تقييمات إسرائيلية للجمعة الثلاثين من مسيرات العودة
كعادة الإسرائيليين في كل حدث، لا يقرؤون من كتاب واحد، بل يقدمون قراءات متباينة وتقييمات مختلفة وآراء متعددة، تعطي القارئ مسحاً بيانياً عن كيفية تشكل الرأي العام الإسرائيلي، وأثره في صناعة القرار.
جاءت التقييمات الإسرائيلية للجمعة الثلاثين من مسيرات العودة، استكمالا للتغطية التي دأبت عليها وسائل الإعلام الإسرائيلية للمسيرات التي انطلقت أواخر مارس، وتداخلت فيها التغطيات الإخبارية اليومية، مع التحليل السياسي، مع الرأي الشخصي.
انقسم الإسرائيليون في قراءتهم لأحداث مسيرات العودة في جمعتها الأخيرة، نظرا لوتيرتها، أم نتائجها، أم سياقاتها السياسية، التي سبقتها وواكبتها، وجاءت الآراء على النحو التالي:
فريق عدّها استكمالا لأيام الجمع التسع والعشرين السابقة، من حيث كثافة المشاركين، وقدرة الفصائل على تحشيد الجماهير، بغض النظر عن الأرقام التي قدمتها كل جهة.
تيار آخر عدّ أن وتيرة المسيرات أخف من سابقاتها، لعدم اقتراب المتظاهرين من السياج، وعدم الاشتباك مع الجنود، وبالتالي لم تسفر هذه الجمعة، للمرة الأولى، عن سقوط شهداء، كما جرت العادة.
محور ثالث رأى أن الجهات القائمة على المسيرات التقطت الرسائل السياسية الإسرائيلية التي أرسلتها مصر إلى غزة، وربما حملت تحذيرا بأنه في حال تكرار أحداث كل جمعة من محاولات تخريب السياج، أو إلقاء القنابل الحارقة والعبوات الناسفة، أو تكثيف الطائرات الورقية والبالونات الحارقة، فقد ترد (إسرائيل) بصورة أقوى من الردود السابقة على غزة.
طرف إسرائيلي ربط مسيرات الجمعة الأخيرة بما سبقها من أحداث اليومين السابقين لها، لا سيما إطلاق الصواريخ من غزة باتجاه بئر السبع وشواطئ تل أبيب، التي لم يعرف لها أبٌ حتى كتابة هذه السطور، مما جعل مسيرات هذه الجمعة تكتسب زخماً سياسياً وربطاً أمنياً بالضرورة بحادثة الصواريخ.
قد يكون من نافلة القول إن هذه القراءات الإسرائيلية لمسيرات الجمعة الأخيرة عبرت عن تباين جديّ لما تشهده الساحة السياسية والحزبية، مما وجد طريقه لنقاشات المجلس الوزاري المصغر، ويمكن ببساطة قراءة المواقف السياسية والعسكرية والأمنية التي تشهدها تلك النقاشات من التقييمات المشار إليها أعلاه.
أخيرا.. فإن القراءات الإسرائيلية السابقة لمسيرات الجمعة الأخيرة، ورغم تباينها في التشخيص والتقييم، لكنها قد تكون اتفقت، على أن الهدوء الذي واكب هذه المسيرات بعكس سابقاتها، إما أن يشجع استمرار إرسال الرسائل التي وصلت غزة، لأنها أثبتت جدواها، بزعم تلك القراءات، أو أن هذا الهدوء ليس سوى سحابة صيف، سرعان ما تغادرنا، إن ثبت أنه لم يؤتِ أكله مع صانع القرار الإسرائيلي بالتعامل الجدي مع تخفيف الحصار، وصولا لرفعه كلياً.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
دعوة لتصعيد الفعاليات الجماهيرية الغاضبة لوقف حرب الإبادة في غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام دعت حركة المقاومة الإسلامية حماس أبناء شعبنا وأمتنا وأحرار العالم إلى تصعيد الفعاليات الجماهيرية الغاضبة والضغط لوقف...
حماس: لم يكن الاحتلال ليرتكب مجزرة رفح لولا الدعم والضوء الأخضر الأمريكي
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حملت حركة المقاومة الإسلامية حماس، الإدارة الأمريكية والرئيس بايدن بشكلٍ خاص المسؤولية الكاملة عن مجزرة رفح التي راح...
الإعلامي الحكومي: أكثر من 30 شهيدا في مجزرة رفح
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أكّد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، "استشهاد أكثر من 30 فلسطينيا إثر قصف الاحتلال الإسرائيلي لمخيم للنازحين شمال غربي...
هل تركت العدل الدولية مخارج للاحتلال لتجاهل تنفيذ تدابيرها التحفظية؟.. قراءة قانونية
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذر الخبير وأستاذ القانون الدولي الدكتور محمد الموسى من التعاطي مع أوامر محكمة العدل الدولية الأخيرة الداعية لوقف...
عشرات الشهداء بمجزرة استهدفت مخيما للنازحين غربي رفح
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الاحد، مجزرة جديدة مروعة باستهداف خيام النازحين غرب مدينة رفح جنوب قطاع...
متجاهلة قرارات العدل الدولية.. إسرائيل شنت أكثر من 60 غارة على رفح خلال 48 ساعة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن إسرائيل تواصل انتهاك قرارات محكمة العدل الدولية، بما فيها أحدثها الذي...
حفلات تعذيب أسبوعية في سجن عتصيون.. ماذا يجري بحق المعتقلين؟
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، اليوم الأحد، عن أن جنود الاحتلال يقيمون حفلات تعذيب وتنكيل...