بيت حانون: الدمار والخراب يشهدان .. جيش الاحتلال مر من هنا وقد يعود في أية لحظة!

واتضح حجم الدمار والمأساة بعد أن انهزم الاحتلال، حيث أصيبت بلدة بيت حانون بزلزال صهيوني مدمر سوى فيها طبقات المنازل والطبقات الاجتماعية.
وذكر شهود عيان في البلدة، أن الآليات الصهيونية اتجهت إلى منطقة أبو صفية بالقرب من السياج الشرقي الفاصل بين البلدة والأراضي المحتلة عام 1948، وعززت من تواجدها المكثف في محيط بلدة بيت لاهيا.
انسحاب وعودة متوقعة في أي لحظة
وأحدث جيش الاحتلال دماراً كبيراً في معظم طرق وشوارع البلدة المرصوفة، وأحدث تخريباً كبيراً في خطوط المياه والصرف الصحي، حيث اقتلعت القوات الصهيونية أجزاء كبيرة منها من الأرض، كما دمرت خطوطاً طويلة من شبكات توصيل الهاتف والكهرباء، وجسر المدخل الغربي للبلدة، فيما عمدت إلى تدمير المنازل السكنية والمنشآت العامة ودور العبادة.
وتجاوز عدد المنازل التي حل بها التدمير والخراب جراء “الزلزال الحربي” الصهيوني، المائتي منزل، فيما تجاوزت مساحة الأراضي الزراعية المجرفة مائة دونم، والمنشآت العامة والتجارية ما يزيد عن ثلاثين منشأة ومحلاً.
كل ذلك يأتي بالإضافة إلى المركبات المدمرة، وأعداد المعتقلين التي يصعب حصرها في ظل حالة البلبلة السائدة وعدم قدرة الأسر على التحقق من مصير أبنائها، بالإضافة إلى عشرات الشهداء ومئات الجرحى التي تجاوزت المائتي جريحاً، من بينهم 48 جريحاً وصفت المصادر الطبية إصاباتهم بالخطيرة، كما بلغ عدد الإناث من الجرحى 45 جريحةً.
وقد أتى العدوان الصهيوني أيضاً على مسجد أثري يعود تاريخ تشييده إلى العام 625 هجرية، أي قبل أكثر من ثمانمائة سنة، حيث بناه شمس الدين صنقر تخليداً لذكرى معركة النصر التي حدثت زمن الناصر صلاح الدين، ودفن شهداؤها في محيط المسجد، وأطلقوا على المسجد اسم مسجد النصر.
وجاء تراجع الاحتلال عن بلدة بيت حانون بعد يوم قاس عليها، حيث فجرت الاستشهادية ميرفت مسعود نفسها في قوة خاصة صهيونية، وفجرت المقاومة دبابة مدرعة، كما تحطمت طائرة استطلاع صهيونية عند ارتطامها بالجدار الفاصل قرب معبر بيت حانون.
وارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين في الستة أيام الماضية إلى نحو 60 شهيداً، وأكثر من 250 جريحاً، منهم 40 جريحاً يعانون من إصابات حرجة للغاية.
زلزال ضرب بلدتنا
ويضيف الكفارنة “أصبحت المنطقة وكأنها تعرضت لزلزال، حيث تناثرت أشلاء عشرات البيوت لدرجة أن أصحابها لم يستطيعوا التعرف عليها، وهدموا أجزاء من المقبرة، ودمروا أكثر من خمسين بيت في المنطقة”.
أما بخصوص معركة “أهل الجنة” في مسجد النصر، حيث حاصرت قوات الاحتلال عشرات المواطنين والمجاهدين، واستطاعوا فك الحصار، بمساعدة المقاومين وفدائيات الحصار؛ فقد أشار الكفارنة إلى أنّ جرافات الاحتلال سوّت المسجد بالأرض ولم يبقى إلا المئذنة شامخة”.
ولا يزال أهالي البلدة الذين استعدوا بحفر قبور أبنائهم الشهداء يتفقدون وهم مذهولون حجم الدمار الواسع الذي خلّفه الجيش الصهيوني، عقب انسحابه بعد ستة أيام من الحصار والعدوان والتدمير الخراب.
مشاهد المجزرة
العملية العسكرية العدوانية، رافقها حصار كامل وشامل للحركة داخل البلدة الحدودية، رغم الكثافة السكانية العالية، والبيوت متلاصقة. وقد عانى أهالي البلدة طيلة فترة الحصار من نقص حاد بالمواد الغذائية وحليب الأطفال والمستلزمات الأساسية للحياة اليومية.
أما الوضع الصحي في البلدة، فلم يكن أفضل حالاً من غيره. فأعداد الشهداء تتزايد والجرحى بالمئات، بين بالغة الخطورة وخطيرة، وثلاجات الموتى لم تعد تستوعب هذا العدد الكبير، وسط نقص حاد في المستلزمات الطبية في مستشفى بيت حانون الذي كان محاصراً بالكامل طوال فترة العدوان.
حجج واهية
ويضيف حمد أنّ كل هذه المجازر من القتل والذبح نفذها الاحتلال بذرائع كاذبة بدعوى منع إطلاق صواريخ المقاومة الفلسطينية، تجاه المستعمرات الصهيونية داخل الأراضي المحتلة عام 1948.
أما المواطن عبد الكريم الحمدين (47 عاماً)، فتساءل عن السبب الذي جعل الجرافات الاحتلالية تقوم بهذا الدمار، “فالمنازل لا تؤثر عليهم ليقوم الجيش بتشريد أهلها وهدمها فوق رؤوس ساكنيها، ناهيك عن عمليات دهم وتفتيش وتخريب واقتلاع أشجار الحمضيات المثمرة المزروعة وتدمير شبكة مياه الشرب والصرف الصحي”، كما قال.
وتابع الحمدين “عملية التجريف تمت دون أن يشعرنا الجيش بذلك، والواضح أنّ التدمير الكامل كان هدف الجيش، والدليل على ذلك أنّ الجرافات كانت تقوم بتدمير كل شيء تجده أمامها”.
أما حي النصر، الذي شهد معركة حقيقة بين جنود الاحتلال والمقاومة؛ فقد شهد خراباً ودماراً واسعاً وحصاراً مغلقاً خلال الاجتياح، وقد دمرت قوات الاحتلال المسجد ومحيطه بالكامل.
أحد المواطنين الذي بهت مما رأت عيناه في هذا الحي؛ شبّه ما حدث في بأنه أشبه بـ “تسونامي” من شدة الدمار الذي لحق فيه.
إصلاح الدمار
كما وشرعت شركة الكهرباء والاتصالات الفلسطينية بإصلاح ما دمره الاحتلال من أعمدة الهاتف والكهرباء، وإعادة توصيل الكهرباء لمنازل المواطنين في مناطق متفرقة من البلدة.
وخلال ذلك؛ تنذر تحركات جيش الاحتلال على حدود قطاع غزة الشرقية بأنه يعد لتوسيع رقعة اعتداءاته لتطال شرق غزة، حيث تتمركز بعض الآليات على جبل الريس شرق منطقة الشعف بحي التفاح.
تهديد جديد
وحسب ما نقلته وسائل إعلامية عبرية؛ فقد أوضحت مصادر في جيش الاحتلال، أنّ هناك عدة مناطق إضافية، من شأن جيش الاحتلال القيام بعمليات عدوانية “عميقة” فيها، وخصوصاً خان يونس، ورفح في جنوبي قطاع غزة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

15 شهيدا بينهم أطفال بمجزرة إسرائيلية في مدرسة تؤوي نازحين في جباليا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مجزرة فجر اليوم الاثنين، بعدما استهدفت مدرسة تؤوي نازحين في جباليا البلد شمال غزة،...

تحذير أمني من تكرار جيش الاحتلال الاتصال بأهالي غزة وجمع معلومات عنهم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت منصة أمن المقاومة (الحارس)، الأحد، من تكرار جيش الاحتلال أسلوبا خداعيا عبر الاتصال على المواطنين من أرقام تُظهر...

الزغاري: نرفض المساس بحقوق أسرانا وعائلاتهم
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس جمعية "نادي الأسير الفلسطيني" الحقوقية، عبد الله الزغاري، إنّ صون كرامة أسرانا وحقوق عائلاتهم يشكّل...

الأورومتوسطي: حديث نتنياهو عن مواصلة هدم بيوت غزة نسخة معاصرة للتطهير العرقي
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن حديث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، عن أن "إسرائيل ستواصل تدمير بيوت...

حماس تعلن نيتها إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حركة "حماس" في غزة، رئيس الوفد المفاوض، خليل الحية، الأحد، إنه "في إطار الجهود التي يبذلها الإخوة الوسطاء...

البرلمان العربي يدعو لتأمين ممرات إنسانية عاجلة إلى غزة
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام وجه البرلمان العربي رسائل عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوض السامي لحقوق الإنسان، والمديرة...

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....