الحاج جلال والحفيدة اليتيمة.. الفقد والدمار.. والحسرة أيضًا!

لم تفِق عائلة الثلاثيني التي تقطن حي الزيتون شرق مدينة غزة من صدمتها على وفاة ابنها البكر صبحي (25 عاماً) قبل نحو عامٍ ونيف، برصاصة طائشة وهو يجلس على سطح منزله برفقة أهله أدت إلى ارتقائه ترك فيها المجاهد الثلاثيني خلفه طفلةً يتيمة وحيدة، تحمّل جدها أبو صبحي رعايتها والاهتمام بها، حتى ابتليت العائلة بما هو أدهى وأمرّ.
المواطن جلال الثلاثيني (60 عاماً)، وهو والد صبحي قرر بعد رحيل نجله البكر أنّ يبني شقةً خاصة بالطفلة اليتيمة ووالدتها في منزلهم الذي يقطنونه في حي الزيتون شرق مدينة غزة، فكانت الطفلة ورغم سنها يعاملها جدها كأنّها فتاة كبيرة، تتولد مشاعر والحسرة والألم كلما أصبحت تعي أكثر وتنادي بكلمة “بابا” ولا يجيبها إلا جدها.
تدمير البيت
منذ بدء العدوان الصهيوني الحالي على قطاع غزة كان المواطن جلال يضع يده على قلبه مع كل استهداف للمقاتلات الحربية الإسرائيلية للبيوت السكنية الآمنة أو حتى الأراضي الزراعية، سيما أنّهم يقطنون شرق حي الزيتون المنطقة التي تكثر فيها اعتداءات قوات الاحتلال الصهيونية؛ فهي المنطقة الأقرب إلى الحدود الشرقية.
ومع فجر الثلاثاء 19 مايو الجاري وقع ما كان يحذره المواطن الثلاثيني، حيث وردت إليه اتصالات بضرورة إخلاء البيت تمهيداً لتدميره بالكامل، وما هي إلا دقائق حتى أطلقت طائرات الاستطلاع الصهيونية الحربية صاروخاً خلّف دماراً متوسطاً في أعلى البيت المكون من طابقين، فسارعت عائلة الثلاثيني وجيرانهم إلى تدارك ما يمكن استدراكه من احتياجات البيت قبل تدميره بالكامل.
لم يمضِ على الاستهداف الأول إلا أقل من نصف ساعة حتى عادت المقاتلات الحربية الصهيونية لتضرب البيت بعدد من الصواريخ الثقيلة لتحيله أثرًا بعد عين، وإلى ركام بعد عمارٍ وبناء.
موت الحسرة
عاد المواطن الثلاثيني أدرجه إلى بيته بعد أن تحول إلى كومة من الحجار دُفنت تحتها ذكرياته مع ابنه الشهيد وطفلته، وأولاده وزوجته، فاتخذ من ركام البيت مكاناً يجلس فيه بعد أن شعر بغصة كبيرةً في قلبه وهو يتابع ويشاهد أبناءه وهم ينتشلون ما يصلح من أغراض البيت الذي أفنى عمره وشبابه من أجل إعماره وتشييده.
مرّت الدقائق والساعات التي لحقت تدمير المنزل ثقيلة على قلب صاحبه جلال الثلاثيني وكأنّه بات يستشعر أنّه لم يبق له شيء في هذه الدنيا، وكأنّ استشعاره بذلك كان أمراً حقيقيًّا واقعاً.
توفي الحاج جلال، وهو يرقب بحسرة مشهد بيته المدمر، تاركاً من خلفه أسرته تعاني الأمرّين، مرارة دمار البيت من جهة، ومرارة فقده من جهة أخرى، لتعود حفيدته إلى اليتم من جديد بعد أن فقدت الوالد والجد والظهر والسند.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

تقرير: إسرائيل تقتل مرضى السرطان انتظارًا وتضعهم في أتون جريمة الإبادة الجماعية
المركز الفلسطيني للإعلام حذر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، من إصرار دولة الاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في حرمان مرضى الأورام السرطانية من...

مستشفى الكويت الميداني بمواصي خانيونس يقلص خدماته بسبب الحصار
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن مستشفى الكويت التخصصي الميداني في مواصي خانيونس عن اضطراره لتقليص عدد من خدماته الطبية، وسط الأوضاع الصحية...

جيش الاحتلال يفرض إغلاقًا على قرية المغير في رام الله
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام فرضت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، إغلاقًا على قرية المُغَيِّر شمال شرق مدينة رام الله وسط الضفة...

بوريل: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية بغزة بقنابل من أوروبا
المركز الفلسطيني للإعلام أكد المسؤول السابق للسياسة الخارجية والأمن للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في قطاع غزة، وأن نصف...

الاحتلال يواصل الإبادة بغزة موقعاً 147 شهيدًا وجريحًا خلال 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم السبت، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 23 شهيدا، و124 جريحا وذلك خلال 24 الساعة الماضية...

أوتشا: 70% من سكان قطاع غزة تحت أوامر التهجير القسري
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، أن الفلسطينيين يموتون بقطاع غزة الذي يرزح تحت حصار...

وثيقة للشاباك تحذر من خطر انتشار السلاح في الأراضي المحتلة عام 48
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام حذّر جهاز الأمن الإسرائيلي العامّ "الشاباك"، من أن النطاق الواسع لانتشار الأسلحة في الأراضي الفلسطينية المحتلة...