إذاعات الخليل.. ملاحقة صهيونية مركزة لوقف رسالتها الوطنية

ضمن الحملة المسعورة التي تشنها قوات الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني والتي ارتفعت وتيرتها منذ اندلاع انتفاضة القدس، يتعرض الصحفيون الفلسطينيون والمؤسسات الإعلامية، وفي مقدمتها الإذاعات الفلسطينية إلى استهداف متواصل ومبرمج.

ووفق مراقبين؛ فإن الاحتلال يسعى من وراء هذه الاعتداءات المتكررة إلى إسكات صوت الحقيقة وتغييب الرواية الفلسطينية لما يجري على الساحة الفلسطينية من جرائم وانتهاكات بحق الفلسطينيين.

واستهدفت قوات الاحتلال في محافظة الخليل الصحفيين ووسائل الإعلام بشكل مباشر من خلال الاعتداء عليهم أثناء تغطيتهم للأحداث والمواجهات المندلعة في المدينة وعلى أطرافها، كما أغلقت عدداً من الإذاعات المحلية في المدينة وأخطرت البعض الآخر بحجة التحريض.

وواصلت قوات الاحتلال هذه الاعتداءات؛ بمداهمتها لإذاعة (منبر الحرية) و(الخليل) و(دريم)، وصادرت جميع المعدات والأجهزة الخاصة بالبث وأوقفتها عن العمل لمدة ستة أشهر بقرار عسكري صهيوني، فيما أخطرت إذاعة (ون) بالإغلاق إذا لم تتوقف عن بث التحريض، حسب زعمها.

عملت الإذاعات المحلية على تغطية الأحداث المتعلقة بانتفاضة القدس لحظة بلحظة، من خلال طاقم واسع منتشر في أرجاء محافظة الخليل وخارجها يعمل على تغطية الأحداث وتوثيق انتهاكات قوات الاحتلال من قتل واعتقالات ومداهمات واعتداءات بحق أبنائها.

الإعلامي الفلسطيني طه أبو حسين، قال في حديث خاص لمراسلنا، إن الإذاعات المحلية في الخليل تسعى لتوثيق وفضح كافة الاعتداءات والجرائم الصهيونية في المحافظة، حيث كان لها خلال الشهرين الأخيرين أثر كبير في توثيق العديد من جرائم القتل دون وجه حق، الأمر الذي عمل على تعرية الاحتلال أمام العالم، وهذا ما أثار استياء دولة الاحتلال.

وأضاف الإعلامي أبو حسين أن سياسة الإغلاقات التي تمارسها قوات الاحتلال تجاه الإذاعات بحجة التحريض مجرد ادعاءات لا أساس لها من الصحة.

وبين أن الصورة تتحدث أن الاحتلال أخفق في السيطرة على الحدث ويحاول من خلال إغلاقه بعض الإذاعات إقناع الشارع الصهيوني بأنه يعمل على توفير الأمن وتدمير ما يسميه بالبؤر الإرهابية، إلى جانب سعيه خلق رقيب ذاتي لدى الصحفيين ومؤسساتهم في طريقة توثيق وفضح الاحتلال.

 من جهته قال المواطن محمد الجعبري، وهو أحد المستمعين والمتابعين للإذاعات المحلية، إن سائقي السيارات العمومية يتابعون بشكل مستمر ما يدور في المحافظة من إغلاقات وحواجز على مداخل المدينة من خلال هذه الإذاعات، فهي تضعنا في صورة كل ما يدور في المحافظة من أحداث.

 وأشار الجعبري إلى أن حجم الاستماع إلى هذه الإذاعات كبير؛ فمعظم فئات المجتمع من عمال وطلاب ومعلمين وسائقين وربات البيوت يستمعون إليها، فكان هناك ارتباط وثيق بين المواطنين وهذه الإذاعات التي تعاملت مع انتفاضة القدس بنوع من المسؤولية في بث الأغاني الوطنية ومتابعة الأحداث لحظة بلحظة، الأمر الذي أدى إلى تفاعل المواطنين مع هذه الانتفاضة.