عاجل

الإثنين 13/مايو/2024

رسالة إلى الإسرائيلي المعتدي.. إلى متى الأكاذيب؟

د. آنهل رفاييل تورتوليرو

تكريس خاص إلى هؤلاء الذين يدافعون بدون خجل عن الأعمال التي اقترفت على أيدي الإسرائيليين ضد المواطنين الفلسطينيين والعرب العزل المجردين من السلاح ويستترون من وراء ضحايا المحرقة اليهودية إبان الحرب العالمية الأولى.

بعد الإذن من هؤلاء الإسرائيليين الفقراء، الذين يعانون من إساءة تصرف حكومتهم المجرمة والتي تجعل من هتلر إنسان بريء، ولا تسمح للتعايش السلمي بين المواطنين الإسرائيليين والفلسطينيين والأردنيين واللبنانيين والمصريين.

إننا وضمن إطار تعهدنا النهضوي والثوري القائم على أسس السلام والمعاصرة والتعايش والحكم الذاتي للشعوب، ومن على هذا المنبر، نشجب المعتدي ونقطع علاقاتنا مع الإسرائيليين، ونعلن تمسكنا بأسس العدالة والسلام والحياة الكريمة.

إنني في هذا الموقف أعبر عن عدم وجود أي وصف يصنّف ذلك الجبان الذي يتقن فنون القتل والإبادة الجماعية ويتباهى بقوته الخارقة في قتل النساء والأطفال والشيوخ، بل ويتفاخر أيضاً على مرأى ومسمع من الجميع باعتبار ضحاياه أوسمة تعلق على أكتافهم.

إنني أؤكد هنا بأن المواجهة لم تعد بسيطة مع دولة معتدية إمبريالية تخلو من المباديء والأسس، وقائمة تحت وصاية وحماية الولايات المتحدة الأمريكية، من أجل تنفيذ مخططات مدروسة ومضبوطة ضد الشعوب العربية في الشرق الأوسط، وشعوب العالم المضطهدة.

لم يفاجئنا إعلان اتحاد الجمعيات الإسرائيلية في فنزويلا   (CAIV)” أن أي جهة في العالم تدين أعمال الحكومة الإسرائيلية فإنها ستجني على نفسها آثار هذا الشجب والاستنكار”، فإننا نقف اليوم وبكل شموخ، وندلي بأصواتنا العالية، استهجاناً لغطرستهم في المنطقة.

وبذاك الإحساس فإننا نحذر هؤلاء الذين يخلطون أوراق شجبنا واستنكارنا باهانة الشعب الإسرائيلي، فهؤلاء الذين يحاولون بث الرعب في قلوبنا نتيجةً لمواقفنا هم مخطئون، لأن فنزويلا تتحلى بالأخلاق والأدب والقوة الثورية والنهضوية الكافية للدفاع عن الحقيقة برغم التهديدات بحياتنا، حيث لا توجد هناك قوة في العالم تستطيع أن تحجب الحقيقة والحقائق.

إنني أدعوا كل هؤلاء المشككين، أن يقفوا ويراقبوا كل مواقفنا حيال القضايا العالمية الساخنة ويجربوا بأنفسهم أنه ابتداءً من البيوت البسيطة في ربوع بلادنا، إلى أعلى مأمورية لحكومتنا الثورية البوليفارية، فأن مواقفنا ثابتة حيال الإستنكار للقتلة الإسرائيليين، وبنفس الوقت أدعوا هؤلاء لتحليل تصريحاتنا بدقة، لإثبات أننا لم نتهجم على الشعب الإسرائيلي الذي يعيش في الأراضي الفلسطينية المحتلة ولا الجالية اليهودية التي تعيش في بلادنا، لأننا نعتبر اليهودية ديانة كبقية الديانات السماوية.

وانطلاقاً من مذاهبنا وعقيدتنا فإننا لا نبغض الأجنبي ولسنا بعنصريين ولا عرقيين.

ولكن من المهم التوضيح هنا أن المتطرفين ورثة ثقافة الإبادة الجماعية، والذين هم أنفسهم تجرعوا مرارة القتل، ها هم الآن ينضوون في أحزاب يمينية متطرفة، ويتمحورون في مؤسسات وجمعيات فاشية ويستخدمون كل أنواع الأسلحة الكيماوية والبيولوجية والتكنولوجية لاختراقنا وتهديدنا بشتى الوسائل والسبل حتى وصلت بهم الدناءة لاختراق بريدنا الإلكتروني وتهديدنا شخصاً شخصاً، إضافة إلى تهديد كل من يتعرض لسياساتهم الوحشية.

ولهؤلاء نقول إن صراعنا هو صراع ضد الإمبريالية الظالمة، وسلاحنا الذي نجابه به العدو هو سلاح الحقيقة والدفاع عن الحياة الكريمة، وإذا أردتم المجابهة فلتعلموا أننا لسنا جراء مدجنة تهرب وأذيالها بين رجليها في حالة الدفاع عن الكرامة.

نعتقد تماما أن قوة الحق والعدالة تلازمنا، فإن أعمالهم النازية المشينة لن تردعنا، فنحن نعرف جيداً من هو المعتدي الآثم في هذه الحروب التي تخاض ضد الشعوب الحرة في الشرق الأوسط، ولن تهزنا قوتهم ولا أساليبهم لإسكات أصواتنا، لأن أخلاقنا أكبر من اضطهادهم المذل.
 
* السفير الفنزويلي السابق لدى إسرائيل

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات