر يا بيت الدحنون من الذين ولو مدبرين الى مصالحهم الدنية وصمت آذانهم عن استقبال أنات الثكلى ففي بيت الدحنون نساء تعلمن ان الرجولة خلق المؤمن فقد قال الله سبحانه (من المؤمنين رجال ) ومع هذا النص القرآني اتضح ان الرجولة هي خلق ملتصق بالإيمان وليس صفة للذكورة فقط ، وولله لقد تفهمت هذا المعنى القرآني العظيم للآية عندما هبت نساء غزة لنصرة بيت حانون فيما التصق فحول العرب بأذيال نسائهم وكراسيهم

فأي عار ينتظر هؤلاء بعد هذا العار

هؤلاء المتخاذلون الفارين من رجولتهم ليس لديهم استراتيجيات النصر بل سيناريوهات الهزيمة

فالله معكم يا بني الدحنون ولن يتركم أعمالكم

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات