حكومة الوحدة على الأبواب دون المساس بالثوابت الفلسطينية التي أكدتها حماس

“أصبح الفلسطينيون اليوم أقرب من أي وقت مضى إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية”؛ عبارة تتردد مؤخراً بكثرة على لسان عدد من المسؤولين الفلسطينيين المتفائلين أكثر من أي وقت مضى، بل باتوا مقتنعين تماماً بأنّ الأيام القادمة ستشهد ولادة هذه الحكومة، بعد العوائق الكبيرة التي تخطتها، وبعد موافقة حركة “فتح” على المشاركة فيها، وكانت رفضت سابقا دعوة “حماس” لتشكيل مثل هذه الحكومة قبل عدة أشهر، بعد تحقيق الأخيرة فوزاً كاسحاً في الانتخابات البرلمانية، وتكليف رئيس الوزراء الحالي إسماعيل هنية بتشكيل أول حكومة تقودها “حماس”.
نقاط الخلاف
ويبدو أن مواقف حماس الثابتة، وإصرارها طوال الفترة الماضية، على عدم التراجع عن ما طرحته سابقاً من رفضها للاعتراف بالكيان الصهيوني، جعلا رئيس السلطة وحركة فتح، بالإضافة إلى أطراف خارجية أخرى، تصلإلى قناعة بأنه لا بد من التحاور مع “حماس”، وإيجاد قواسم مشتركة معها، بدلاً من خيارات أخرى طرحتها قبل ذلك بعض الشخصيات، التي كانت ترى إمكانية إقصاء حماس عن الحكومة أو رئاستها.
ولكن حماس تمسكت بمواقفها وثوابتها وبرئاستها للحكومة، وحتى بضرورة حصولها على العدد الأكبر من الوزارات، كونها الكتلة البرلمانية الأكبر، مع إبداء مرونة واضحة بتنازلها عن قيادة إسماعيل هنية للحكومة القادمة، باعتباره أحد قيادات حماس البارزين، وهو القيادي الذي حصل على شعبية غير متوقعة طوال فترة رئاسته للحكومة، برغم الحصار وقلة الأموال.
فقد طالب عباس استبعاد الرموز القيادية، وهو نفس مطلب حماس لفتح بعد ذلك، بان تكون الأسماء التي تقدمها لشغل الوزارات المختلفة ليست من الوجوه البارزة في فتح.
ويعتبر المراقبون تمسك هنية بعدم التراجع عن مواقف حكومته، وتفضيلة التنازل عن منصبه كرئيس للوزراء، دون التنازل عن الثوابت، بأنه نقطة تضاف لصالح حماس عامة وهنية خاصة، فحسب هؤلاء المتابعين فإن هذا “التخيير” لو وضع أمام رئيس وزراء آخر من فصيل آخر فربما كان اختياره مغايراً.
توزيع الحقائب
ومن المؤكد حسب المراقبين أنّ وزارة الداخلية ستحظى بنقاش مستفيض بين كافة الأطراف، لأهمية هذه الوزارة على الساحة الفلسطينية.، ويمكن أن تكون محط خلاف.، ولكن يبدو أنه من السهل الاحتفاظ بها لحماس، خصوصاً إذا تخلت عن إحدى الوزارات الهامة مثل المالية أو الخارجية.
وإذا تم التوافق بين الفصيلين على الحقائب الوزارية، فإن التوقعات تشير إلى حدوث خلاف داخل حركة “فتح” على الأشخاص الذين سيشغلون هذه الوزارات من داخل الحركة، لا سيما بعد الحديث عن استبعاد الكبار من الوزارة، وهو ما يبدو أنه دفع عضو اللجنة المركزية للحركة والوزير السابق نبيل شعث للتنبؤ بأن لا تصمد طالحكومة القادمة ويلاً.
وبحسب بعض المصادر فإن الخلافات المتوقعة داخل فتح على المناصب الوزارية قد ينعكس سلباً على مجمل الأوضاع، بما فيها التوافق على حكومة الوحدة.
ضمانات دولية
وهنا يبرز سؤال هام يُطرح من قبل الكثير من المتابعين للشأن الفلسطيني، وهو هل سيكون أمر الحكومة القادمة مرهون بمدى الرضى الدولي، وهل ستتعرض الحكومة القادمة لحصار جديد إذا اتخذت موقفاً لا يعجب الولايات المتحدة، أو بعض الدول الأوروبية.
كما يبدو أن اسم شخصية رئيس الوزراء بات مرتبطاً بمدى القبول الدولي له، وهذا ما يؤكده عدم الكشف عن الاسم، الذي تم التوافق عليه، كما أعلن ذلك عضو القيادة السياسية لحركة حماس نزار ريان، الذي قال إنه تم التوافق على اسم رئيس الوزراء الجديد، “فقد طُرحت عدة أسماء على عباس من قبل حماس ليوافق على أحدها، أو ليتم عرضها على الأطراف الدولية، ليرى مدى قبولها لتلك الشخصية”.
ومن بين الأسماء التي تم طرحها على عباس، الدكتور باسم نعيم وزير الصحة الحالي. وتشير مصادر خاصة إلى أن رفض نعيم ليس متعلقاً بمدى قبوله دوليا، بقدر ما هو متعلق بإجراءات نعيم التي اتخذها ضد بعض كوادر “فتح” المتجاوزين في وزارة الصحة.
ومن الأسماء التي جرى الحديث عن ترشيحها لمنصب رئيس الوزراء وزير الاتصالات الحالي ناجي الخضري. أما الشخصية الأوفر حظاً بتولي رئاسة الحكومة، هو الدكتور محمد عيد شبير رئيس الجامعة الإسلامية الذي تقاعد قبل عدة أشهر، لبلوغه سن الستين.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

تحذير أمني من تكرار جيش الاحتلال الاتصال بأهالي غزة وجمع معلومات عنهم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت منصة أمن المقاومة (الحارس)، الأحد، من تكرار جيش الاحتلال أسلوبا خداعيا عبر الاتصال على المواطنين من أرقام تُظهر...

الزغاري: نرفض المساس بحقوق أسرانا وعائلاتهم
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس جمعية "نادي الأسير الفلسطيني" الحقوقية، عبد الله الزغاري، إنّ صون كرامة أسرانا وحقوق عائلاتهم يشكّل...

الأورومتوسطي: حديث نتنياهو عن مواصلة هدم بيوت غزة نسخة معاصرة للتطهير العرقي
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن حديث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، عن أن "إسرائيل ستواصل تدمير بيوت...

حماس تعلن نيتها إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حركة "حماس" في غزة، رئيس الوفد المفاوض، خليل الحية، الأحد، إنه "في إطار الجهود التي يبذلها الإخوة الوسطاء...

البرلمان العربي يدعو لتأمين ممرات إنسانية عاجلة إلى غزة
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام وجه البرلمان العربي رسائل عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوض السامي لحقوق الإنسان، والمديرة...

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....

الجهاد: لن نطلق سراح أسرى الاحتلال ما لم تتوقف الحرب
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، إن المقاومة الفلسطينية لن تطلق سراح الأسرى الإسرائيليين ما...