الأعياد اليهودية في رمضان.. كابوس المسجد الأقصى يقترب
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام
بينما يستعد المسلمون في كل أصقاع الأرض لاستقبال شهر رمضان بطمأنينة، يقاسي الفلسطينيون في كل أرض فلسطين بشكل عام والمقدسيون في مدينة القدس بشكل خاص من انتهاكات الاحتلال وعدوانه على المسجد الأقصى والعاصمة المقدسة.
التخوفات الفلسطينية تتزايد بفعل التهديدات المتكررة من مسؤولين في الحكومة الصهيونية المتطرفة، وجماعات الهيكل التي تصب كلها باتجاه تهويد المسجد الأقصى وتغيير الواقع فيه.
وبينما يستعد المستوطنون لتنفيذ حملة اقتحامات كبيرة جداً للمسجد الأقصى المبارك، تزامناً مع شهر رمضان المبارك، بحجة عيد الفصح اليهودي، تستعد قوات الاحتلال لتأمينهم وحماية عدوانهم من تكبيرات المرابطين وتصديهم لتدنيس مسجدهم ومقدساتهم، عبر مزيد من الإجراءات التنكيلية التعسفية المخالفة لأبسط حقوق الإنسان في العبادة بحرية ودون قيود.
وبدأت الجماعات الاستيطانية المتطرفة، عمليات حشد مبكرة، لتنفيذ اقتحامات للمسجد الأقصى بمناسبة “عيد الفصح” اليهودي.
وأعلنت “جماعات الهيكل”، عن خطط لتنفيذ الاقتحامات خلال شهر رمضان، في الفترة ما بين 6-12 نيسان/ أبريل المقبل، وقدمت العديد من الإغراءات من أجل حشد أكبر عدد ممكن من المقتحمين، وأداء الطقوس والصلوات التلمودية في المكان.
وتعمل الجماعات الصهيونية على ترتيب عمليات نقل مجاني ومرشدين مجانيين، وتسهيلات للراغبين في المشاركة بالاقتحامات، والتأكيد على الحماية الأمنية المقدمة لهم من قبل قوات الاحتلال، في ظل تصدي المقدسيين للاقتحامات.
الأعياد اليهودية.. كابوس
المختص في الشأن المقدسي فخري أبو دياب قال إن استعدادات الاحتلال لاقتحامات المسجد الأقصى وتغيير واقعه التاريخي والقانوني والديني ستزداد في شهر رمضان وخاصة في فترة التقاطع مع عيد الفصح اليهودي.
وبين، في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن منظمات وجماعات الهيكل تستغل هذه الأعياد لتكريس التقسيم الزماني والمكاني، واستخدامها كذريعة لفرض وقائع تهويدية جديدة على المسجد الأقصى المبارك.
وخلال عام 2022، تصاعد عدد المقتحمين للأقصى خلال عيد الفصح اليهودي، ووصل إلى 3670 مستوطنا، في حين كان العدد عام 2021، خلال 2249 مقتحما.
ووصف “أبو دياب” عيد الفصح، الذي يتزامن مع النصف الثاني من شهر رمضان، بـ”الكابوس” على المسجد الأقصى، مبيناً أن عمليات طرد المقدسيين وإبعاد الفلسطينيين عنه تزايدت في الفترة الأخيرة، وتدريبات لنصب متاريس وخنق المسجد بأحزمة من المتاريس والحواز العسكرية،
وقال إن المسجد الأقصى سيكون على المحك خاصة في النصف الثاني من رمضان، وسيكون المسجد على موعد مع مزيد من الاقتحامات والضغط على المرابطين والمعتكفين، وفرض وقائع تهويدية جديدة، وتغيير الوضع القائم.
وأوضح أن من يحكمون الآن في الكيان الصهيوني، يحملون أفكار جماعات ومنظمات الهيكل، مبيناً أنهم يريدون استغلال الوقت لتحويل الأقصى إلى كنيس يهودي، وتقليل عدد المقدسيين في مدينة القدس المحتلة.
طقوس وإرهاب
المرابطة المقدسية خديجة خويص أكدت أن الاحتلال سيستغل شهر رمضان لتمرير الاقتحامات وتكثيفها خاصة في فترة عيد الفصح اليهودي.
وبينت في حديث خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن المستوطنين سيعملون على أداء طقوسهم التلمودية، والسجود الملحمي، وزيادة أعداد المقتحمين، إضافة إلى أنهم سيحاولون تقديم القرابين الحيوانية، بعد نجاحهم في تقديم القرابين النباتية سابقاً.
وأوضحت أن الاحتلال يحرص على محاولة التقليل من الأعداد القادمة للمسجد الأقصى، عبر إرهاب الناس وسياسة الإبعادات، وعدم السماح للبعض في الدخول خاصة في فترة الاقتحامات الصباحية، مشددة أن الرباط والاعتكاف سيفشل كل مخططات الاحتلال.
وطالبت “خويص” الأوقاف الإسلامية بفتح الاعتكاف منذ الليلة الأولى لشهر رمضان المبارك في المسجد الأقصى، بحيث يأتي عيد الفصح اليهودي وقد تزايدت أعداد المعتكفين والمرابطين المستعدين لحماية المسجد الأقصى المبارك.
نائب المدير العام للأوقاف الإسلامية في مدينة القدس المحتلة الشيخ ناجح بكيرات، قال إن الاحتلال يعمل على مراقبة المقدسيّين لتسهيل ملاحقتهم واعتقالهم، ويسعى لتقليل عدد المصلين القادمين إلى مدينة القدس خلال شهر رمضان المبارك.
وكشف، في تصريحات صحفية، عن وضع الاحتلال الإسرائيلي لكاميرات ترصد حركة المقدسيّين، والتجسس على رواد المسجد الأقصى والمرابطين فيه.
ولفت إلى أن الاحتلال يسعى لطمس إسلامية مدينة القدس، ويقيّد حركة المصلين من أجل زيادة سيادته المزعومة على المقدّسات الإسلامية، منوّهاً إلى أن جيش الاحتلال يوفر الحماية الكاملة للمستوطنين في أثناء تأديتهم الطقوس التلمودية داخل باحات الأقصى.
من جهته قال خطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، إن المسلمين الصائمين حريصون كل الحرص على المسجد الأقصى، ويرفضون أي إعاقة أو أي إزعاج في عباداتهم وصلواتهم واعتكافهم.
وأكد صبري، في تصريحات سابقة، على حق المسلمين الشرعي والإلهي بالمسجد الأقصى والعبادة فيه، محملاً سلطات الاحتلال المسؤولية عن أي توتر أو مس بحرمته.
ويبدو أن المسجد الأقصى يعيش حالتين متناقضتين، خلال شهر رمضان، فرحة واستبشار بقدوم شهر رمضان، وترقب وحذر وتخوف من إجرام المستوطنين وحكومتهم المتطرفة الساعية لتهويده بالكامل ونزع هويته الإسلامية العربية، وبين هذا وذاك تبقى كلمة الفصل عند المرابطين والمرابطات في ساحاته وجنباته وما حوله، والذين يؤكدون في كل مناسبة أنهم جاهزون لدفع الروح والدم فداء لمسجدهم المقدس.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
الرشق: إسرائيل غير جادة بالتوصل لاتفاق ونتنياهو يحاول اختلاق الذرائع
الدوحة - المركز الفلسطيني للإعلام أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق أن “إسرائيل” غير جادة بالتوصل لاتفاق، وتستخدم المفاوضات غطاءً لاجتياح...
النونو: بالنسبة لحركة حماس احتمالية بقاء الاحتلال في غزة صفر
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أكد طاهر النونو المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أنّ الحركة مستعدة لبحث المقترح الذي قبلته وليس بحث...
أكثر من مائة موظف في الاتحاد الأوروبي يحتجون على جرائم الاحتلال بغزة
بروكسل – المركز الفلسطيني للإعلام نظم أكثر من 100 موظف في مؤسسات بالاتحاد الأوروبي في بروكسل احتجاجا، الأربعاء، على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة....
“شالوم من أولاد غزة”.. طلائع التحرير تعلن مسؤوليتها عن مقتل رجل أعمال إسرائيلي بمصر
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت مجموعة أطلقت على نفسها “طلائع التحرير- مجموعة الشهيد محمد صلاح”، مسؤوليتها عن اغتيال رجل "إسرائيلي" في مدينة...
إحصائية جديدة لحصيلة الإبادة الجماعية والعدوان على غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام نشر المكتب الإعلامي الحكومي اليوم الأربعاء حصيلة جديدة لحرب الإبادة المتواصلة منذ 215 يومًا بآلة العدوان الصهيوني...
الصحة العالمية تحذر: الوقود بمستشفيات جنوب غزة يكفي لثلاث أيام فقط
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام حذر مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس ادهانوم غيبريسوس، من أن "كمية الوقود في مستشفيات جنوب قطاع غزة، لا تكفي إلا...
الاحتلال يستولي على المبنى التاريخي لبلدية الخليل ويغلق أبوابه
الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، أبواب المبنى القديم لبلدية الخليل، جنوب الضفة الغربية المحتلة، في...