الإثنين 12/مايو/2025

يوم كرامة … حين زحف المعلمون إلى رام الله

يوم  كرامة … حين زحف المعلمون إلى رام الله

لم يكن مشهدا عاديا ذلك الذي تحلت به ساحة رئاسة الوزراء في رام الله الاثنين (7-3-2016) حين ارتسمت لوحة أسماها المعلمون “كرامة”، أكدوا فيها على حراكهم المطلبي حتى النهاية.

وبحسب شهود عيان لمراسلينا من مناطق مختلفة في الضفة فإن كلمة عشرات الحواجز والكمائن لم تعد كافية لوصف حجم التشديد الأمني لأجهزة السلطة الأمنية لإحباط هذا الاعتصام الذي تخطى كل الظروف والحواجز.

ملاحقة المعلمين على الحواجزوبحسب ما رصد مراسلو “المركز الفلسطيني للإعلام” في مختلف المحافظات فإن أجهزة السلطة الأمنية لم تترك مدخل بلدة أو مدينة أو شارعا رئيسيا لم تضع به نقطة تفتيش للبحث عن المعلمين ومصادرة هوياتهم وإرجاعهم حتى بدا لافتا تواجد أمن السلطة لملاحقة المعلمين على مفارق طرق رئيسية في مناطق “ج” التي يحظر من الجانب الصهيوني تواجدهم فيها.

وقد أوقف معلمون في مناطق مختلفة على تلك الحواجز وصودرت هوياتهم واحتجز بعضهم لساعات في مقار أمنية لحين إرجاع بطاقة هويته.

إعلاميون ومراقبون شاهدوا الاعتصام أشاروا إلى أن نحو عشرين ألف معلم تمكنوا من الوصول إلى رام الله وهو رقم مهول لم يتمكن أي طرف في الضفة من حشده في السنوات العشر الأخيرة.

ويتهكم المعلم أسامة نصر لمراسلنا على طريقة تعاطي الإعلام الرسمي للسلطة مع حشود الاعتصام “بضع عشرات أو بضع مئات يعتصمون هكذا يقول الإعلام الرسمي عن مسيرة امتدت لأكثر من كيلومتر”.

ويضيف “يمنعون الصحفيين من الوصول إلينا، ويلاحقوننا في الطرقات وعلى مداخل المدن ولكننا مستمرون ومطالبنا غير قابلة للتفاوض… هي للتطبيق فقط”.

إصرار على الوصولالناشط في حراك المعلمين أحمد ياسين كتب على صفحته على “الفيس بوك” قبيل مغادرته إلى رام الله للمشاركة في الاعتصام: “إلى رام الله، ليس حبا بالسفر، ولا عشقا للجهد والتعب، ولا بحثا عن نزهة، إنما انتصارا لكرامتنا”.

مصادر متعددة أشارت لمراسلنا إلى أن عددا كبيرا من المعلمين سيما من محافظة الخليل وصلوا إلى رام الله قبل الاعتصام بيوم وباتوا فيها متحملين مشاق السفر والمبيت خارج منازلهم فقط ليضمنوا المشاركة في الاعتصام ويتجنبوا حواجز السلطة في اليوم التالي والإغلاقات المفاجئة والمتكررة للاحتلال لطرق محافظة الخليل.

ورغم الضائقة المالية والوضع المالي المتردي لغالبية المعلمين إلا أنهم تسابقوا لتحمل نفقات تنقلهم المرهق والمتكرر للاعتصامات، خاصة بعد ملاحقة الحافلات ومنعها من نقل المعلمين مما جعل تنقل المعلم يكلف ما بين 20-25 دولارا في كل اعتصام على نفقته الخاصة وعلى حساب قوت عياله، ولكنهم بادروا لتحملها دون تأفف.
 
ولم يكن مشهد المسيرة اعتياديا، وكانت من الأحداث الاستثنائية التي يجب أن يفخر بها الشعب الفلسطيني، حيث أقسم المعلمون أمام رئاسة الوزراء قسما جماعيا أكدوا فيه أنهم لن يتراجعوا وأنهم على قلب رجل واحد، وأنهم لن يفاوضوا على مطالبهم، وأنها ليست قابلة للتجزئة.

وهتف المعلمون مسمعين رئيس الوزراء رامي الحمد الله الذي لم يخرج رغم كثرة اعتصاماتهم أمام مقره لمقابلتهم حتى الآن فيما يتسابق لحضور حفل فني صغير” عائدون للاعتصام هنا ثانية الاثنين القادم” …. “لسنا اللصوص يا رامي الحمد الله”… كناية عن التستر على الفاسدين في حكومته.

وانطلقت المسيرة بعد ذلك من أمام رئاسة الوزراء وهي تسير في شوارع رام الله وكان المشهد معبرا حين مرت المسيرة من جانب مقر المجلس التشريعي حيث أطلت من نوافذه النائبة المعتصمة داخل مقر المجلس التشريعي والملاحقة من نائب عام السلطة نجاة أبو بكر حيث أجهشت بالبكاء من نوافذ التشريعي فيما حياها المعلمون.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات