كريم أبو فطاير.. شهيد يورث اليتم لأربعة أطفال

لم يهنأ كريم أبو فطاير بمنزله الجديد سوى ليومين، حتى أن اللمسات والحسابات الأخيرة مع الحرفيين، لم تكن قد انتهت بعد، فإعادة البناء بعد قصف الاحتلال للمنزل في حرب (2014) كانت كثيرة ومتشعّبة.
في مدينة دير البلح لا يختلف اثنان على أن حادثة استشهاد الشاب كريم (30 عاما) زادت فصلاً جديداً لحكاية كفاحه ومعاناة أسرته التي نشأ فيها يتيم الأب وقد عانت الأسرة من الفقر وعدوان الاحتلال.
وكان “أبو فطاير” قد استشهد برصاصة متفجّرة أصابت رأسه بشكل مباشر، عندما أطلق قناصة الاحتلال النار عليه قرب ساحة مسيرة العودة شرق البريج، نزف بعدها كمية كبيرة من الدماء، قبل أن يفارق الحياة تاركاً أربعة أطفال أصغرهم لم يبلغ عاما ونصفا.
شقيقي وصديقي
يستدعي فضل أبو فطاير قسطاً من صموده الداخلي وهو يكابد حالة الحزن على فراق “كريم”، مؤكداً أنه فقد عزيزاً على قلبه رحل تاركاً أربعة أطفال سيعيشون حالة اليتم التي عاشها هو وأخيه قبل سنوات طوال.
ويضيف: “دمر الاحتلال بيتنا في حرب عام 2014، وقد أبصرت الدنيا، ولم أعرف والدي، وكان كريم عمره عدة سنوات، وعشنا حالة الفقر فأخي عاش فقيراً ومات فقيراً”.
ويتابع: “حاله المادي صعب جداً فقد عاش فقيراً ومات فقيراً فليس له مهنة، وكان يعمل في الزراعة أو أي مجال ليؤمن طعام البيت، وفي آخر أيامه كان سعيداً ببناء بيته الذي دمره الاحتلال، لكنه لم يبت فيه سوى يومين”.
ضحية الاحتلال
رغم أن كريم هو الأوسط من بين أشقائه؛ إلا أنه يحظى بقوة شخصية تجشّم معها أعباء الحياة الأسرية، فقد تجرّع ألم اليتم حين رحل والده وهو في الرابعة من عمره، وعندما شبّ تكسب رزقه من أي فرصة عمل كانت تتوفر له.
ويبدي علي أبو فطاير شقيق كريم الأكبر استهجانه من حادثة استشهاد شقيقه، فقد اعتاد المشاركة السلمية في مسيرة العودة، لكن قناصة الاحتلال وجهوا رصاصتهم نحو عينه اليسرى فقتلوه على الفور.
ويقول “علي” إن كريم رغم صعوبة حالته المادية لم يبخل يوماً على شقيقيه ولا شقيقاته الثلاث، بل وقف إلى جوار إحداهن بشكل خاصّ منذ استشهد زوجها قبل سنوات محافظاً على رضى والدته.
ويتابع: “كريم أخ لا يعوّض، وقد عشنا الفقر وصبرنا وعملنا في الخضروات ومهن شاقّة كثيرة، لكنه كان دوماً صابراً على شظف العيش واليتم الذي عشناه مرتين، مرة عندما رحل أبي، وأخرى ونحن نرعى شقيقتي التي توفي زوجها ورحل عن أسرتها”.
أما مختار العائلة السيّد أبو علي فطاير فيقول إن عائلته فقدت شابًّا مكافحاً رحل ولم يهنأ بعد بالبيت الصغير الذي بذل كامل جهده حتى يجهزه لأطفاله وزوجته، وقد تابع بشكل شخصي اجتهاده في سداد ديون عمال القصارة والكهرباء قبل إصابته بساعات.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

33 شهيدًا و94 إصابة بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وصول 33 شهيدا، منهم 29 شهيدا جديدا، و4 شهيد انتشال)، و94 إصابة، إلى مستشفيات غزة خلال...

أبو عبيدة: الإفراج عن الجندي الأسير عيدان ألكساندر اليوم الاثنين
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قرارها، الإفراج عن الجندي الصهيوني الذي يحمل...

16 شهيدا بينهم أطفال بمجزرة إسرائيلية في مدرسة تؤوي نازحين في جباليا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مجزرة فجر اليوم الاثنين، بعدما استهدفت مدرسة تؤوي نازحين في جباليا البلد شمال غزة،...

تحذير أمني من تكرار جيش الاحتلال الاتصال بأهالي غزة وجمع معلومات عنهم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت منصة أمن المقاومة (الحارس)، الأحد، من تكرار جيش الاحتلال أسلوبا خداعيا عبر الاتصال على المواطنين من أرقام تُظهر...

الزغاري: نرفض المساس بحقوق أسرانا وعائلاتهم
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس جمعية "نادي الأسير الفلسطيني" الحقوقية، عبد الله الزغاري، إنّ صون كرامة أسرانا وحقوق عائلاتهم يشكّل...

الأورومتوسطي: حديث نتنياهو عن مواصلة هدم بيوت غزة نسخة معاصرة للتطهير العرقي
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن حديث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، عن أن "إسرائيل ستواصل تدمير بيوت...

حماس تعلن نيتها إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حركة "حماس" في غزة، رئيس الوفد المفاوض، خليل الحية، الأحد، إنه "في إطار الجهود التي يبذلها الإخوة الوسطاء...