المقاومة درع القدس.. وحامية مقدساتها
تتربع قضية القدس على سلم أولويات المقاومة الفلسطينية إلى جانب باقي الثوابت التي تعمل لأجلها، على طريق التحرير والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، ونجحت المقاومة في فرض معادلات جديدة في القدس والأقصى، بات الاحتلال يحسب لها ألف حساب.
معادلات مهورة بدماء الآلاف من أبناء شعبنا الذين ارتقوا شهداء على طريق حرية القدس والأقصى في المواجهة الممتدة والمفتوحة مع الاحتلال الصهيوني، والتي لن تنتهي إلا بدحره عن كامل الأرض الفلسطينية، وليس أدل على ذلك من معركة سيف القدس التي خاضتها المقاومة في غزة دفاعا عن المسجد الأقصى ونصرة القدس وأهلها.
ونجحت المقاومة ضمن استراتيجيتها الثابتة في تكريس حالة كفاحية ممتدة ومتواصلة نصرة للمسجد الأقصى والقدس وأهلها، ولا تزال يدها قابضة على الزناد، وعينها ترنو نحو تحرير قريب للقدس والأقصى.
الكلمة للمقاومة
ومع توالي الجولات والمعارك، أصبحت المقاومة أكبر وعيا وأكثر نضجا في صراع العقول، فهي صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة، وهي من تختار الوقت والزمان المناسبين للرد على انتهاكات الاحتلال بالقدس، ففي “سيف القدس” أخطأ العدو التقدير في فهم تحذيرات المقاومة ففاجأته بضربة كبيرة وغير مسبوقة لمدينة القدس.
ومُني العدو بالفشل الذريع في توقع ردود المقاومة، ومع كل انتهاك يمارسه هو وقطعان مستوطنيه من اقتحام لباحات المسجد الأقصى واعتداءات على أبناء شعبنا وأهالي حي الشيخ جراح، يضع في حسبانه خيار الرد من المقاومة على الطاولة.
وتزامنا مع مسيرة الأعلام الاستفزازية يوم الأحد الماضي في القدس المحتلة، كان العدو يرقب السماء في انتظار رد المقاومة الصاروخي، لكنه لم يفهم بعد عدم ردها الفوري حتى الآن بينما قواته في أهبة الاستعداد، فللمقاومة تكتيكها وأسلوبها في الرد، ولها تقديراتها، وهي من تقرر وتكسب الجولات.
حالة تأهب
وأخضعت المقاومة الاحتلال لحالة من الاستنفار الدائم، حيث لا تزال تقديرات العدو تؤكد بأن الرد من المقاومة في قطاع غزة على الانتهاكات الأخيرة بالقدس لا يزال من الممكن أن يحدث في الأيام المقبلة، ووفقًا لذلك قرر إبقاء قواته على حالة التأهب، وهذا من نجاحات المقاومة التي لا تحصى، فقد استطاعت استنزاف العدو وإبقاءه على حالة ممن التأهب الدائم.
فتركت المقاومة العدو في حالة تخبط وحيرة من أمره فيما تخطط له، ورغم محاولة الأطراف والوسطاء لاحتواء الموقف، لكنها أكدت أن ما جرى في القدس والمسجد الأقصى لن يغتفر، ورفض رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أن يعطي تعهدا أو ضمانات لأي طرف لما يمكن أن تكون عليه الأوضاع داخل فلسطين المحتلة.
كما أن المقاومة التي نجحت في توحيد جهودها قبل سنوات، والعمل ضمن غرفة عمليات مشتركة وموحدة، ما زالت صاحبة الكلمة الفصل والرد الموحد التي تتخذه بناءً على تقديرات استخباراتية وعسكرية خاصة بها، بما يضمن هزيمة الاحتلال وتحقيق أكبر المكتسبات.
بوصلة المقاومة
وشكلت مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك، المكون الرئيس في الصراع مع الاحتلال، ومثلت مصدر إلهام للشباب الفلسطيني الثائر ومقاومته الباسلة، وبوصلتها التي لا تحيد عن تحرير كامل التراب الفلسطيني.
وترى حركة حماس، أن مدينة القدس إسلامية موحدة لا تقبل التجزئة والقسمة والمساومة، وذلك بخلاف ما درجت عليه بعض القوى الفلسطينية والتي تنادي بدولة عاصمتها “القدس الشرقية”.
وفي وثيقة المبادئ والسياسات العامة، أكدت الحركة أن القدس عاصمة فلسطين، ولها مكانتها الدينية والتاريخية والحضارية، وهي حقّ ثابت للشعب الفلسطيني والأمَّة العربية والإسلامية، ولا تنازل عنها ولا تفريط بأيّ جزء منها، وأن كلّ إجراءات الاحتلال في القدس من تهويدٍ واستيطانٍ وتزوير للحقائق وطمس للمعالمِ منعدمة.
وتحظى القدس والمسجد الأقصى المبارك باهتمام واضح في الخطاب السياسي والإعلامي لدى حماس، وتعد أحد أهم محاور الصراع مع الاحتلال، وترى الحركة أن حماية القدس والأقصى لن يتم إلا بالجهاد، وأن مسؤوليتها التمسك بالقدس وتحريرها وتحرير كامل أرض فلسطين.
القدس وحشد الأمة
ويعدُّ المسجد الأقصى المبارك جزءا من عقيدة الأمة الإسلامية، وليس هناك قضية على وجه الأرض تحظى بالإجماع كقضية القدس، فهي من الثوابت التي لا ولن تتخلى عنها الأمة.
وأمام ذلك، ترى حركة حماس بضرورة تضافر الجهود لتوعية أبناء الأمة بأهمية القدس ومكانتها، وحشد طاقاتهم وتحريضهم على الجهاد بأنواعه كافة، لتحرير المسجد الأقصى والقدس.
ولم ينفك الخطاب الإعلامي والسياسي لحركة حماس عن دعم القدس ومساندتها وأهلها، والتلويح والتنبيه بالخطر المحدق الذي تتعرض له القدس والمسجد الأقصى المبارك، وهو ما يتطلب من الجميع وعلى المستويات كافة الوقوف عند مسؤولياتهم إزاء نصرة المدينة المقدسة والمسجد الأقصى المبارك وحمايتهم.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
المرتزقة في جيش الاحتلال.. والدعم الغربيّ المباشر للعدوان على غزة
المركز الفلسطيني للإعلام كشفت العديد من التقارير الصحفية المنشورة خلال الأشهر الماضية، مشاركة الآلاف من المرتزقة من جنسيات مختلفة في صفوف جيش...
عدد الجثامين المحتجزة لدى الاحتلال منذ بداية العام يرتفع إلى 58 شهيدًا
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام ارتفع عدد الشهداء المحتجزين لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى 58 شهيدًا منذ بداية العام، 10 منهم ارتقوا خلال شهر...
الإفراج عن 64 أسيرًا من غزة بينهم شهيدٌ وجريحٌ
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الخميس عن 64 أسيرًا من قطاع غزة، بينهم شهيد وجريح. وقالت العلاقات العامة...
صحة غزة: حصيلة العدوان ترتفع إلى 34596 شهيدًا
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الخميس، ارتفاع حصيلة الشهداء بالقطاع إلى 34596، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء...
دعماً لفلسطين.. انتفاضة الطلاب تنتقل إلى الجامعات بريطانية
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام التحق عدد من الجامعات البريطانية بنظيرتها الأمريكية، وانضمت للحراك الطلابي العالمي الداعم لفلسطين، والمندّد بالحرب...
حماس تشيد بقرار كولومبيا وتدعو العالم لخطوات مماثلة بقطع العلاقات مع الاحتلال
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أشادت حركة حماس، بموقف الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو الذي أعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع "إسرائيل". وقالت حماس في...
الآلاف يتظاهرون في نيويورك احتجاجاً على قمع اعتصام طلابي في جامعة كولومبيا
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام جابت تظاهرة حاشدة شوارع مدينة نيويورك الأمريكية، مساء الأربعاء، شارك فيها أكثر من 20 ألف شخص، واتجهت المظاهرة صوب...