شعب الصابرين… شريط جديد لفرقة الهدى يتحدث عن حصار الحكومة وصمود الشعب وحتمية

في تواصل مع الواقع الفلسطيني المتخم بالمآزق الداخلية وتداعيات الحصار والعدوان الاسرائيلي وضعت فرقة الهدى للفن الاسلامي في محافظة نابلس بصمة مميزة في عالم الفن الملتزم الذي يواكب كل جديد في الحياة الفلسطينية .

” هو باقة رائعة من الاناشيد الوطنية والاسلامية صيغت كلماتها من جراح شعبنا وخرجت من قلوب افحل الشعراء وصدحت بها بلابل الهدى ” هكذا وصف كايد الطنبور المدير الاداري لفرقة الهدى مضمون الشريط الفني الجديد الذي أصدرته تحت عنوان شعب الصابرين .

مواكبة الحدث

ويقول الطنبور أن شريط شعب الصابرين الذي انتج في ثلاثة شهور حرص على عكس جميع المشاهد الايجابية في المجتمع الفلسطيني قائلا :” الشريط مكون من ثمانية أناشيد رائعة لا تترك قيمة وطنية الا وتحدثت عنها ” .

صمود الشعب الفلسطيني وتصديه للحصار والتفافه حول برنامج حكومته المنتخبة للتغيير والاصلاح رغم ما يواجهه من ضيق وحصار وتحديات كانت العنوان العريض لأولى الأناشيد التي يقول عنها الطنبور :” انشودة يا شعبنا هي دعوة لكل الفلسطينيين لحماية ثوابتهم والحفاظ على حقوقهم الوطنية والتاريخية بالوطن من الماء الى الماء والقدس وعودة اللاجئين ” .

أما انشودة هو الوطن وهي ثاني الأناشيد في الشريط فتسعى حسب الطنبور لابراز قيمة فلسطين الروحية والوطنية في قلب كل فلسطيني وعربي ومسلم اذ تتغنى الأنشودة بتمجيد الوطن واتساعه لكل أبنائه الذين يتمكنون دائما من قلب المعادلات وينجحون بالحوار في تجاوز كل المطبات والتوحد خلف برنامج ثابت .

وتحمل أنشودة هو الوطن دعوة لفتح الباب أمام الناس لاختيار من يحكمهم والاحتكام للتجربة الديمقراطية والابتعاد عن الفتن .

أما أنشودة علي الرايات فهي تقدم مفهوما فلسطينيا عالي الرقي للشهادة ففتغنى بالشهداء ومكانتهم ودورهم في احياء الأمم واستنهاض الهمم ممثلة لأروع النماذج من قادة الشهداء أمثال أسد فلسطين الدكتور عبد العزيز الرنتيسي وامام الثائرين الشيخ أحمد ياسين وجنرال الكتائب الشيخ يوسف السركجي .

وتعتبر علي الرايات شهداء الامة رايات بحق كلما ووري جسد احدهم الثرى حلقت روحه راية انتصار جديدة في سماء الوطن .

وتنقل الهدى في أنشودة دموع الحنين صورة وجدانية حية للحنين الى الشهادة وعناق تراب الوطن تلك الصورة التي اقتاتت قلب رسامها وصيغت من أشعار شهيد الحركة الاسلامية السوري مروان حديد الذي استشهد ثابتا على الحق فأصبح نموذجا للثبات والصبر والتضحية والفداء وعن ذلك يقول الطنبور :” اردنا أن نخرج أشعار الشهيد مروان بقيمتها الفنية والحية لتعريف الناس بهذا الرجل الذي سيبقى اسمه نداء صارخا في ضمير الوعي العربي والقضايا الاسلامية ” .

الرنتيسي ال أ سطوري

وتتوج الهدى إبداعها بأنشودة (انتفضي يا أرض وثوري للرنتيسي هالأسطوري) حتى باتت الأنشودة بحق درة الشريط الفني الذي يقول عنه الطنبور :” الانشودة تطالب الأمة باظهار أبطال كالرنتيسي في جهاده وتضحياته ورجولته وتشرح آثار استشهاده على شعبنا كما تتحدث عن شهداء فلسطين وتمجيد كتائب القسام وعملياتها البطولية والنوعية ” .

اما انشودة يا فلسطين استعدي فقد الف كلماتها الشاعر العربي السعودي بشار فقوع وهي تغنى بطابع الكورال العسكري ومشيات الكشافة واقدم نمطا قويا في اللحن والاداء مشابهة لطبيعة اناشيد حزب الله اللبناني التي تبثها قناة المنار الفضائية وهي نموذجية لافتتاح المهرجانات والعروض العسكرية.

ويكمل شريط شعب الصابرين توجهه القوي بانشودة ازحف وخلي الارض تفجر التي تواكب بطولات القسام وفصائل المقاومة وتتغنى بعملية الوهم المبدد وما احتوته من بطولة .

ولا يهمل شريط شعب الصابرين الجانب الفني الناعم في انشودة لا تبخلي يا ارض ولا تتلعثمي وهي تتحدث عن حبيبة غالية يجيش الوجدان لذكر اسمها وتعديد محاسنها انها الانشودة التي تتحدث بغزل مفرط عن القدس سيدة المدائن.

تناغم كامل

ويقول كايد الطنبور ان فرقة الهدى للفن الاسلامي حرصت في شريط شعب الصابرين على الجانب الفني الى جانب المضمون وانها عمدت لاصدار الشريط الى تكليف شعراء فلسطينيين وعرب باعداد القصائد التي انتقيت بعد ذلك بعناية فكانت القصائد للشاعر السوري الشهيد مروان حديد والشاعر السعودي الفقوعي وشعراء من فلسطين مثل مامون مباركة واحمد سليم ومازن بدرخان وعلام عدوي كما قدم لاناشيده الفنان الفلسطيني المعروف طه نزال .

ويقول الطنبور ان الفرقة مزجت بين اضفاء المؤثرات الصوتية الخفيفة والجمال الطبيعي لاصوات منشديها السبعة مضيفا :” هذا اخرج الشريط بتنوع تلحيني وفني رائع يواكب التنوع في مضمون اناشيده خاصة وان مستوى جميع الاناشيد كان عاليا دون الاعتماد على انشودة وحيدة لرفع المستوى ” .

ويؤكد الطنبور ان الاهتمام بجودة الشريط الذي سجل في ستوديو نهاوند بنابلس وصمم غلافه الفنان محمد ابو نعمة جعلت الفرقة تعمل ما بين ثلاثة الى اربعة اشهر لانتاجه بما يراعي الاذواق الفنية للجمهور