الخميس 02/مايو/2024

هكذا حاول مستوطنون صهاينة إحراق قبة الصخرة بالقدس

هكذا حاول مستوطنون صهاينة إحراق قبة الصخرة بالقدس

تزداد وتيرة الاعتداءات والاقتحامات الصهيوينة المتكررة للمسجد الأقصى، وقبة الصخرة المشرّفة، في محاولة لفرض وقائع على أرض الواقع تجسد الحلم الصهيوني بالهيكل المزعوم.

وعبر إفراغ المسجد الأقصى من المرابطين والمصلين والموظفين، تسعى قوات الاحتلال تهيئة الأجواء للمستوطنين ليمارسوا طقوسهم وخططهم الإرهابية ضد المسجد.

وفي سابقة خطيرة، أمسك حراس الأقصى، خلال اليومين الماضيين، منطادا مشتعلا اقترب من صحن وقبة الصخرة المشرفة، أطلق من جهة حائط البراق، حيث يتكثف وجود المستوطنين المتطرفين.

وأفاد حراس الأقصى لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن المنطاد أطلق من جهة حائط البراق تجاه قبة الصخرة.

ويعد هذا الحدث الأول من نوعه، بإرسال أجسام تحمل شعلاً نارية بالجو تستهدف المقدسات في القدس المحتلة، عدا عن رصد طائرات دون طيار تصور قبة الصخرة والمسجد الأقصى في الآونة الأخيرة.

سابقة حرق الأقصى
وليست المرة الأولى التي يتعرض فيها المسجد الأقصى للاستهداف الصهيوني بالحرق.

ففي 21 أغسطس/آب 1969، اقتحم متطرف أسترالي الجنسية يدعى دينيس مايكل روهان المسجد الأقصى من باب الغوانمة، وأشعل النار في المصلى القبلي بالمسجد الأقصى، ضمن سلسلة اعتداءات الاحتلال “الإسرائيلي” منذ عام 1948 بهدف طمس الهوية الحضارية الإسلامية لمدينة القدس.

وفي حينه، شبّ الحريق في الجناح الشرقي للمصلى الواقع في الجهة الجنوبية من المسجد الأقصى، وأتت النيران على واجهات المسجد الأقصى وسقفه وسجاده وزخارفه النادرة وكل محتوياته من المصاحف والأثاث، وتضرر البناء بشكل كبير، ما تطلب سنوات لترميمه وإعادة زخارفه كما كانت.

والتهمت النيران أيضا منبر المسجد التاريخي الذي أحضره صلاح الدين الأيوبي من مدينة حلب، وذلك عندما استعاد المسلمون بيت المقدس عام 1187م، وقد كان لهذا المنبر الجميل مكانة خاصة، حيث إن السلطان نور الدين زنكي هو الذي أمر بإعداده ليوم تحرير الأقصى.

وتبين أن المادة الحارقة الشديدة الاشتعال سكبت من داخل المصلى القبلي ومن خارجه.

حدث خطير
وقال مدير المسجد الأقصى، عمر الكسواني لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “هذا حدث خطير، مصدره المتطرفون الصهاينة، ولن يمر مرور الكرام”.

وأوضح أن هذه الأحداث يتحكم بها المتطرفون الصهاينة، قائلاً: “أبلغنا شرطة الاحتلال، ووزارة الخارجية الأردنية وسفارتها، للاعتراض على الحدث، إضافة إلى وزارة الأوقاف”.

هجمة شرسة
وقال الكسواني: “إن الهجمة الشرسة بحق مدينة القدس ازدادت منذ إعلان الإدارة الأمريكية نقلها السفارة الأمريكية واعترافها بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال”.

وأضاف “قوات الاحتلال تنفذ برنامجا متكاملا لتفرض السيادة على المسجد الأقصى بالقوة”، مشيرا إلى أنها تطرد المصلين وتعتقل الموظفين والمصلين أثناء اقتحام المستوطنين المتطرفين للأقصى.

إبعاد الموظفين والمرابطين
وأبعدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، خلال الآونة الأخيرة أكثر من 12 موظفًا من حراس وموظفي المسجد الأقصى مدَدًا زمنية تتراوح بين 8 أشهر إلى شهر.

ووفق متابعة “المركز الفلسطيني للإعلام“؛ فإن أبرز من أبعدتهم سلطات الاحتلال ومنعتهم من دخول المسجد الأقصى: “رامي الفاخوري، ومحمود عبد اللطيف، وجهاد قوس، وروحي القولاغاصي، ورائد الزغير – أبو الثائر، وشادي مطور”، وكلهم أبعدوا لمدة 6 أشهر، فيما أبعدت حمزة الزغير، وحسام سدر، ومؤمن حشيم، وجميل العباسي، ويعقوب الدباغ لمدة 3 أشهر.

ودعا الكسواني إلى شد الرحال للمسجد الأقصى والرباط فيه بشكل دائم، والصلاة في رحابه والتصدي للاقتحامات الصهيوينة.

وأكد أن الصلاة والرباط هو وسيلة الصمود والثبات أمام الهجمة “الإسرائيلية” بحق الأقصى.

تصاعد كبير
وقال مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني: إن المستوطنين كثفوا اقتحاماتهم للأقصى خلال شهر آب المنصرم، حيث بلغ مجملهم 2841، منهم رجال مخابرات إسرائيلية وبلباس عسكري وطلبة “الهيكل المزعوم”.

وأوضح المركز في تقرير له، أن 2247 مستوطنا اقتحموا الأقصى خلال آب، و337 من القوات الخاصة الإسرائيلية، و67 من عناصر المخابرات الإسرائيلية، فيما اقتحم 190 طالباً من طلبة “الهيكل المزعوم”، باحات الأقصى.

ووفق مركز القدس؛ فإن 41206 سوّاح دخلوا الأقصى خلال آب.

وفي منتصف آب، اقتحمت قوات الاحتلال باحات الأقصى، واعتقلت 6 مقدسيات من المرابطات في باحاته بشكل يومي، أفرجت عنهن لاحقاً بشرط الإبعاد عن المسجد مدَدًا متفاوتة.

وتواصل سلطات الاحتلال حرمان العشرات من المقدسيين والمقدسيات من دخول المسجد الأقصى، وتدرجهم على “اللائحة السوداء”، وتفرض عليهم منعاً أمنيًّا من دخول البلدة القديمة وباحات الأقصى.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات