المنظمات الإغاثية الدولية .. احتجاجات متزايدة تفضح الجرائم الإنسانية للاحتلال في

وتأتي أحدث هذه الاحتجاجات من خلال إعلان وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الخميس (8/1) عن تعليق عملياتها في قطاع غزة بسبب الخطر الذي تمثله القوات الصهيونية في القطاع.
استهداف طواقم ومنشآت الوكالات الأممية
وقال عدنان أبو حسنة المتحدث باسم الوكالة في غزة أن الأونروا قررت تعليق كل عملياتها في قطاع غزة بسبب التحركات المعادية المتزايدة ضد منشآتها وأفرادها.
وقد جاء هذا التجميد بعد حدثين اثنين، آخرهما تمثل في مقتل أحد السائقين العاملين لديها، نتيجة تعرضه لقذيفة إسرائيلية بالقرب من معبر “إيريز” في الجانب الفلسطيني من القطاع، فيما تمثل الأول في قصف قوات الجو الصهيونية لمدرسة تديرها الوكالة يوم (6/1) مما أودى بحياة أربعين فلسطينيا من الأطفال والنساء، وجرح أكثر من مئة شخص آخرين، ومن بين الشهداء والمصابين أشخاص احتموا بالمدرسة من الغارات الصهيونية على منازلهم.
وكان مسؤول عمليات الأونروا في غزة جون جينغ قد نفى في تصريحات صحفية مزاعم الاحتلال عن اتخاذ حركة حماس المدنيين المحتمين بالمدرسة “دروعا بشرية” كما نفى حدوث إطلاق نار من قبل مجاهدي المقاومة انطلاقا من المدرسة، مشددا على أن كل القتلى مدنيون، وأن ما تقوله الدولة العبرية من وجود مسلحين فيها لا أساس له، مطالبا إياها بتقديم الدليل على ما تقوله.
صورة مرعبة للأوضاع الإنسانية
ورسمت الوكالة على لسان مسؤول عملياتها صورة مرعبة للوضع المتفاقم في القطاع الذي وصل حد “الكارثة الإنسانية”، نظرا لما تعانيه غزة منذ نحو أسبوعين، فقد قال جينغ في مقابلة مع صحيفة “لوموند” الفرنسية إن “ما يحدث في غزة فظيع، إذ لا أحد في أمان في أي مكان، والقتل مستمر”.
وأضاف أن السكان فضلا عن الخوف الدائم ينقصهم كل شيء كالماء والغذاء والدواء، وأن المستشفيات غصت بالجرحى، موضحا أن الحالة إجمالا ميؤوس منها، ولكنه في نفس الوقت أثنى على عزة السكان وهم في وضع لا يصدق من الحرمان.
وتمنى جينغ أن يتم وقف إطلاق النار سريعا، لأن كل من لا يعيشون في غزة من الصعب عليهم تصور مدى الرعب والصعوبة التي يعيش فيها أهل غزة، خاصة أن كل ساعة يموت فيها أناس دون سبب.
الصليب الأحمر: الاحتلال يمنع وصول فرق الإنقاذ
وعلى نحو متصل؛ وجهت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان شديد اللهجة غير معتاد منها، انتقادات حادة للكيان الصهيوني اليوم الخميس (8/1) لأنه لم يسمح لفرق الإنقاذ بالوصول إلى الجرحى الفلسطينيين في قطاع غزة.
وترى اللجنة الدولية أن جيش الاحتلال تخلّف في هذه الحالة عن الوفاء بواجبه بموجب القانون الدولي الإنساني والذي يقضي بتوفير الرعاية للجرحى وإجلائهم. وتعتبر أن التأخير في السماح لخدمات الإغاثة بدخول الحي أمر غير مقبول.
وقد جاءت هذه الانتقادات بعد اكتشاف مزيد جرائم الاحتلال المروعة بحق المدنيين من الجرحى والشهداء، التي لم تكتف بقصفهم وقتلهم، بل حالت دون إسعافهم، فقد أعلنت اللجنة الدولية الصليب الأحمر، أن أربع سيارات إسعاف تابعة لها ولجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني تمكنت مساء أمس الأربعاء من الوصول إلى عدد من المنازل في حي الزيتون بمدينة غزة التي تضرّرت من القصف الصهيوني، وأنها عثرت على عدد كبير من جثامين الشهداء وعلى أطفال يجلسون إلى جانب جثامين أمهاتهم.
وأكدت اللجنة في بيان لها أنها كانت طلبت تأمين ممرّ آمن لتمكين سيارات الإسعاف من الوصول إلى هذا الحي منذ 3 كانون الثاني/يناير الجاري، لكنها لم تحصل على إذن بذلك من الجيش الصهيوني إلاّ بعد ظهر أمس الأربعاء.
وأشار البيان إلى أن “الفريق المشترك للجنة الدولية والهلال الأحمر الفلسطيني وجد في أحد المنازل أربعة أطفال جالسين بالقرب من جثث أمهاتهم، وقد بلغوا من الوهن درجة لم يعودوا قادرين على الوقوف”. وعثر أفراد فريق الإغاثة المشترك على رجل على قيد الحياة، وعلى 12 جثمان على الأقل.
كما عثر في منزل آخر على 15 شخصاً آخرين نجوا من العدوان الصهيوني بينهم عدة جرحى، ووجدوا في منزل آخر ثلاث جثامين إضافية.
وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في فلسطين المحتلة بيير فيتاش “إنه حادث مروّع، من المؤكد أن قوات الاحتلال كانت تعلم بهذا الوضع إلاّ أنها لم تقدم المساعدة إلى الجرحى، ولم تسمح لنا ولا للهلال الأحمر الفلسطيني بمساعدتهم”.
شكاوى حقوقية من داخل الكيان الصهيوني
ولم تقتصر هذه الانتقادات على المنظمات الإنسانية الأممية والدولية بل تعالت أصوات منظمات حقوقية صهيونية تشتكي من انتهاكات جيش الاحتلال للقوانين الدولية، فقد كشفت الإذاعة العبرية عن تقدم تسع منظمات صهيونية بالتماس إلى محكمة العدل العليا الإسرائيلية مطالبة بوقف تعرض القوات الصهيونية للطواقم الطبية وسيارات الإسعاف في قطاع غزة.
وأوضحت الإذاعة العبرية على موقعها الإلكتروني أن “الملتمسين ادعوا أن جيش الدفاع يتعمد إطلاق النار عن قصد على هذه الطواقم وأن الإصابات في صفوفها خير دليل على ذلك”، وقالت الإذاعة إنه جاء في الالتماس أيضا أن “قوات جيش الدفاع العاملة في قطاع غزة تتعمد تأخير وصول الجرحى إلى مستشفيات القطاع الأمر الذي يشكل انتهاكا للقانون الدولي”.
وقد شكت الطواقم الطبية والإسعافية الفلسطينية من استهدافها واستهداف سياراتها أثناء أدائها لواجبها الإنساني خلال الحرب العدوانية، وتشير الأرقام المتوفرة إلى استشهاد أكثر من 12 مسعفا وطبيبا ومتطوعا، وإصابة العشرات، خلال الأيام الاثني عشر الأولى من العدوان الصهيوني على غزة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس: المؤسسات الأممية هي الوحيدة المختصة بتوزيع المساعدات بغزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة حماس، إن المجاعة في قطاع غزة تشتدّ بشكل كارثي وسط استمرار الحصار ومنع دخول الغذاء والدواء. وأكدت في بيان...

إطلاق الأسير ألكسندر يفجر غضب عائلات باقي الأسرى على نتنياهو
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام فجّر قرار حركة حماس إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر من قطاع غزة غضب عائلات باقي الأسرى...

حرّاس الأقصى يحبطون محاولة ذبح “قربان تلمودي” في باحات المسجد
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أحبط حُرّاس المسجد الأقصى المبارك، صباح اليوم الاثنين، محاولة مستوطنين إدخال "قربان حي" إلى باحاته عبر باب...

مرصد عالمي: نصف مليون شخص يواجهون خطر الموت جوعًا بغزة
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام قال مرصد عالمي لمراقبة الجوع الاثنين إن سكان قطاع غزة بأكمله لا يزالون يواجهون خطر المجاعة الشديد وإن نصف مليون شخص...

تحذير من انهيار القطاع الصحي بغزة مع تعمق النقص الحاد بالتجهيزات الطبية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة في غزة، أن أقسام العمليات والعناية المركزة والطوارئ باتت تعمل بأدوات طبية مستهلكة وفي ظل غياب أصناف...

سجن جندي احتياط إسرائيلي لرفضه القتال في الضفة الغربية
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت هيئة البث الإسرائيلية إن جندي احتياط إسرائيليا سجن 5 أيام بعد رفضه المشاركة في القتال في الضفة الغربية...

رفض حقوقي للخطة الأمريكية الإسرائيلية لتوزيع المساعدات في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام عبر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان عن رفضه التام للخطة الجديدة التي تروج لها الولايات المتحدة الأميركية، بالتنسيق مع دولة...