الجمعة 26/أبريل/2024

تفاؤل وارتياح شعبي عمّ الشارع الفلسطيني فورَ الإعلان عن تشكيل حكومة الوحدة الوطن

تفاؤل وارتياح شعبي عمّ الشارع الفلسطيني فورَ الإعلان عن تشكيل حكومة الوحدة الوطن

تنفَّس الفلسطينيون الصُّعداء بعد الإعلان عن التوصل إلى اتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية باتت الأمل في إنقاذهم من الحصار والتجويع الذي مورس لأشهر طويلة للضغط على الشعب الفلسطيني وخياره الديمقراطي من أجل تقديم تنازلات تصب لمصلحة الاحتلال الصهيوني.

 

ويبدو الجميع في الشارع الفلسطيني متفائلين بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية؛ التي توصلت إليها فصائله الوطنية والإسلامية، وأعلن عن الشروع بتشكيلها بعد اجتماع الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء إسماعيل هنية في غزة ليلة الاثنين الماضي (11/9).

 

وحدتنا رمز قوتنا

وتتفاوت الآراء الشعبية ومواقف المواطنين في مضمونها وطريقة التعبير عنها تجاه موضوع تشكيل الحكومة، لكنها تجتمع على عبارة واحدة هي “وحدتنا رمز قوتنا”، وبدت ملامح الفرحة والسرور على وجه الشارع الفلسطيني تظهر بكلمات رددتها جميع شرائح هذا الشعب، فمن جانبه حدثنا “أبو محمد” بائع خضار متجول عن تجربته الاقتصادية المصغرة التي يعتبرها قوت أسرته  وعن مدى فرحته عند سماعه عن تشكيل الحكومة وتفاءل برفع الحصار الاقتصادي عن بلاده.

وعبَّرت شريحة الموظفين التي سطَّرت أسمى آيات التضحية بالوقت والجهد دون الحصول على الحد الأدنى من حقوقهم عن سرور منتسبيها وتفاؤلهم بحصولهم على رواتبهم ومستحقاتهم.

كما عبَّر “محمود” وهو طالب جامعي عن فرحته بالاتفاق على تشكيل الحكومة وبدأ يعد شقيقه لانتظام الدراسة في المدارس الحكومية استجابة لدعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء إسماعيل هنية في خطابهما ودعوتهما للمعلمين إلى التوجه إلى مدارسهم وانتظام العملية التعليمية.

فرحة تملأ عيون أطفال صغار حرموا من أدنى حقوقهم؛   ألا وهي الحصول على الرعاية الصحية بعد الإضراب المفروض على هذا الشعب، ففي الآونة الأخيرة افتقدت معظم المستشفيات والمراكز الصحية عدداً كبيراً من موظفيها مما أدى إلى تراجع الحالة الصحية للمجتمع بأكمله وليس على شريحة الأطفال فحسب.

وفرحة جديدة وشريحة جديدة تعبِّر عن رأيها في تشكيل هذه الحكومة وتطلب منها أدنى حق لها؛ ألا وهي شريحة السائقين الذين حرموا من الحماية من وحش الفلتان الأمني الذي لم يحترم قانوناً بعينه ولا ظاهرة اجتماعية حسنة ولا أخلاقاً، وكانت حقوقهم ومطالبهم هي محاربة آفة أوقعت ضحايا وجرائم عديدة وهي ظاهرة السيارات المسروقة.

 

الشعور بالمسؤولية

عبارة تلفظ بها “أبو أحمد” وهو أستاذ امتنع عن خوض الإضراب  في أحد المدارس، وعبَّر عن مدى ألمه وقلة حيلته وقال: “كلنا نقع تحت حصار دولي، ولكن إذا أضربت فإني حرمت فلذة كبدي من أقل حقوقه وهي التعليم وسوف يكون طعماً سهلاً للشارع ومصائبه، فمن هذه المصلحة العامة قرَّرت أن امتنع عن الإضراب، لأنني أيقنت علم اليقين بأن حكومة هذا الشعب جاءت بطريقة ديموقراطية وانتخابات حرة ونزيهة شهد لها العالم بأسره، فكيف أكون عنصراً في محاصرتها؟!”.

 

همّنا هو الحفاظ على الثوابت الفلسطينية

الثوابت الفلسطينية كانت الهمَّ الذي شغل عقول الناس وعواطفهم أكثر من الرواتب أو الأجور، كما عبَّر عن ذلك مجموعة من العمال الذين توقفوا عن العمل؛ وهو مصدر رزقهم الوحيد وكان همَّهم أيضا القدرة على إيجاد برنامج سياسي يحفظ للفلسطينيين كرامتهم في العيش على أرضهم المحتلة، والذين عبَّروا عن دعمهم للحكومة التي لم تتنازل عن ثوابتها وحفظت الحقوق.

ويقول “أبو حسن”، وهو “معلم بناء”: “إننا نؤيد هذه الحكومة التي نجحت في طمس الاعتبارات الحزبية وشكلت حكومة وحدة وطنية؛ والتي كانت التجربة الأولى التي خرجت رغم الاحتلال والضغوطات الخارجية والداخلية”.

ولفت انتباهي راكب سيارة أجرة بمقولة قالها: “أنا متفائل ومتخوِّف في الوقت نفسه”، فسألته عن تفاؤله، فقال لي: “إن الفصائل والقوى الفلسطينية توحدت واجتمعت على حكومة وحدة وطنية، ولكنَّ التخوف الذي ينتابني هو عدم رفع الحصار والتضييق على شعبنا”، لكنه استطرد قائلاً: “مهما يكن، فإننا لن نتخلى عن ثوابتنا وحقوقنا حتى لو استمر الحصار الغربي الظالم، ولن نتخلى عن مقاومتنا مهما أوغل الجيش الصهيوني في إرهابه وإجرامه”.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني - فجر الجمعة- عددًا من المواطنين خلال حملة دهم نفذتها في أرجاء متفرقة من...