الجمعة 10/مايو/2024

رغم تشديد عوائق الاحتلال: أفئدة الفلسطينيين هوت إلى الأقصى في رمضان

رغم تشديد عوائق الاحتلال: أفئدة الفلسطينيين هوت إلى الأقصى في رمضان

خمسون كيلومتراً فقط، هي المسافة التي تفصل بين مدينتي القدس في الوسط والخليل جنوب الضفة الغربية، لكنّ قطع هذه المسافة بالنسبة لأهالي الخليل صعب، إن لم يكن مستحيلاً بالنسبة للسواد الأعظم منهم.

فخلال شهر رمضان المبارك يشتد الشوق في الخليل إلى المسجد الأقصى، ويعقد الآلاف النية للصلاة فيه ولو مرة واحدة. وكانت ليلة القدر والجمعة اليتيمة (20/10) من أكثر الأيام ازدحاماً بالطامعين في الوصول إلى المسجد الأقصى للصلاة فيه، فنجح بعضهم في الوصول إلى مقصده، فيما لم تفلح الأغلبية في تحقيق أمنيتها.

منع المصلين من الوصول للأقصى .. هو الهدف

المسافة وإن كانت قريبة نسبياً؛ فإنّ حواجز الاحتلال وإجراءاته العسكرية المشددة قد جعلتها ممتدة بلا أفق. فطوال أيام الجمع في شهر رمضان، انتشرت عشرات الحواجز العسكرية في محيط مدينة القدس لمنع المصلين من دخول المدينة المقدسة والوصول إلى المسجد الأقصى، أما من وصلوا من أهالي الضفة إلى أبواب الأقصى فقد مُنعوا من دخوله، لأنهم من حملة هوية الضفة الغربية، باستثناء القليل جداً من المسنين، أو المتسللين ببراعة ممن حققوا أمنية الوصول إلى ساحات المسجد المبارك.

ويقول المواطن “أبو محمد” من الخليل، إنه استعداداً ليوم الجمعة الأخير من رمضان؛ تناول طعام السحور وصلى الفجر وتوجه إلى المسجد الأقصى، لكنه فوجئ بانتشار عسكري كبير في المداخل المؤدية إلى مدينة القدس، والتي تمنع أهالي الضفة من دخولها خاصة مع وجود الجدار الاحتلالي الفاصل.

ويضيف المواطن الفلسطيني أنّ عربة عسكرية للاحتلال طاردته مع اثنين من زملائه، بينما كانا يحاولان دخول المدينة من أطرافها الغربية في إحدى القرى. وأكد أبو محمد أنه تمكن مع ذلك دخول القدس بالفعل، ونجح في الوصول إلى المسجد الأقصى والتخفي بين قوافل المصلين من فلسطينيي الداخل (1948).

مسافة قصيرة .. ومسيرة طويلة

ويشرح أبو محمد أنّ المسافة التي يُفترض أن تستغرق نصف ساعة؛ تطلبت معه أكثر من ثماني ساعات، رافقها تعب وإرهاق شديدين بعد قطع مسيرة طويلة سيراً على الأقدام. وأضاف “الأقصى أعز علينا من أنفسنا، ومستعدون للتضحية بأرواحنا من أجل الصلاة فيه مهما كلف الثمن، ولو لم نتعب ونسير مسافات طويلة لما تمكنا من الوصول إليه”.

أما الحاجة رسمية (55 عاماً)، فتقول إنها ذهبت إلى المسجد الأقصى يوم الخميس الذي سبق الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، وبعد وصولها إلى أبواب القدس لم تتمكن من الدخول، ولم يكن بوسعها السير مسافة طويلة على قدميها لكبر سنها فاضطرت إلى العودة إلى بيتها.

وأضافت الحاجة “كنت مشتاقة للصلاة في المسجد الأقصى، خاصة في شعر رمضان، لكنّ ظلم الاحتلال منعني من حقي في الصلاة والوصول إلى المسجد الأقصى كما يمنع آلاف الفلسطينيين، ولكن سأحاول الذهاب إليه بعد رمضان إن شاء الله”.

أما الحاج أبو أيمن، وهو من إحدى قرى الخليل، فيوضِّح أنه قضى ليلة القدر (السابع والعشرين من رمضان) في المسجد الأقصى بعد ساعات من المواصلات والسير على الأقدام، ولكن بمجرد وصوله إلى رحاب المسجد الأقصى نسي ما ألمّ به من التعب، وسُرّ بوجوده في هذه البقعة المباركة، وهو شعور يشاطره إياه كل من استطاع الوصول إلى ساحاته الطاهرة.

ولاحظ أبو أيمن كيف ينتشر عشرات الجنود الصهاينة على أبواب المسجد الأقصى ويدققون في هويات المواطنين، ويعيدون خاصة من الشباب من تقل أعمارهم عن خمس وأربعين سنة، وأحيانا يتم اعتقال بعضهم أو توقيفهم لساعات طويلة.

تدخل مباشر في حرية العبادة

وتُعتبر حواجز الاحتلال وقراراته وإجراءاته العسكرية؛ العقبة الأهم أمام المصلين المتوجهين للمسجد الأقصى، حيث تنشر قوات الاحتلال أيام الجمعة بشكل خاص الآلاف من عناصرها في شوارع مدينة القدس ومداخل الأقصى، وتمنع وصول من هم دون الخامسة والأربعين من العمر إليه، وتفرض إجراءات رقابة مشددة على أبوابه، في تدخل مباشر في شؤون المواطنين وحرية العبادة التي تكفلها كافة القوانين والأعراف والشرائع الدولية، خاصة في المدينة المقدسة.

ومن أشكال التدخل في شؤون العبادة أيضاً؛ اشتراط الحصول على تصريح من سلطات الاحتلال للصلاة في الأقصى، إذ تُصدر ما تسمى “الإدارة المدينة” الاحتلالية، تصاريح لمن هم فوق سن الأربعين للصلاة في الأقصى، في ما أنّ العدد المسموح به في العادة قليل، وهو ما يجعل الأغلبية محرومة من الوصول إلى أولى القبلتين ومسرى رسول الله، الواقع في الأسر الصهيوني.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

صحة غزة: حصيلة العدوان ترتفع إلى 34943 شهيدًا

صحة غزة: حصيلة العدوان ترتفع إلى 34943 شهيدًا

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الجمعة، إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 6 مجازر جديدة ضد العائلات في قطاع...