الثلاثاء 25/يونيو/2024

اعتداءات فتح بالضفة ..إستقواء بالاحتلال!

اعتداءات فتح بالضفة ..إستقواء بالاحتلال!

(1)

ليس غريباً، أن يستقوي رعاع يدعون زورا أنهم ينتمون لحركة فتح، بالاحتلال الصهيوني، من أجل ضرب حركة حماس، ومؤسساتها في الضفة الغربية، ويسفكون دماء أبناءها وكوادرها، فقد سبقهم الي ذلك أعضاء كتلتهم البرلمانية، والذين من المفترض انهم يمثلون نخبة الحركة، حينما هددوا باسقاط الحكومة في المجلس التشريعي، مستغلين غياب نواب كتلة التغيير والاصلاح في سجون الاحتلال.

حقا إنه مشهد بائس، وحزين، حينما نرى وحوش آدمية، تنفلت من عقالها، وتحمل سيفها الصدئ الذي زودها به الاحتلال، ولم تدفعها النخوة والحمية لاشهاره حينما ذبح الأهل ودمر البيت، واغتصب الشرف..

لكنها بكل العنفوان تضرب به الأهل والإخوة، دونما ذنب ارتكبوه سوى أنهم حافظوا على نقاءهم وطهارتهم، فأحبهم الناس من دونهم، فنقموا عليهم كما نقم ابن آدم على شقيقه، فقتله أصبح من الخاسرين.

(2)

المشهد، زائف تماما، ويوحى بغير الواقع والحق، فهم يريدون أن يظهروا للجميع، ان الضفة الفلسطينية، لهم، اذا كانت غزة لغيرهم، وان الآخر (بوصفهم) ضعيف هنا، لا حول له ولا قوة، واننا أسياد هذا البيت.

وكي يدللوا على ذلك، ها هم يعيثون في الأرض خرابا وفسادا وإفسادا، يحرقون الزرع ويقتلون النسل، دونما أي رادع من دين أو عقل أو حمية او شرف، ودونما أي خوف من ردة فعل الضحية، الضعيفة هناك، باعتقادهم.

(3)

الحقيقة لمن يعرفها، تشهد دون ذلك، فالضفة تنبض بحب “الضحية”، وشبابها هناك يملئون الأودية والهضاب، يعطرون “الربى”، ويزينون “الوهاد”، ويلونون ” البيارق”.

سيفهم هناك، دونه القدر، وان كان أحد يشكك في ذلك، فليسألوا الاحتلال وأعوانه عن بأسهم، وسداد رميهم.

وان كان أحد يشكك، فليسأل عن نتائج الانتخابات، البلدية والتشريعية، في كل تلك القرى والمدن والمخيمات الممتدة..

لقد بايعت “حماس”، ولفظت الاخر، في أول فرصة اتيحت لها، بعدما امتص دمها، وسرق رغيف خبزها، وحليب اطفالها.. وفي وقت الحرب، لم يدافع عنها، وتركها وحيدة وسط الوحوش تلاقى مصيرها.

(4)

وإذن، لماذا هذا الصمت؟ ولماذا هذا الاحجام عن الدفاع عن النفس، هناك في الضفة الغربية، ولماذا السماح (للرعاع) و(المشبوهين) بضرب وحدة هذا الشعب الصابر، ونزف دمه.

إنه الاحتلال البغيض، الذي يستبيح كل مكان بالضفة الفلسطينية الصابرة المرابطة، والذي يجوب طرقاتها وأزقتها، باحثا عن المجاهدين من أبناء حماس، والصادقين من أبناء فتح، والمناضلين من كل الفصائل المقاومة.

انه الاحتلال الذي يغض الطرف- في ذات الوقت -عن كل المفسدين، الرعاع، المرتزقة، الذين يتمسحون بكبرى فصائل منظمة التحرير، المدعين انهم حماتها ورجالها، في حين ان القاصي والداني يعلم، انهم سبب شقائها، وخيبتها، ونكستها، وانهم لا يتمسحون بها، الا كما تتمسح الطفيليات بالكائن الحي، تمتص دمه وتأكل خيره، فاذا انهار وخارت قواه، تركوه وبحثوا عن “حلوب” أخرى.

(5)

أبناء “حماس”، هناك في الضفة، ملاحقون في كل مكان، في كل زقاق، في كل مغارة، في كل وادي، في كل ثغر، يعلمون أنهم في سباق مع السجن أو الشهادة، وانهم مغلوبون في كل الأحوال، ورغم ذلك فإنهم صابرون، راضون بقدرهم.

أبناء “حماس”، هناك في الضفة، أشداء، أبطال، لو زأروا في وجه أولئك “الرعاع”، لولوا كالجرذان المذعورة.

لكنهم يعلمون أن هذا بالضبط ما يريده الاحتلال، وأعوانه، يريدون استفزازهم، كي يهبوا للدفاع عن أنفسهم، ومن ثم تتاح الفرصة للاحتلال، لاقتناصهم، والزج بهم في أتون السجون، إلي جانب إخوانهم.

أبناء حماس، هناك في الضفة، لا يملكون إلا الصبر، والتحمّل، فهذا قدرهم، ورغم كل ما يتعرضون له من ظلم ذوي القربي، يتلون قوله تعالى” لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين”

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات