الخميس 09/مايو/2024

سيادة الرئيس الكاذب

د.إبراهيم حمّامي

لم يخطر ببالي يوماً أن مستوى الانحطاط السياسي قد يصل بصاحبه إلى درجة التضليل والخداع بل والكذب البواح وأمام العدسات لتبرير فشله وسقوطه، هكذا كان الأمر بعبّاس وهو يكرر الكذبة تلو الأخرى دون خجل، بل بأسلوب بهلواني مقيت، مستخدماً عبارات لا تليق بأحط المستويات، مجتراً ما كان ولا زال يردده من أكاذيب وأباطيل، ولتكون خلاصة حديثه في شهر رمضان المبارك لا شيء سوى الردح الفارغ وسط أقرانه ممن جلسوا عن يمينه وشماله.

ليس تهجماً ولا تجنياً ولا تجريحاً كما سيحلو للبعض أن يسميه، ولا احترام لدي لمن لا يحترم نفسه وشعبه، ولا حصانة أو قدسية لمن يُحقّر شعبه ويتعدى على حقوقه، ولا لمن ارتضى بأن يرتمي بالكامل ودون تحفظ في أحضان المحتل، ولا لمن يبريء المحتل ويدين شعبه، ولا لمن يتآمر لتجويع أبناء الشعب الفلسطيني الأبرار، فيسرق أموالهم ويحتجزها في حسابه الخاص، فالكاذب الآشر لا حرمة له ولا ذمة، ولن تكون هناك بعد اليوم تورية وتلميح بل اثبات وتصريح، فهذا هو عبّاس عليه من الله ما يستحق.

لنراجع سوياً ما تفوه عبّاس من كذب هذه الليلة، ولنضع النقاط على الحروف، لنكتشف جانباً آخر من جوانب وصِفات كوهين فلسطين الأكبر ومن معه من زبانية، وليرد بعدها هو أو من يدافع عن أمثاله من المتآمرين الكاذبين ان كانوا يملكون ردا!

  • بدأ سيل الأكاذيب عبر قوله أن وثيقة السجناء من سجن “هراديم” قبل أن يصححه أحد الحضور (أسماهم سجناء وليس أسرى فهذه تسمية الاحتلال باعتبارهم مجرمين ارهابيين!) وبعد أن تم رفضها والأخذ والرد فيها قُبلت كما هي دون تعديل أو تغيير، ما أوقحك يا عبّاس وأنت تكذب في قولك هذا وأنت أول من يعلم أن الوثيقة قد عدلت وغيرت حتى قبلت، ما أكذبك وأنت تصرح بذلك لا عن جهل بل عن عمد لتعطي الانطباع المضلل أن ما تم كان مضيعة للوقت، فهل لك أيها الرئيس الكاذب أن تنشر نص الوثيقة قبل وبعد التعديل، وهي بالمناسبة لدى الجميع، وإني على استعداد لارسالهما لمن يطلب فضحاً لكذب سيادته.
  • يقول سيادة الرئيس الكاذب أن الجندي الأسير هو ذريعة لمزيد من الشهداء والجرحى والأسرى والبيوت المهدمة، وأنه توصل لاتفاقية مع أولمرت لاطلاق أسرى لكن خطف الجندي أفشل ذلك وأضر به، وأقول وبغض النظر عن ثقتك المطلقة بسفاحي الشعب الفلسطيني ووعودهم، أيها الكاذب كم وعداً قطعت للشعب الفلسطيني منذ قفزك على رئاسة السلطة في 09/01/2005 وحتى أسر الجندي؟ وكم كان عدد الأسرى يوم تسلمك الرئاسة وكم هو عددهم اليوم؟ أو لنقل قبل يوم من أسر الجندي؟ وهل حققت وعود أولمرت وشارون الكاذبة قبله وأنت معهم شيء في هذا الملف؟ تكذب في وعودك وتثق في وعود أعداء الشعب؟ نِعم الرئيس أنت!
  • لم يفت عبّاس وكعادته مهاجمة كل ما يخص الشعب الفلسطيني، فهو من سبق وحقّر هذا الشعب، وبدلاً من فضح الاحتلال وممارساته، وهو ما لم يذكره ولو بكلمة، بدأ بأكذوبة جديدة وهي أن الجميع من قوى وفصائل متفقة معه على عبثية المقاومة، وهنا أقول على من تكذب يا عبّاس؟ وهل لك أن تذكر فصيلاً واحداً، واحداً فقط يوافق على ما تقوله؟ وهل لك أن تذكر فصيلا واحدا لا يمارس المقاومة من غزة بما فيهم تنظيمك عبر كتائب شهداء الأقصى؟ العبثية كل العبثية أن يدعي أمثالك أنهم يمثلون الشعب الفلسطيني وقواه الحية، أمثالك ممن لا يستحوت بكذبهم وخداعهم.
  • لم يكتف بذلك بل أطلقة أكذوبة عجيبة هذه المرة ليقرر نيابة عن العالم أجمع أن ” الحكومات في العالم كله لا تتبنى المقاومة” وأن “الحكومة يفترض أن لا تمارسها” وأن “كلمة المقاومة لا تصلح”، هكذا قرر العلامة عبّاس في كذبة جديدة وكأنه مفوض العالم السامي، راجع التاريخ يا عبّاس وراجع برامج كل شعوب الأرض التي كانت ترضخ تحت الاحتلال، وراجع برامج حكوماتها التي كانت إما على جزء محرر من أوطانها أو في المنافي، لتعرف مقدار كذبك وادعائك الباطل.
  • في معرض حديثه عن المبادرة العربية وحق اللاجئين والعودة قال أن القرار 194 لم يلتفت اليه أحد ولم يعترف به أحد حتى جاء هو المخلص الأكبر ليقره في المبادرة العربية، ألهذا الدرجة بلغ بك الكذب واستغفال الناس؟ ألا تعلم وأنت تردد أكذوبتك أن القرار 194 تم تبنيه وتأكيده أكثر من 100 مرة في الجمعية العامة للأمم المتحدة؟ ثم ألست من أراد أن يسقط حق العودة عبر سلسلة من التصريحات والدعوات للتوطين والتجنيس، وأعلم أن عبارة “حل عادل ومتفق عليه” تعني عمليا اسقاط حق العودة، لأنه لا اتفاق عليه بل على تطبقياته، وقد سبق وتحديتك ومن معك أن تعلنوا بوضوح أن حق العودة هو للمدن والقرى والبلدات الأصلية في يافا وحيفا وعكا وصفد وطبرية وغيرها من أراضي فلسطيننا الحبيبة، هل تجرؤ على ذلك يا عبّاس، أم أنك تكذب وتصدق كذبتك؟ ولمن نسي مواقفك المخزية في هذا المجال هذا سرد مبسط لها سبق ونشرته بتاريخ 14/07/2006:

كان من أوائل من إجتمع معهم عباس بعد تعيينه رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2004، “مبادرو” وثيقة جنيف التي يجمع الشعب بأكمله تقريبا على إنحطاط مستوى الموقعين عليها وعلى حجم التنازلات الهائلة فيها عن الثوابت والمباديء، وقام بتقريب ياسر عبد ربه.

في لقاء مع صحيفة المصور المصرية بتاريخ 03/12/2004 قال عبّاس: “انني لا اريد ان اغير ديموغرافيا الدولة “الاسرائيلية” ولكننا نطلب التوصل الى “حل” لمشكلة اللاجئين“، وتحقيق حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين، وفق القرار 194 وعلى أساس قرارات قمة بيروت عام 2002.”

في شهر يناير/كانون الثاني 2005 أعلن عبّاس أنه على استعداد لتقديم “تنازلات مؤلمة” بالنسبة لموضوع اللاجئين! ليضيف في حديث مع البي بي سي البريطانية بتاريخ 02/01/2005 أن الحل العادل لمشكلة اللاجئين هو بالتفاوض حول القرار 194.

في حديث نشرته صحيفة دير شبيغل الألمانية يوم الإثنين 21/02/2005 قال عبّاس فيما قال: “أنه مستعد للتفاوض بشأن المكان الذي سيعود إليه اللاجئون، مضيفاً: هناك 5 ملايين لاجئ نعرف أنهم لن يعودوا جميعاً، مشيرًا إلى أن كثيرين منهم لا يريدون العودة لأنهم يعيشون حياة كريمة في الولايات المتحدة أو سعداء في الأردن ولكن يجب تعويضهم ، على حد وصفه “، وأضاف “اننا واقعيون وقد تعلمنا من تجربة قمة كامب ديفيد الفاشلة بأنه لا يمكن حل مشكلة كهذه ، عمرها قرن خلال 16 يوما ، فقد يحتاج الأمر سبعة إلى ثمانية أشهر وربما سنة كاملة للوصول إلى حل شامل”

واستمر عبّاس في نفس النهج التفريطي ليعلن وبإصرار وعناد غريبين رداً على الإعتراضات التي انهالت عليه من كل حدب وصوب، وبتاريخ 23/07/2005 في رسالة سرية لشارون نشرت تفاصيلها عدة صحف، ليعلن: “نحن مقتنعون انه لا يمكن تحقيق عودة اللاجئين“، وليكرر نفس طروحاته المشبوهة في كلمة التشريعي المذكورة بتاريخ 09/08/2005

  • استمر عباس في طرحه الكاذب وتوقف عند زيارته للبيت الأبيض موزعاً اتهاماته الكاذبة حول التصريحات التي قضت على وثيقة التفاهم حول حكومة الوحدة الوطنية، ليكذب من جديد ويدعي أنه تم الاتفاق على كل بنودها قبل سفره، بينما من أعلن تجميد الحوار والنقاش حول حكومة الوحدة الوطنية قبل سفره كان يجلس على يساره، ومن قال أن حكومة الوحدة الوطنية أكذوبة ومضيعة للوقت كان يجلس على يمينه، فاكتمل بذلك نصاب الكذب والتضليل والخداع.
  • تباكى عباس وذرف دموع التماسيح على الموظف والمدرس والمعلم، وتحدث باسمهم ليقول “الحصار لا يهمني أريد أن آكل أريد أن أعيش” وليردد “العيش أهم من الديمقراطية” وليقول “مفيش دولة في العالم مستقلة، بدنا ناكل!”، ما دمت حريصا إلى هذا الحد على قوت الشعب لما تكذب وتدعي عجزك عن فك كربه وأنت من تحتجز الأموال وتمنعها عن شعبنا مساهمة منك في حصاره؟ وهنا أعيد ما وثقته الأسبوع الماضي حول كذب ولصوصية عباس وزمرته:

“دون مواربة أقول أن المسؤول عن تجويع الشعب الفلسطيني هم زمرة التآمر عبّاس ومن معه، وهو ما سأثبته بالأرقام التي وثقوها هم أنفسهم:

لأول مرة في تاريخ أي نظام سياسي يفتتح حساب مصرفي باسم رئيس هذا النظام لتدخل وتحول اليه الأموال دون آلية رقابة قضائية أو تشريعية

مع وصول دفعات من المساعدات للشعب الفلسطيني قامت الحكومة وبالتنسيق مع عبّاس المتحكم بالصلاحيات بما فيها المالية وحسابه الخاص بصرف سلف للموظفين، بعد ان استقطع عبّاس كل مرة مبالغ مالية لدعن المؤسسات الفلسطينية في الخارج، وهي حجة واهية لا داعي لها لأنه يستطيع أن يصرف على تلك المؤسسات من الأموال الموجودة في الخارج أصلاً

لأشهر طويلة وفي محاولة لتركيع الشعب الفلسطيني لم يعلن عباس أو من حوله عن حجم الأموال التي وصلت، لكنهم واصلوا حملة التشكيك والتشهير باسم الموظفين ورواتبهم التي لم يستلموها منذ 7 أشهر، وكان ذلك بعد 5 أشهر من استلام الحكومة لمهامها، وهنا لابد من توضيح ما يلي:

– قيمة الرواتب والأجور الشهرية للعامل

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

هل أوقفت واشنطن تزويد إسرائيل بالأسلحة؟

هل أوقفت واشنطن تزويد إسرائيل بالأسلحة؟

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام بتصريح علني لافت، خرج الرئيس الأمريكي جو بايدن الراعي الأول لحرب الاحتلال الدامية على قطاع غزة، يعلن فيه أن بلاده لن...