تراخي الاحتلال بالضغط على الزناد تسفر عن عام دموي
مع اقتراب النصف الأول من العام الجاري من نهايته، فقد سجل ارتقاء ما يزيد على مئة وستين فلسطينيًّا، برصاص الاحتلال، في حين ظهر شهر مايو أكثر الشهور دموية بالنسبة للفلسطينيين منذ بداية العام، تحديدا في الضفة المحتلة، ومعظمهم على أيدي جنود أو مستوطنين، فيما استشهد ما يزيد على ثلاثين آخرين في العدوان الأخير على قطاع غزة، مقابل سقوط 23 إسرائيليًّا من الجنود والمستوطنين.
بالمعدل الحالي، فإننا أمام أكثر الأعوام دموية خلال السنوات الأخيرة، منذ أن بدأت الأمم المتحدة في جمع حصيلة الشهداء الفلسطينيين في عام 2005، مع أن 84٪ من الشهداء الفلسطينيين استشهدوا في الضفة خلال مداهمات للجيش في المنطقة (أ) التي يفترض أنها تحت السيطرة الأمنية الفلسطينية، وفي كثير من الحالات، وكما في الأشهر السابقة، فإن معظم الشهداء الفلسطينيين من شمال الضفة، وتحديدا في نابلس وجنين وطولكرم، حيث تجري معظم المداهمات على المدن ومخيمات اللاجئين.
مع العلم أنه في شهر رمضان، وتحديدا بين منتصف مارس ومنتصف أبريل، حصل انخفاض في عدد الشهداء الفلسطينيين في الضفة الغربية، وهو ما يمكن تفسيره بالاتفاقات التي تم التوصل إليها بين الاحتلال والسلطة الفلسطينية والأردن بشأن شهر رمضان، وانخفاض عدد المداهمات التي تشنها قوات الاحتلال على المدن الفلسطينية في المنطقة “أ” بعد هذه الاتفاقيات.
لكن شهر مايو شهد استئناف الاحتلال عملياته العدوانية عدة مرات في الأسبوع داخل المدن الفلسطينية، مما أدى لزيادة عدد الشهداء، ففي أبريل ارتقى 12 فلسطينيًّا، وقتل ثلاثة مستوطنين، وخلال آذار قتل 25 فلسطينيا، وفي شباط استشهد 28 فلسطينيًّا مقابل 7 قتلى إسرائيليين، وفي يناير استشهد 35 فلسطينيًا وقُتل7 إسرائيليين.
خلاصة هذه الأرقام أنَّ الاحتلال يواصل اتباع سياسة التصعيد غير المسبوق باستخدام القوة المفرطة المفضية للموت، ووفقا لمئات الأدلة والبينات التي وثقتها المراكز الحقوقية والصحفية، دون أن ينشأ تهديد لحياة جنودها، وهذا ما يفسر الارتفاع الكبير في عدد الشهداء، لكنها تفعل ذلك انطلاقا من ذات المعايير التي تحكم هذه المسألة عند التعاطي مع أعمال الاحتجاج والتظاهر التي ينظمها الفلسطينيون في إطار مقاومتهم للاحتلال، ونتلمس استخدام هذه القوة المفرطة عبر إطلاق الذخيرة الحية، والتنكيل بالفلسطينيين، والاعتداء على ممتلكاتهم.
لقد جرى فتح النار بصورة واسعة ومكثفة على الفلسطينيين في كل مكان، وبدون تمييز، وبقصد القتل بدم بارد، بهدف الإرهاب والردع، مما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، بزعم أن قدرة الاحتلال الرادعة أخذت تتردى بسرعة مذهلة من يوم لآخر، مما يجعل الحلّ بنظر الاحتلال أنه بدلًا من مطاردة راشقي الحجارة بالهراوات، يجب إطلاق النار على رؤوسهم!
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
الاحتلال يعترف بمقتل 3 جنود من كتيبة ناحال في تفجير عبوة بمنزل في مدينة رفح
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بمقتل 3 عسكريين خلال معارك في قطاع غزة، وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أنّ الجنود القتلى...
حماس تدين إصرار بايدن على التعامي عن مجازر الاحتلال في رفح
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أدانت حركة حماس بشدّة إصرار إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على التعامي وإنكار المجازر المروّعة التي يقترفها جيش...
مظاهرات واحتجاجات حول العالم تنديداً بالمجازر الإسرائيلية في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام شهدت مدن وعواصم أوروبية وعربية أمس الثلاثاء مظاهرات ومسيرات ووقفات تضامنية مع قطاع غزة، وتنديداً بالمجازر الإسرائيلية...
6 مجازر و75 شهيدًا بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة بغزة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 6 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 75 شهيدا و284...
الاحتلال يقصف مستشفى الهلال الإماراتي غرب رفح
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب مواطنان بجروح - اليوم الأربعاء- جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مستشفى الهلال الإماراتي للولادة في حي تل السلطان...
مسؤولة رفيعة في الخارجية الأمريكية تستقيل بسبب العدوان على غزة
واشنطن - المركز الفلسطيني للإعلام استقالت أمس الثلاثاء مسؤولة في وزارة الخارجية الأمريكية، على خلفية تعامل إدارة الرئيس جو بايدن، مع سلوك الاحتلال...
بسبب قتلها لأطفال غزة.. إسرائيل تترقب قراراً بإدراجها في “قائمة العار”
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت وسائل إعلام عبرية إنّ دولة الاحتلال تخشى من قرار وشيك للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش،...