الجمعة 26/أبريل/2024

هنيئا نصر الله لك يا حسن

رأفت ناصيف

مع صدور القرار الدولي والقبول الرسمي اللبناني لهذا القرار واحترام حزب الله لقرار حكومته وكذلك القبول الصهيوني قد يكون على الأرجح العدوان متجه نحو التوقف لتغلق صفحة قاسية بشان العدوان الإرهاب الصهيوني الذي مورس على مدار أكثر من شهر على لبنان الحبيب.

لبنان ببنياه التحتية وأجساده وأرضه وعمرانه.. إن هذا التوقف لا يعني أن العديد من صفحات أخرى لم تفتح كآثار لهذا العدوان لعل ابرز صفحة ستكون حول من المسئول عن هذا العدوان؟ وهل كان من مبرر؟ ثم من الذي استطاع الخروج منتصرا منه لهذا فإننا سنغوص عميقا في قراءة تلك الخلفيات التي كانت تشكل الدافع في العدوان من جهة ولحزب الله الذي اخذ على عاتقه مواجهة العدوان من جهة ثانية لنرى من هو الذي خرج منتصرا ؟ قد يكون العنوان الذي اخترته لهذه المقالة يشير بالنتيجة التي نصل إليها والتي أظن إن معظم المراقبين إن لم يكن كلهم كما كانت هذه السطور قناعة بالنتيجة التي يشير لها هذا العدوان.

لا بد وأن الجميع يتذكر عندما استيقظ صباح اليوم الثاني والعشرين من تموز ليسمع عن ضربات وعدوان موجه ضد لبنان إثر اهتزاز جيشه الصهيوني الذي تلقى ضربة موجعة بأسر اثنين من جنوده في عملية عسكرية نصبها حزب الله لتعانق عملية المقاومة الفلسطينية العسكرية التي أثمرت في حينه بأسر جندي صهيوني آخر ليجد هذا الجيش نفسه في فترة وجيزة بين عمليات عسكرية نوعية تنصبها المقاومة تكشف حقيقة هذا الجيش “الوهم المتبدد” أمام الصمود وعنفوان المقاومة “بالوعد الصادق”.

عندها رأينا إن العديد من الآراء والمواقف التي صدرت بين داعمة لعملية الأسر معتبرة إياها عملية شرعية ولأهداف شرعية وبين مواقف أخرى اعتبرتها عملية غير مبررة بل واعتبرتها مغامرة غير محسوبة إلى مواقف أكثر تطرفا بدأت تحاول إرجاع كل ما يجري وتحميل هذه الضربة أو تلك مسؤولية ما تم وتحديدا تحميل إيران وسوريا المسؤولية على اعتبارها ليست معركة للمقاومة وإنما معركة إيرانية بامتياز تتحدد وفق أجندة سياسية بالاتجاه المعاكس لمصالح الشعوب المقهورة والشعوب المحرومة من حقوقها وهو ما فهم من قبل العدو الصهيوني كأنه ضوء اخضر مفتوح ليس فقط لشن العدوان بل لتوسيعه جغرافيا وأهدافا وهو ما شكل مشجع كذلك للغرب للدول العظمى الكبرى أمثال الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا تكشف عن دعمها للعدوان وإعطاء العدو الفرصة لتنفيذ مخططاته في لبنان وغض الطرف عن كل ما ترتكبه من جرائم تتنافى مع كل القوانين والأعراف الدولية والأخلاقية لتصبح الاسطوانة الدائمة الموحدة من النظام الدولي مدعوما بالنظام الرسمي العربي بمعظمه وبعض الأطراف اللبنانية المحلية تحميل حزب الله المسؤولية وانه تسبب فيما فيه لبنان وعرض استقرار المنطقة برمتها للخطر دون داع أو مبرر وبمغامرة غير محسوبة ودون إشعار ودون اعتبار بمرور الظروف المحلية الإقليمية والدولية ولمصلحة دول على حساب المصلحة اللبنانية كما ظنوا.

الأهداف المرسومة:

أمام هذا الواقع كان للعدو الصهيوني يعلن أهداف عدوانه على الملا وانه يسعى إلى اجتثاث تهديد حزب الله بأمنه وامن مواطنيه في شمال فلسطين المحتلة وإبعاده إلى العمق اللبناني حيث هناك مخطط آخر مكمل وهو إيقاع لبنان في فتنة داخلية عبر تأييد كل القوى اللبنانية أو عبر تأييد القوى اللبنانية على حزب الله تحديدا ليتحقق للعدو الخلاص التام من أي تهديد مستقبلي محتمل وتأمين حدود فلسطين الشمالية بشكل جذري وحاسم وذلك بجانب تحرير أسيرين دون قيد أو شرط وفي المقابل يكشف حزب الله انه ملزم بالدفاع عن لبنان وملزم بمقاومة الاحتلال القائم على أية منطقة لبنانية وملزم كذلك بتحرير الأسرى من السجون الصهيونية وان عملية الأسر لجنديين التي نفذها حزب الله تأتي في هذا السياق ولا سبيل لإنهاء أسرهما كما أعلن الأمين العام لحزب الله إلا بعملية تبادل ولا سبيل لإنهاء المقاومة من لبنان إلا بتحرير كل الأراضي اللبنانية إذن هذه الأهداف التي أعلنت من الطرفين ونحن اليوم نرى إن أيام العدوان تجاوزت الشهر وها هو قرار دولي يصدر بهذا الخصوص فما هي الصورة بعد كل تلك الأيام من العدوان.

مجريات الأحداث على الأرض…..

ما حدث أن العدوان الصهيوني استخدم كل آلته الحربية لدفن المقاومة اللبنانية وإجبارها على النزول عند رغباته لنزع سلاحها وإبعادها عن الجنوب اللبناني وتسليم الأسيرين دون مقابل فكانت الصورة قصف همجي عنيف لكل موقع متوقع انه من معاقل حزب الله لتدميره كليا كما الحال في الضاحية الجنوبية ببيروت ثم إيقاع اكبر قدر من الخسائر البشرية من المدنيين والمادية من البنية التحتية اللبنانية وممتلكات للبنانين كوسيلة ضغط وتحريض ضد حزب الله لتكون النتيجة بعد شهر من العدوان انه لم يعد هناك جسر أو طريق إلا ودمر والعديد من المجازر قد ارتكبت والقصف الهمجي عشوائي على القرى والمدن والمدنين والمركبات على اختلافها هم تمر تحت الاستهداف وفي المقابل كل ذلك كانت المقاومة اللبنانية تواجه هذا العدوان وكان جنود حزب الله يدافعون عن وطنهم وعن شعبهم بما يملكون من إمكانية حالت دون أن يستطيع الاحتلال من الاستقرار في أي موقع رغم تركيز السيد حسن نصر الله على أن حزب الله لا يتعامل مع الجغرافيا في هذه المعركة وتحقيقا لمعادلة التعامل بالمثل فاجأ حزب الله الاحتلال الصهيوني بأنه كان يعني ما يقول عندما قال أن الأمور اليوم تغيرت عما كانت عليه بالماضي وأن الزمن الذي تفرض فيه المعاناة على الشعب اللبناني لوحدة أصبحت وراء ظهورنا وترجم ذلك عمليا عندما جعل أكثر من مليون مستوطن صهيوني يمكث في الملاجئ طيلة هذه الفترة ويربك الكيان برمته لا سيما عندما وصلت مقاومته بوصولها إلى العمق إلى كفار سابا والخضيرة والعفولة وأكثر من ذلك انه هدد بضرب تل أبيب إن تعرضت العاصمة اللبنانية للضرب هذا ناهيك عن الخسائر التي لحقت بالعدو الصهيوني فأوقعت فيه والقتلى والجرحى والتدمير بالبنية العسكرية ما لم يتوقعه الاحتلال وما لم يعهده منذ أن احتل فلسطين المحتلة حتى انه هزئه باستهدافه بأقوى آلياته العسكرية الممثلة بالمر كفا لتكون نتيجة فعل المقاومة بحسب اعتراف العدو نفسه أكثر من مئة قتيل من الجنود والضباط الصهاينة ناهيك عن عشرات الآليات العسكرية التي تم تدميرها فضلا عما لحق بالكيان برمته من خسائر وإرباكات وتدمير نتيجة مقاومة حزب الله.

ما تحقق بعد شهر.

والآن بدراسة ما تم حتى الآن وما حققه كل من حزب الله والكيان الصهيوني لغاية صدور القرار الدولي وذلك مقارنة بالأهداف المعلنة من كليهما فإننا نجد الأتي..

على صعيد الكيان الصهيوني….

رغم كل الدعم الذي حصل عليه بشكل مباشر وغير المباشر وتفوقه العسكري المتميز واحتلاله لسلاح الجو الفتاك ومرور هذا الوقت على العدوان فانه حتى الآن لم يستطع تحقيق أي من الأهداف الذي حددها بنفسه فلا الجنديين الأسيرين تحررا ولا قوة حزب الله تلاشت ولا الجنوب اللبناني افرغ من المقاومين من جهة ومن جهة أخرى بات عمق الكيان الصهيوني في مرمى ضربات المقاومة بدلا من أن يتحقق الأمن لشمال فلسطين وحتى عندما قلص الاحتلال من طموحاته لم يفز بإبطال مفعول قدرة حزب الله الصاروخية من تهديد الكيان فانه لم يفلح بذلك وعندما لجا إلى محاولة الاختراق البرية كانت الخسائر هي الحديث الوحيد لهذا الاحتلال حيث لأول مرة يتكبد هذا العدو هذا القدر من الخسائر البشرية أو لحريته وليست هذا فحسب بل أنا شهدنا اهتزازات كثيرة وإرباكات عظيمة في المؤسسة العسكرية على المستويات العسكرية والسياسية على السواء بل وان عددا من قادة هذا الكيان ورموزه فرحوا بهزيمة كيانهم في هذه المعركة.

على صعيد حزب الله

أما على صعيد حزب الله فإننا نلخص الآتي….

1- بعد مرور شهر على هذا القتال العنيف ما زال حزب الله يحتفظ بالأسيرين.

2- ما زال حزب الله يمتلك السلاح ويقاوم من على ارض الجنوب وبمحاذاة الخط الأزرق وما زال حزب الله كذلك لديه القدرة على ضرب عمق الكيان وإلحاق الخسائر البشرية به بل اثبت حزب الله تطورا نوعيا بقدراته وإمكاناته و عملياته واستخباراته الإعلامية والسياسية ولعل آخر ضربة لحزب الله قبيل وقف إطلاق النار دليل ويشهد بذلك.

3- أسهمت مقاومة حزب الله فيه ونجاحاته في توحيد خطاب لبنان الداخلي وتحقيق توافق حول العدوان والتعامل معه مع لغة الوفاق لأول مرة بهذه الصورة عبر كل المؤسسات اللبنانية الرسمية بقراراتها على مستوى القوى اللبنانية ولو كان ذلك فقط في هذا الوقت بالذات أو فقط مقتصرا على هذا.

4- إنما تم من مقاومة ناجحة لحزب الله أسهم في كشف زيف الأنظمة العربية وجبنها وان لم تكن خياناتها وتآمرها على شعوبها وذلك من خلال تخاذلها عن مساندة لبنان في وجه العدوان ثم إلى أن جاء وقت أجبرت فيه على التحرك خوفا على كراسيها عندما شاهدت نجاحات المقاومة ونجاحات حزب الله وتعرت حقيقتهم التي ما كانت يوما جدية في مقاومة الاحتلال فهذا حزب الله لوحده يحقق ما عجزت عنه أنظمتهم طوال العقود الماضية وهذا هو التفسير الحقيقي خلف تداعيهم لاجتماع في يوم السادس والعشرين من الحرب في لبنان وطيرانهم بنحو اتخاذهم القرار الدولي ليعكس مدى الخوف الذي أصابهم مما حققه حزب الله من نجاحات

5- أحيا حزب الله بانتصاراته وضرباته موجعا الاحتلال الأمل لدى الشعوب العربية والإسلامية بإمكانيته مواجهة هذا العدو وهزيمته وهو ما نتوقع أن يثمر قريبا لينجز الحرية والتحرير بكل الأمة والأرض.

6- ها هو النظام الدولي يضار لتخفيض اشتراطه أمام قوة وصمود المقاومة وحزب الله وهو ما لمسناه بتراجع الاشتراطات الأمريكية والغربية الأوروبية عندما ذهبوا لإنقاذ إسرائيل عبر هذا القرار الدولي.

أ

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني - فجر الجمعة- عددًا من المواطنين خلال حملة دهم نفذتها في أرجاء متفرقة من...