الأحد 11/مايو/2025

خفافيش الليل تختطف فلسطينيي الخليل وتستولي على منازلهم

خفافيش الليل تختطف فلسطينيي الخليل وتستولي على منازلهم

حالهم شبيه بـ “خفافيش الليل”، التي لا تتحرك إلاّ في عتمة الليل؛ فقد بات الظلام فرصة لجيش الاحتلال الصهيوني، لتنفيذ عمليات القرصنة والاختطاف والاستيلاء على المنازل في مدينة الخليل (جنوبي الضفة الغربية).

فقد لوحظ خلال الأيام الأخيرة أنّ عمليات احتلال المنازل خلال الليل ازدادت، ويتم ذلك من خلال احتلال العديد منها وحبس سكانها في إحدى الغرف، فيما يعيث الجنود فساداً في باقي أنحاء المنزل.

وعلاوة على عمليات احتلال المنازل؛ تشكل العتمة الوقت المفضل لقراصنة الاحتلال لتنفيذ عمليات الخطف للمواطنين الآمنين من منازلهم، وفي معظم الأحيان بلا هدف سوى الترويع والتخويف للساكنين والآمنين من المدنيين.

وكانت البلدة القديمة من الخليل هدفاً مفضلاً لجيش الاحتلال لتنفيذ عمليات العربدة والتنكيل، لا سيما بعد احتلال ثلاثة منازل وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، صاحبها عمليات دهم وتفتيش عنيفة لعدد من المنازل الأخرى.

أفضل وقت للاختطاف

وإضافة لاحتلال المنازل؛ يُعتبر الظلام والليل الوقت المفضل لجيش الاحتلال لاعتقال المواطنين، حتى لو كانت ساحتهم خالية من الاتهامات التقليدية التي توجهها سلطات الاحتلال لمن تعتقلهم من الفلسطينيين. إذ شهدت الخليل، كما هي باقي المدن في الضفة، خلال الأيام الأخيرة تصعيداً في عمليات الاعتقال التي تسبب حالة من الفزع للسكان.

ويقول أبو خالد، وهو مواطن اعتُقل منتصف الليل وأُفرج عنه في الصباح؛ إنّ عملية اعتقاله غير مبررة، وإنما كان الهدف هو إثارة الرعب والفزع بين ساكني المنزل بمن فيهم الأطفال والنساء، مشيراً إلى الأسلوب الفظ الذي تعامل به الجنود مع الأطفال والسكان.

وأضاف المواطن الفلسطيني قوله “إنّ الجنود أجبروه عند عملية الاعتقال على إخراج جميع المتواجدين في المنزل، وإحضار بطاقة هويته، ثم أجروا تفتيشاً دقيقاً للمنزل واقتادوه معهم إلى معسكر قريب من الخليل ثم أخلي سبيله في الصباح”.

ما حدث مع أبي خالد يتكرّر كل يوم مع عائلات فلسطينية أخرى، وفي كثير من الأحيان بصورة أشد وأقسى، الأمر الذي يتطلب موقفاً دولياً وحقوقياً حازماً ضد الاحتلال وتصرفاته القمعية واللاإنسانية، بحسب ما يطالب به الأهالي.

عائلات حوّلت منازلها لثكنات عسكرية

عائلة الجبريني؛ كانت من بين العائلات التي استُهدف منزلها في البلدة القديمة، حيث تعرض صاحبه للإصابة برضوض وكدمات في أنحاء الجسم، إثر تعرضه للتنكيل والاعتداء بوحشية من قبل جنود الاحتلال، الذين حاصروا منزله الواقع في منطقة سوق اللبن.

ويفيد صاحب المنزل أنّ قوات الاحتلال حاولت إجبار أصحاب المنزل بما فيهم الأطفال على الخروج من المنزل، ثم اعتدى الجنود بالضرب بأعقاب البنادق والهراوات على رأس عطايا الجبريني وصدره، مما أفقده الوعي، ولم يُسمح بتقديم العلاج له.

أما منزل نائل عدنان زيتون، الذي يقطنه خمسة أفراد، فلم يكن ببعيد عن الاعتداء؛ وكان أيضاً من بين المنازل التي تم تحويلها لثكنات عسكرية في البلدة القديمة بعد مداهمتها وتفتيشها، بمصاحبة الحصار والإغلاق واحتجاز المواطنين. وكان منزل عصام الحرباوي وعدنان أبو حمدية عرضة لتحويلهما إلى ثكنتين عسكريتين، بعد أن قام جنود الاحتلال بتفتيشهما وإلحاق أضرار بمحتوياتهما.

عزلة تامة في سجن المنزل

مسألة الاستيلاء على منازل الفلسطينيين في الخليل، بالتأكيد ليست جديدة، ولكنها شهدت في الآونة الأخيرة كثافة ملحوظة، وتتباين التوقعات بشأن أهدافها، إذ يرى بعض المواطنين في المدينة، أنها تهدف إلى التنصت على محيط، أو مراقبة مواقع بعيدة، أو الانتشار تحسباً لأحداث معينة، وفي أغلب الحالات فإنّ المقصود هو ترويع الأهالي.

وفضلاً عمّا يحدث من أعمال تنكيل بالموطنين خلال احتلال المنازل؛ يمنع الجنود السكان من الاتصال بالخارج وتُقطع الاتصالات الهاتفية وتصادر هواتفهم الجوالة، بالإضافة إلى منعهم من فتح النوافذ والنظر إلى الخارج. كما يُجبَر السكان، وحتى الأطفال، على الاستئذان إذا أرادوا الخروج لقضاء الحاجة أو إلى المطبخ، أو لأي سبب كان.

ويقول المواطن أبو خالد الذي احتُل منزله في مدينة الخليل قبل فترة وجيزة؛ إنه فوجئ مع انتصاف الليل بضربات قوية على باب منزله المصاحب لضربات الجرس المتواصلة، الأمر الذي أفزع أطفاله الستة، وأيقظهم في جو من الهلع والخوف، وبعد فتح النافذة تبيّن أنّ جيشاً مدججاً بالسلاح يطرق الباب ويأمره بفتح الباب.

وأضاف أبو خالد موضحاً “بعد فتح الباب قام الجنود بتفتيشي تفتيشاً دقيقاً، وأمروني بإخراج كافة من في المنزل بما فيهم الأطفال الصغار، ثم أجروا تفتيشاً دقيقاً في المنزل، وحبسونا في غرفة واحدة لأكثر من 24 ساعة دون أن يعلم أحد بأمرنا”.

ويتابع أبو خالد: “قطعوا الهاتف وصادروا جهاز الهاتف النقال، ومنعونا من إحضار الطعام من المطبخ إلا مرتين وبعد الاستئذان، كما وضعوا قيوداً على التوجه لبيت الخلاء، فيما كانوا يسرحون ويمرحون في باقي أنحاء المنزل دون أن نعلم بما يفعلونه”، موضحاً أنّ جنود الاحتلال عبثوا بمحتويات المنزل وتركوا أوساخهم وبواقي طعامهم في أنحائه.

ويثير تكرار حوادث احتلال المنازل والتنكيل بأهلها؛ قلقاً بين المواطنين، الذين أصبح يشعر كل منهم أنّ منزله قد يكون هدفاً للاحتلال والتنكيل والعبث.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....