الجمعة 10/مايو/2024

الاحتلال يلقي بأعباء نفسية على الإنسان الفلسطيني.. والحصار يفاقم الحالة

الاحتلال يلقي بأعباء نفسية على الإنسان الفلسطيني.. والحصار يفاقم الحالة

يعيش المجتمع الفلسطيني، بسبب العدوان الصهيوني المستمر، الذي لا يستثني شيئاً فيها، وبسبب الحصار الدولي المفروض على الشعب الفلسطيني منذ أشهر؛ واقعاً صعباً على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والسيكولوجية.

وقد أدت الإجراءات الصهيونية وسياسة الحصار الجائر، إلى تدهور خطير في الأوضاع المعيشية والإنسانية التي تكتنف الشعب الفلسطيني الذي كان يعاني أصلاً من ممارسات الخنق الاقتصادي والاجتماعي، شمل محاربته في وسائل عيشه وتضييق الخناق على حرية المرور للمدنيين وللأغذية والبضائع والدواء عبر سياسة الحواجز التي انتشرت في كافة أنحاء الضفة الغربية وإغلاق معابر قطاع غزة بشكل شبه كامل.

ارتفاع نسبة الإصابة بالصدمة النفسية

ويؤكد خبراء علاج وتأهيل ضحايا العنف والتعذيب الصهيوني، أنّ معظم المواطنين الفلسطينيين تعرضوا للعنف الصهيوني بشكل مباشر أو غير مباشر، ولم يعد التعذيب يمارس في المعتقلات فقط والمداهمات الليلية؛ بل تعدى ذلك إلى أشكال أخرى كالقتل الجماعي، وجرف الأراضي ومصادرة الأملاك، والمضايقة على الحواجز، القصف والإغلاق إلى غير ذلك حتى أصبح المجتمع الفلسطيني بأسره معتقل في سجن كبير.

ويشير هؤلاء إلى أنّ نسبة الإصابة بالصدمة النفسية لدى الشعب الفلسطيني قد ارتفعت بصورة حادة من 25 في المائة قبل الانتفاضة الحالية إلى 55 في المائة خلال الأعوام الستة الماضية، جراء جرائم الاحتلال. كما ارتفعت نسبة الاضطرابات النفسية لدى فئة الأطفال، خلال ذلك، إلى حوالي 50 في المائة، وكذلك الانتكاسات المرضية الناتجة عن سياسة الإغلاق وعدم تمكن المواطنين المتضررين نفسياً من الوصول إلى أماكن علاجهم.

بل يرى واضعو تقرير أُعدّ قبل أشهر، أنّ حوالي نصف الشعب الفلسطيني بحاجة لمساعدة نفسية بطريقة أو بأخرى. مع التأكيد على أنّ هذا لا يعني بالضرورة الوصول لدرجة المرض، وإنما طبيعة الضغوط اليومية والمخاطر المحتملة تجعل مواصلة الحياة كالمعتاد أحياناً مسألة صعبة وتحتاج لتكييف أكثر.

وتشير التقديرات إلى ارتفاع الأعراض الجسدية ذات المنشأ النفسي بشكل ملحوظ الناتجة عن أعراض اكتئابية، غالباً يليها القلق ثم الاكتئاب والوسواس القهري بصورة تفوق النسب العالمية. إذ من المعروف أنّ النسب العالمية للاكتئاب تشكل 5 إلى 10 في المائة، إلا أنها في فلسطين تشكل 30 في المائة بين الكبار و44 في المائة بين صغار السن.

“أمطار الصيف” .. وتداعيات الجرائم الصهيونية

وقد تلا تشكيل الحكومة الفلسطينية المنتخبة إقدام الاحتلال الصهيوني على حملة حربية واسعة في قطاع غزة تحت اسم “أمطار الصيف”، وقد أدت هذه الحملة العدوانية إلى استشهاد أكثر من 230 فلسطينياً، نصفهم من المدنيين وربعهم من الأطفال.

وقد شملت هذه الحملة تخريباً متعمداً للمنشآت المدنية والبنية التحتية وكذلك محطة الكهرباء الرئيسة التي تغذي 40 في المائة من استهلاك الكهرباء في القطاع. وقد أدت هذه الممارسات إلى تفاقم المعاناة ونقص في مياه الشرب وحرية الحركة بين أجزاء القطاع، نتيجة لتدمير الجسور الرئيسة والبنية التحتية، والتي يكلف إعادة بنائها ملايين الدولارات مما يرهق الاقتصاد الفلسطيني ويسبب عجز كبير في ميزانيته.

أسلحة غير اعتيادية ونتائج سلبية

وهناك من يرصد مؤشرات صارخة على استخدام الجيش الصهيوني ضمن حملته الحربية هذه لأسلحة غير اعتيادية، والتي كان من أبرز هذه المؤشرات وجود بتر وتشوه في الأطراف والحروق المختلفة في جميع أنحاء أجساد الشهداء والجرحى، وحدوث إصابات وحالات وفاة مجهولة السبب.

وقد لجأ الاحتلال إلى استخدام سياسة القصف الجوي المكثف واستئناف الغارات الوهمية الشديدة التي كانت قد استخدمتها سابقاً في قطاع غزة، ما أدى إلى انتشار حالات الذعر، وارتفاع مستوى القلق والخوف وحالات التبول الليلي اللاإرادي والمعاناة من العدوانية، والأحلام والكوابيس الليلية والصعوبات الدراسية وتدني مستوى التركيز والقدرة على التعلم، وأدى إلى إشاعة حالة من التشوش وفقدان السيطرة والعجز المكتسب واليأس، والإحباط وفقدان الأمل لدى المواطنين بشكل يفقدهم القدرة على التحكم في أمور حياتهم.

الحياة الفلسطينية: عالقون في حصار جائر بين مطرقة الصهاينة وسندان الانقلابيين

وينذر الواقع الصعب الذي يعيشه الشعب الفلسطيني بمزيد من التدهور في كافة مناحي الحياة الفلسطينية، وتتجلى مظاهر ذلك في ازدياد العنف بكافة أشكاله الأسري والعشائري والسياسي بين أبناء الشعب الفلسطيني، والذي تفاقمه آفة الفوضى المسلحة المنظمة والتي تحركها أطراف في الساحة السياسية الفلسطينية ذات أجندة انقلابية على الشرعية الانتخابية.

وتلحق بذلك الارتفاعات المذهلة وغير المسبوقة في معدلات البطالة والفقر المتدهورة أصلاً، حيث يعيش حوالي 70 في المائة من الأسر الفلسطينية في قطاع غزة تحت خط الفقر، ويزداد الوضع تعقيداً مع سياسة الحصار الخارجي الجائر التي تساوم الشعب الفلسطيني على خبزه اليومي لانتزاع تنازلات مبدئية منه على حساب حقوقه وثوابته.

ومن جانبه؛ حذر برنامج غزة للصحة النفسية من التداعيات الخطيرة لاستمرار الظروف الصعبة التي يعيشها الفلسطينيين، والتي رأى أنها ستؤدي بلا شك إلى مزيد من التدهور في الصحة النفسية للمجتمع الفلسطيني برمته وبناؤه الاجتماعي السليم، حسب تقديره.

وأوضح البرنامج “أنّ النظام السياسي العالمي اليوم ممثلاً بالدول الكبرى والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بمنظماتها المختلفة؛ مطالب بالتدخل لترسيخ مبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان في فلسطين والعالم وتحقيق العدالة لشعوب العالم، لتلافي حدوث المزيد من التدهور في الوضع النفسي للفئات المقهورة والمهمشة والتي تعاني الظلم في العالم، والذي لابد وأنه سيؤثر على ردود أفعالها وسلوكياتها”، كما قال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

صحة غزة: حصيلة العدوان ترتفع إلى 34943 شهيدًا

صحة غزة: حصيلة العدوان ترتفع إلى 34943 شهيدًا

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الجمعة، إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 6 مجازر جديدة ضد العائلات في قطاع...