الشهيد أبو حسنين.. قصف تل أبيب ثأراً للجعبري
كنت كلما رأيت الشهيد حسن أبو حسنين رأيت حالةً من الحزم والشرود في قسمات وجهه، فجسده يمضي بين الناس، لكن عقله بعيد جداً وهو الذي يمضي كامل وقته في أنشطة المقاومة ويعاني جراح محاولات الاغتيال المتكررة.
وعلى حداثة سنه في العمل المقاوم تفاجأت حركة الجهاد الإسلامي مطلع انتفاضة الأقصى بقدرات الشاب حسن أبو حسنين من مخيم البريج، الذي بدأ مشواره كفدائي جاهز للتضحية في عدة عمليات، وتدرّج في العمل حتى وصل لمنصب قيادي رفيع.
وكان الشهيد حسن أبو حسنين (34 عاماً) استشهد قبل أيام مع مسئول لواء الوسطى في سرايا القدس عرفات أبو مرشد وخمسة آخرين في قصف الاحتلال لأحد أنفاق المقاومة قرب السلك الفاصل.
وتعرض أبو حسنين خلال عمله في سرايا القدس لأربع محاولات اغتيال أولها عام 2003 عندما حاصر الاحتلال منزله ونسفه فوق رأسه، والثانية في الدقائق الأخيرة من حرب عام 2012، إضافة لقصف بيته عام 2014، وقد استشهد وهو يعاني من آثار الإصابات في أطرافه.
الأب الثاني
صحيح أن والد حسن أنجب 9 أبناء وبنتين يحتل حسن ترتيب الثالث بين الأبناء، إلا أن قوة شخصيته جعلت منه الرجل الثاني بعد الأب في البيت، وقد صقلت تجارب حسن في الحياة وتعرضه للخطر لتكبر معه صفات القيادة والجرأة.
عندما سيّر الاحتلال عملية اجتياح منظمة لاغتيال حسن أبو حسنين تساءل الناس في البريج من هذا الشّاب الصغير الذي لم يبلغ العقد الثاني من عمره، وجيش الاحتلال ينظم له وحداث خاصّة حاولت الإطباق عليه من مستوطنة “نتساريم” وموقع مقبولة العسكري.
لن ينسى سعيد أبو حسنين شقيق حسن الأصغر تلك الليلة التي عاد فيها حسن بعد أيام من الغياب ونشاطه المقاوم حول مستوطنات الاحتلال حيث أخبره أنه سيخلد للنوم.
بعد وقت قصير تفاجأت أسرة أبو حسنين بحصار البيت ومداهمة القوات الخاصّة للطابق الأول حيث يضيف:” تفاجأنا بمحاصرة البيت لم يكن مع حسن سوى مسدسه الشخصي، فأطلق النار عليهم وقتل جنديا وأصاب آخرين حسب اعتراف الاحتلال، ودمر الاحتلال البيت، وأطلقوا على حسن قذائف ومكثوا حتى الخامسة والنصف فجراً، وتفاجأنا بحسن وهو يكبر من تحت الأنقاض بعد رحيلهم”.
ويقول شقيقه محمد الذي عاش معه كصديق يصغره بعامين، إن حسن مواليد عام 1984 من أسرة أحبت المقاومة، وقدمت ابنها مصطفى شهيدا خلال الإعداد عام 2012.
ويضيف: “كنا نسميه في الأسرة المختار الصغير، كان له كلمة مهمة في البيت، فهو يفهم في كل شيء، لديه كاريزما، ونحن نلجأ إليه في كل أمورنا، ويجد لكل مشاكلنا حلولا”.
وتجمع محمد وحسن علاقة صداقة غير علاقة الأخوة، ما وحّد بينهما كثير من الأسرار، وباستشهاد حسن رحل نصف السرّ وبقي النصف الآخر مع محمد، كما يقول شقيقه محمد.
ويتابع: “أكثر شيء يحبه حسن هو العمل في الكهرباء، وكلانا نحب فريق ريال مدريد، ومع كثرة انشغالاته يحافظ على لعب كرة القدم، وهو في شخصيته لا يقبل الهزيمة، وهو رجل كتوم وعنيد”.
في الحرب الأخيرة قصف الاحتلال منزله، وبعد وقت قصير تمكن من التواصل مع والده فأخبره “لا تهتم بيروح الحجر وبيبقى البشر”، فرد عليه الأب قائلاً: “كله فداك”.
في حرب 2014 كان حسن يتابع الأخبار عن كثب ويضطر للاطمئنان على أسرته بعيدا عن وسائل الاتصال التي يراقبها الاحتلال، وقد تعرّض لثلاث محاولات اغتيال أولها عام 2003، والثانية عام 2012، وثالثها عندما كان برفقة الشهيد محمد الغمري في عملية قصف سابقة.
عمله المقاوم
المرحلة الأولى من مشوار أبو حسنين المقاوم تقع بين مطلع عام 2001 حتى يوم محاولة اغتياله في مارس عام 2003، بعدها وجد نفسه مضطراً للاختفاء عن الأنظار، فتنقل بين عدة مدن وقرى في قطاع غزة ونشط مع قادة شهداء كثيرين.
جمعت أبو حسنين علاقة قرابة مع القائد عرفات أبو مرشد، فلازمه في كثير من محطات العمل منذ اندلاع الانتفاضة ومحاولاته تنفيذ عمليات فدائية، وحتى تقلده منصب نائبه، واستشهادهما سوياً في نفق المقاومة.
وتدرّج حسن في سرايا القدس نظراً لجرأته ومثابرته، وكان أحد الاستشهاديين في أكثر من عملية، وقد أعجب قادته بسعة نظرته وملاحظاته الأمنية والعسكرية.
ويؤكد أحد قادة حركة الجهاد الإسلامي الذي فضّل عدم كشف هويته، أن حسن كان واحدا من عناصر مجموعات الاستشهاديين الذين خاضوا عمليات وعادوا أحياء، وقد عمل فترة طويلة مع الشهداء والقادة بشير الدبش ورامي عيسى وآخرين.
ويتهم الاحتلال أبو حسنين بالتخطيط والمشاركة والتجهيز لعدة عمليات قرب مستوطنات مختلفة في قطاع غزة، من بينها عمليات تفجير وإطلاق نار (2002-2003)، خلال نشاطه المتواصل مع الشهيد الدبش وعيسى.
ويضيف القيادي في السرايا: “شارك في تجهيز عمليات الشهداء محروس البحطيطي وحازم الوادية، ونفذ عملية مع مقاومين استهدفت سيارة حاخام كبير قرب كفار داروم، وبعد ذلك تعرض للاغتيال، وبدأ يتنقل، وتخصص أكثر في العمل”.
وتقلّد حسن بعد ذلك منصب قائد مجموعة، ثم مسئول فصيل في البريج لمدة أربع سنوات، وقد أثبت قدرات إدارية وميدانية، حتى أصبح نائب قائد لواء الوسطى في سرايا القدس الشهيد عرفات أبو مرشد.
وتفخر أسرة أبو حسنين أن ابنها حسن من أوائل من بدأوا الرد على اغتيال القيادي في كتائب القسام الشهيد أحمد الجعبري، فأطلق صواريخ (فجر5) نحو (تل أبيب)، وقد نشط لسنوات في مهمات إطلاق القذائف الصاروخية.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
حزب الله: نفذنا 32 عملية بصواريخ ومسيّرات على قواعد عسكرية إسرائيلية
بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام أعلن حزب الله، فجر الجمعة، عن تنفيذ مقاتليه 32 عملية، شملت استهداف قواعد عسكرية إسرائيلية في نهاريا وحيفا و"تل...
جيش الاحتلال: مصرع 192 ضابطا منذ بدء الحرب
الناصرة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، مقتل 192 ضابطا منذ بداية الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023. وقال...
تواصل العدوان على لبنان لليوم الـ54 على التوالي
بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام يُواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، عدوانه العسكري على لبنان بالقصف الجوي والمدفعي، بالتزامن مع التوغل البري، لليوم الـ...
12 شهيدًا على الأقل بقصف مقر الدفاع المدني في بعلبك
بيروت- المركز الفلسطيني للإعلام استشهد 12 لبنانيا على الأقل، بينهم مسؤول الدفاع المدني في بلدة "دورس" بمدينة بعلبك، في غارة إسرائيلية عنيفة مساء...
الصحة بلبنان: 3386 شهيدا و14417 جريحا منذ 8 أكتوبر 2023
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة اللبنانية، يوم الخميس، بارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على لبنان إلى 3386...
الإعلام الحكومي: حاجة ماسة لإجراء آلاف العمليات الجراحية في شمال غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، إسماعيل الثوابتة، إن هنالك حاجة ماسة لإجراء آلاف العمليات الجراحية...
البرش: مستشفيات شمال القطاع المتبقية تعالج المصابين بالحد الأدنى
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة، منير البرش، إن المستشفيات في شمال القطاع تعالج المصابين جراء الإبادة...