الجمعة 26/أبريل/2024

مسيرات حاشدة في فلسطين وحماس تدعو للتمسك بالثوابت والمقدسات

مسيرات حاشدة في فلسطين وحماس تدعو للتمسك بالثوابت والمقدسات

شهدت فلسطين مسيرات حاشدة واعتصامات منددة بالتصريحات والمواقف الصادرة مؤخراً عن بابا الفاتيكان بنيدكت السادس عشر، المناهضة للإسلام وللرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. وتحركت مسيرات ونظمت اعتصامات وفعاليات عدة في أنحاء فلسطين، بعد صلاة اليوم الجمعة (22/9)، دعت فيها حركة “حماس” والقيادات الدينية المشاركة إلى التمسك بالمقدسات والثوابت وعدم الرضوخ للمساومات بشأنها.

– غضب في المسجد الأقصى

غضب عارم وحشد كبير شهده المسجد الأقصى المبارك ظهر الجمعة، وسط حصار ضربته سلطات الاحتلال على المدينة المقدسة، وعلى الضفة الغربية وقطاع غزة إجمالاً تزامناً مع حلول رأس السنة العبرية.

فقد تظاهر عقب صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك الآلاف من المصلين المنددين بتفوهات بابا الفاتيكان حول الإسلام والنبي صلى الله عليه وسلم.

وهتف المصلون عقب الصلاة مباشرة “بالروح بالدم نفديك يا محمد”، ثم تجمّع الآلاف بين المسجد الاقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة وهم يكبرون ويهللون وينددون بتفوهات البابا.

ورفع المصلون شعارات التوحيد وأخرى تندد بالتصريحات، منها “لا لتصريحات البابا العنصرية”، و”لا يُهان الإسلام ونحن أحياء”، والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين”، فيما ألقى عدد من الخطباء كلمات داخل المسجد الأقصى المبارك والساحات، قبل أن يتفرق المصلون.

وقد شهدت بوابات المسجد الأقصى المبارك في غضون ذلك انتشاراً مكثفاً لشرطة الاحتلال وقوات حرس الحدود الصهيوني، وكذلك على أبواب الأسباط والعامود وفي شوارع المدينة المقدسة.

ومن جانبه؛ ندّد خطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا، الشيخ عكرمة صبري، بتفوّهات بابا الفاتيكان واصفاً إياها بالتصريحات غير العلمية وغير الحكيمة وغير المبررة بحق نبي الإسلام والدين الإسلامي العظيم. وقال الشيخ صبري “يتوجب علينا أن نعلن غضبنا انتصاراً لدين الله، ولنبينا وحبيبنا محمد صلى الله علية وسلم”.

وقال رئيس الهيئة الإسلامية العليا “يتوجب على بابا الفاتيكان شطب العبارات المسيئة للإسلام من خطابه، وأن يعلن اعتذاره عن هذه الإساءة، هذا إذا أراد بابا الفاتيكان تهدئة الأوضاع في العالم”.

وبالمقابل؛ أعرب الشيخ صبري عن ثقته بالعلاقات الحسنة بين المسلمين والمسيحيين المشرقيين، معيداً إلى الأذهان العهدة العمرية ومؤكداً أنّ تصريحات بابا الفاتيكان لن تؤثر على هذه العلاقات.

– مسيرات رام الله والبيرة

أما في رام الله والبيرة، فقد ردّد آلاف المشاركين في مسيرات حاشدة خرجت بعد صلاة الجمعة، شعارات مناهضة لتصريحات بابا الفاتيكان بنيدكت السادس عشر ضد الإسلام.

وشدّدت حركة “حماس” في كلمة لها خلال المهرجان، على أنّ الفلسطينيين، وهم أهل بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، هم أوْلى خلق الله بنصرة الإسلام ورسول الله صلى الله عليه وسلم في مواجهة الهجمات المتكررة ضدهما.

وأكدت “حماس” خلال المسيرات أنّ الردّ على تصريحات البابا لن يكون بقبول الاعتذار، وإنما بالتمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية، والحفاظ على المقدسات الإسلامية خالصة للمسلمين، دون تنازلات ولا مساومة.

وأضافت حماس في كلمتها “حينما نلتف حول الثوابت، ونرفض أن نضع مسرى رسول الله على طاولة المفاوضات مع الأعداء؛ فإنّ أحداً بعد ذلك لا يستطيع التعرض للإسلام والمسلمين الذين لا يفرطون في دينهم ولا في أرضهم ومقدساتهم”، حسب تأكيدها.

كما حذّرت الحركة من أنّ الرضوخ للضغوط التي تستهدف الشعب الفلسطيني في سبيل التنازل والتفريط في الحقوق، وفي الحق الإسلامي في بيت المقدس؛ هو “خذلان للرسول عليه الصلاة والسلام”.

من ناحية أخرى أكد المشاركون في المسيرات أنّ المطلوب من بابا الفاتيكان ومؤسسته ليس الاعتذار؛ وإنما إعادة دراسة الإسلام والتعرف على مبادئه التي تدعو للسلام والمحبة والتسامح.      

ودعا المشاركون في المسيرات إلى الوحدة الإسلامية – المسيحية في مواجهة الهجمة التي تستهدف شق الصف وزعزعة العلاقات التاريخية بين المسلمين والمسيحيين، وردّد المشاركون “وحدة وحدة وطنية .. إسلام ومسيحية”.

وكانت المسيرات التي ردّدت نشيد “لبيك إسلام البطولة كلنا نفدي الحمى”؛ قد بدأت بعد صلاة الجمعة مباشرة من مسجد البيرة الكبير، وشارك فيها آلاف المصلين من عدة مساجد في رام الله والبيرة، وجابت شوارع مدينة رام الله، إلى أن استقرت على دوار المنارة حيث أقيم هناك مهرجان خطابي قصير.

– الآلاف في مسيرة نابلس

وقد شارك الآلاف في نابلس في المسيرة الحاشدة التي دعت اليها حركة المقاومة الاسلامية “حماس”، للتنديد بتصريحات بابا الفاتيكان المسيئة للاسلام.

وانطلقت المسيرة من مسجد النصر بعد صلاة الجمعة، وجاب المشاركون فيها شوارع المدينة رافعين الأعلام والرايات الخضراء، ولافتات تدعو البابا للاعتذار عن تصريحاته، ومردِّدين الهتافات المندِّدة بتلك التصريحات وبالتحريض المستمر على الاسلام.

واختتمت المسيرة بمهرجان خطابي في ميدان الشهداء، تحدث فيه الشيخ سعيد دويكات باسم “رابطة علماء فلسطين”، الذي اعتبر أنّ البابا بتصريحاته الأخيرة إنما يعيد تأصيل الحروب الصليبية، ويعتدي على الدين الاسلامي ونبيه الكريم.

وفي سياق رده على ما جاء في تصريحات بابا الفاتيكان من اتهامات للنبي الكريم؛ أعاد دويكات إلى الاذهان الحملات الصليبية التي قتل فيها مئات الالاف من المسلمين، وتساءل “إذا كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يأتِ إلاّ بما هو شر كما يزعم البابا؛ فبماذا أتت الحضارة الغربية بغير قتل الأطفال والنساء والشيوخ في فلسطين والعراق ولبنان وغيرها من بلاد المسلمين؟”.

ورفض دويكات المزاعم التي تقول إنّ ما جاء في تصريحات بابا الفاتيكان كان مجرد زلة لسان، قائلاً إنّ بابا الفاتيكان “يحمل درجة الأستاذية في علوم الاديان، وبالتالي فإنّ ما صرّح به ينم عن حقد دفين على الاسلام والمسلمين”. وحذّر دويكات من أنّ المسلمين قد يصبروا على سفك دمائهم وهدم بيوتهم، ولكنهم لن يرضوا بأن يصل الأمر إلى المس بالنبي صلى الله عليه وسلم.

من جهة أخرى؛ أكد دويكات رفض الاعتداء على الكنائس المسيحية في فلسطين، وقال إنّ المسيحيين في فلسطين “آمنون على أرواحهم ودمائهم وأملاكهم ودور عبادتهم، ولا يجوز تحت أي ظرف المس بهم”.

وفي كلمة له؛ أشار الشيخ محمد البشتاوي، إلى أنّ ما يستهدف الإسلام من إساءات كل يوم في الصحف الغربية وعلى لسان الزعماء السياسيين والدينيين الغربيين؛ إنما هو “حقد على الإسلام بسبب سرعة انتشاره في بلدانهم”.

وشدد البشتاوي على حرمة المس بالمسيحيين في فلسطين ودور عبادتهم، مذكراً بأنّ المسيحيين في البلاد الإسلامية هم تحت حماية المسلمين ولا يجوز التعرض لهم بأي حال.

– اعتصامات في طولكرم

كما اعتصم مئات المواطنين الفلسطينيين بعد صلاة الجمعة أمام المسجد الجديد في طولكرم، احتجاجاً على تصريحات بابا الفاتيكان المسيئة للدين الإسلامي والرسول الكريم.

وأفاد مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ حشود المصلين الغاضبة التي خرجت تلبية لدعوة علماء المسلمين في العالم ولدعوة الحركة الإسلامية في طولكرم، هتفت بأعلى صوت “كلنا فداك يا رسول الله”، وهم يحملون الرايات الخضراء وينددون بمواقف البابا والرئيس الأمريكي جورج بوش.

وألقى الشيخ عبد الله ياسين، من تجمع الأئمة والدعاة في المحافظة، كلمة اعتبر فيها “الاعتداء على مسلمي الأرض من قبل بوش والبابا حملة صليبية تستهدف الإسلام وأرضه ومقدساته”، وقال إنّ “هذا يستدعي من كل مسلم غيور أن يكون على قدر التحدي”.

وطالب ياسين الأمة العربية والإسلامية بالتوحد في “وجه هذه الهجمة الحاقدة المنسقة بين إدارة بوش كقوة سياسية عسكرية، وبين سلطة البابا الدينية التي توفر الغطاء لإجرام الإدارة الأمريكية وحلفائها”، كما قال، مطالباً البابا “بالاعتذار الصريح لكل المسلمين في الأرض وان يكف عن توفير الغطاء لسياسات الإدارة الأمريكية وحلفائها”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

45 ألف مُصلٍّ يؤدون الجمعة في الأقصى

45 ألف مُصلٍّ يؤدون الجمعة في الأقصى

القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلامأدى 45 ألف مواطن صلاة الجمعة اليوم في المسجد الأقصى المبارك، في حين منعت قوات الاحتلال، العشرات من الشبان...