عاجل

الإثنين 12/مايو/2025

الفدائي.. دراما المقاومة في حلبة المعركة المفتوحة مع الاحتلال

الفدائي.. دراما المقاومة في حلبة المعركة المفتوحة مع الاحتلال

بشغف ينتظر الشقيقان “أحمد” و”محمود” من غزة أن تدق الساعة الحادية عشرة والنصف بعد انتهائهما من صلاة التراويح كل يوم حتى ينصتوا بنهم لمتابعة أحداث وتفاصيل مسلسل “الفدائي” الذي يُعرض على قناة الأقصى الفضائية.

وعلى ذات الوتيرة تنتظر “حنين” وأسرتها بلهفة اللحظة التي تبدأ قناة الأقصى فيها بعرض “التتر الخاص بمسلسل الفدائي”، لتؤكد أنها لا تترك حلقة ولا لحظة إلا وتتابعها.

وتقول لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” “المسلسل يجسد واقع مدينة الخليل بحرَفية عالية، وهو يشدنا أكثر من أي مسلسل آخر”.

هذا المسلسل الذي جذب بشدة آلاف المشاهدين من قطاع غزة والضفة الغربية على وجه الخصوص كونه يحاكي مشاهد وأحداثًا وأماكن في مدينة الخليل الفلسطينية، ويتقن بقدر كبير لهجة الخليل التي تتميز بالفكاهية وخفة النطق.

نجاح يطغى

المركز الفلسطيني للإعلام” استطلع عشرات الآراء التي أكدت شغفها بمتابعة حلقات المسلسل أولاً بأول، فيما ذهبت بعض الآراء إلى اعتباره المسلسل الأول فلسطينياً يحظى بهذا النجاح ويطغى على مسلسلات القنوات “غير الملتزمة”.

ولم تقتصر الآراء على أبناء حركة حماس كون المسلسل يُعرض على فضائية الأقصى المقربة منها، إلا أنها شملت آراء من أطيافٍ فلسطينية أخرى أبدت إعجابها بمدى الإتقان لأداء فريق العمل من ممثلين ومنتجين ومخرج؛ حيث إن المسلسل يحاكي واقعًا فلسطينيًّا عايشه الكثيرون من أبناء الشعب الفلسطيني.

عمل متميز

المحلل السياسي إبراهيم المدهون، أكد لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” متابعته للمسلسل بحذافيره، واصفاً إياه بأنه “عمل فلسطيني متميز” يعكس تطورا نوعيا في الأعمال الفنية، بدأت بمسلسل “الروح” والذي بُث في رمضان الماضي.

وعدّ المدهون مسلسل “الفدائي” بمثابة تأصيل فني للمقاومة الفلسطينية الحديثة في الضفة وغزة، سيما أنه يكشف جانبًا من جوانب الضفة الغربية وتعقيدات الحياة والمقاومة، ويرسم صورة ثورية بدأت تترجم على أرض الواقع.

ويضيف: “هذا العمل نقلة فنية مقدرة؛ حيث إننا أمام سيناريو محترم متكامل سلس، وحبكة مع حوار منطقي، بالإضافة لأداء تمثيلي مقنع، مع إضاءة وتصوير ومؤثرات، وإنتاج وإخراج مقدر ومحترف يمكنه المنافسة على المستوى العربي”.

ويحسب المحلل السياسي، لقناة الأقصى اهتمامها بالدراما ومنحها مساحات تستحقها ودقتها في التفاصيل الصغيرة، حتى إن أغنية المقدمة “التتر” تخرج بصوت عذب ولحن جميل وكلمات قوية.

تحريض مباشر

ويعالج المسلسل مواضيع متفرقة من حياة الشعب الفلسطيني، أبرزها المقاومة وتجربة الأسر والاعتقال وأساليب التعذيب والتحقيق، والحياة الفلسطينية البسيطة.

الأمر الذي عدّه الاحتلال الصهيوني، نوعا من أنواع التحريض المباشر، حتى صرح يعلون أن سينما حماس والأقصى هي سبب العمليات العسكرية الأخيرة في الضفة، وقال: إن “حماس تصنع مسلسلات وأفلامًا في غزة، والضفة تنفذها”.

الأمر الذي وصفه المحلل المدهون، بأنه شكل من أهم أشكال الأسلحة في معركتنا المفتوحة مع الاحتلال، وقال: “هذه إحدى نقاط القوة في الصراع مع الاحتلال وفي تثبيت وتعزيز الهوية الفلسطينية”، معرباً عن أمله بأن يتم الاهتمام بها أكثر ورصد موازنات مالية محترمة لها.

وتابع: “ما يعرض يستحق المشاهدة، ويمكنه المساهمة في بناء وجدان فلسطيني نقي يعرف ما له وما عليه، وما حدود وتشابك العلاقة مع الاحتلال”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات