الثلاثاء 25/يونيو/2024

إسقاط أوسلو

إسقاط أوسلو

 

صحيفة الوطن القطرية

الانقسام العميق الذي يعتمل في الساحة الفلسطينية لا يترك مجالا للمناورة. فمنذ فوز حماس بالانتخابات التشريعية وتشكيلها للحكومة الفلسطينية تحركت مؤسسة الرئاسة الفلسطينية والتيار الانقلابي داخل فتح والقوى الإقليمية والدولية في تنسيق لافت للنظر يستهدف إسقاط الحكومة ولو كان ذلك يستدعي تجويع الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع أو حتى إشعال حرب أهلية.

خلال الأشهر الستة الماضية حاولت حماس احتواء الهجمة المتعددة الأطراف على الحكومة وبذلت جهوداً جبارة لتذليل العقبات التي وضعت في طريق إدارتها للوزارات واستندت في كل ذلك إلى تمسكها بثوابتها والتفاف جماهيري حال حتى الآن دون الصدام المسلح على نطاق واسع مع الانقلابيين الذين يحضرون للصدام منذ اليوم الأول الذي أدركوا فيه أن الإرادة الحرة للشعب قد لفظت مشروعهم الأوسلوي ولم تعد تطيق ممارساتهم السلطوية وكأنهم أوصياء على الشعب الفلسطيني.

اليوم يجب أن ترفع حماس شعار إسقاط أوسلو وملحقاتها وتعلن تشكيل جبهة وطنية من القوى الرافضة فعلياً لتكبيلات الاتفاقيات التي تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني وتتمسك بالمقاومة المسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي وترفض الاعتراف للعدو الإسرائيلي باغتصابه لـ 78 بالمائة من فلسطين مقابل حكم ذاتي إداري لا سلطة ولا سيادة له على الأرض أو الموارد الطبيعية أو المنافذ البرية والجوية والبحرية. ولتشكل حكومة وحدة وطنية تدعمها الجبهة الوطنية على أساس فلسطيني وطني كما حددت وثيقة الوفاق الوطني التي أجمع عليها أبناء الشعب الفلسطيني وذلك نقيضاً لمؤسسة الرئاسة والتيار الانقلابي داخل فتح وكل المتمسكين بالمشروع الأوسلوي والتزاماته المجانية التي تحول الفلسطينيين إلى حراس للمستوطنات الإسرائيلية ومنح الشرعية لاغتصاب كل فلسطين مقابل وعود كاذبة من إدارة بوش بدولة قال بوش نفسه إنها ربما تتحقق بعد أن يكون قد غادر البيت الأبيض.

إن المتمسكين بالتزامات أوسلو يريدون حظر مقاومة الاحتلال واحتكار القرار الفلسطيني نقيضاً للإرادة الحرة للشعب.

ما يريده الشعب الفلسطيني راهنا هو إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة دون أن يتخلى عن مقاومة الاحتلال كحق مشروع مادام الاحتلال قائماً ويريد السلام ولكن ليس بالاعتراف بحق “إسرائيل” بالوجود مادامت ترفض الاعتراف بحق اللاجئين بالعودة والتعويض وحتى تقوم الدولة لابد من إزالة الجدار وإنهاء المستوطنات ودون ذلك فإن قيام دولة فلسطينية يصبح مستحيلاً ولذلك فإن التخلي عن مقاومة الاحتلال هو الانتحار بعينه والاعتراف بحق “إسرائيل” بالوجود من دون ضمان الوجود الفلسطيني في كل فلسطين ديمغرافياً وإقامة دولة ذات سيادة على الضفة الغربية وقطاع غزة يعني تصفية القضية الفلسطينية بأيدي أهلها وهذا ما يرفضه كل الوطنيين الفلسطينيين ولن يقبل به إلا من تربطهم مصالحهم الذاتية باستمرار المشروع الصهيوني في فلسطين.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

أبو مرزوق يلتقي بوغدانوف في موسكو

أبو مرزوق يلتقي بوغدانوف في موسكو

موسكو - المركز الفلسطيني للإعلام التقى الدكتور موسى أبو مرزوق، رئيس مكتب العلاقات الدولية في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الممثل الخاص لرئيس...