هل تتحول بهلوانيات نتنياهو قبل الانتخابات لسياسات بعدها؟
قد تنتهي اليوم ومع بدء التصويت لانتخابات الكنيست الإسرائيلي حركات نتنياهو البهلوانية الشاقة أحيانا والخطيرة أحيانا أخرى، فبدءاً من إعلانه قبل أيام وعبر مؤتمر صحفي أراد له أن يكون دراماتيكياً نيته ضم الأغوار وشمال البحر الميت ومروراً بإعلانه ضم مناطق في الخليل ومستوطناتها، وانتهاء بما أعلنته مصادر إعلامية واسعة الاطلاع من أن نتنياهو كان على وشك إطلاق عملية عسكرية استثنائية كانت ستؤدي لحرب واسعة ضد غزة، إما للرد على إذلاله الشخصي لتلقيه صاروخا أجبره أن يقطع خطابه في أسدود 10-9 ، وإما من أجل تأجيل الانتخابات، أو حتى لمجرد صدور خبر في الإعلام يظهر كم كان الرجل (مقداما و مندفعا) نحو غزة لولا تدخل المستشار القضائي باشتراطه جمع الكابينت، ومعارضة الجيش والشاباك لذلك.
فماذا يعني ذلك؟ وهل سيتحول الأمر لسياسات واقعية بعد الانتخابات؟
تظهر تلك التطورات والمواقف حجم الضغط بل (الرعب) الذي يتملك نتنياهو من إمكانية عدم قدرته على تشكيل الحكومة بعد انتخابات 17-9-2019 ، حيث تظهر معظم استطلاعات الرأي العام عدم تمكنه من الوصول للأغلبية المطلوبة دون الاستعانة بخصمه (الكريه) ليبرمان الأحجية، فنتنياهو يقاتل على مصيره ومكانته.
فإما أن ينال 61 مقعدا لتشكيل حكومة ائتلافية تمنحه الحصانة من القضاء، وإما معارضة تقوده للسجن ولنهاية حياته العامة، إذن فهي انتخابات حاسمة أظهرت نتنياهو على ما يبدو في أسوأ حالاته، وأكدت معطيات (البروفايل) الشخصية الذي أعدته وكالة المخابرات الأمريكية حول شخصية نتنياهو ك ( نرجسي محب للذاته وذو توجهات سلطوية تسلطية).
تؤكد حركات نتنياهو الأخيرة توجهه المستمر نحو اليمين واليمين المتطرف، فكل مواقفه وحركاته البهلوانية موجهه للشريحة القومية المتطرفة وتلك المتطرفة جدا من الجمهور الإسرائيلي، هذا يعني جمهور حزب البيت اليهودي بزعامة سموترتش وحزب يمينا بزعامة شاكيد وحزب (قوة يهودية)، فنتنياهو يسعى لإضعاف يمينا قدر الإمكان وشراء مصوتي حزب قوة يهودية العنصري المتطرف ومنعه من تجاوز نسبة الحسم.
ولكن ما بدا بهلوانيا واستثنائيا ومثيرا للجدل قبل الانتخابات قد يتحول لسياسات معتمدة من قبل حكومة نتنياهو القادمة، وخاصة اتجاه غزة والضفة وذلك متعلق بشرطين أساسيين هما: أولا – أن ينجح نتنياهو فعلا في إقامة حكومة يمين حريديم ضيقة أي 61 مقعدا دون الحاجة لأحزاب وسط يسار، وبالتالي نيله حصانة من السجن وتوجهه لتغيير سياساته نحو المزيد من التشدد والقمع اتجاه الفلسطينيين.
ثانيا – عدم حدوث أي تطور في الواقع الفلسطيني الحالي، أي تطور قدرات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة مما يشكل حالة أوضح من توازن الرعب، أو تطور قدرات الفلسطينيين في الضفة الغربية نحو اندلاع انتفاضة، أو تطور جوهري لخلايا المقاومة، أو نجاح السلطة في السيطرة واستخدام أكثر فعالية لما تملكه من أوراق سياسية ودبلوماسية وأمنية.
أما التطور نحو المصالحة والوحدة الوطنية على أساس وثيقة الأسرى فهو أمر مستبعد في ظل الرئيس أبو مازن، ولكن هذا لا يمنع من الدعاء والتمنيات.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
القوى الوطنية: الاحتلال وداعموه المتواطئون سيدفعون ثمن جرائم الحرب في غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية، اليوم الجمعة، إن الاحتلال الإسرائيلي، بالتواطؤ مع داعميه، خاصة الإدارة...
حماس تدين العدوان الأمريكي البريطاني على الأراضي اليمنيّة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أدانت حركة حماس في تصريح صحفي، اليوم الجمعة، العدوان على الأراضي اليمنيّة، الذي أدّى إلى عشرات الشهداء والجرحى،...
مظاهرة غاضبة في فرنسا احتجاجاً على مقابلة لنتنياهو مع قناة محلية
باريس - المركز الفلسطيني للإعلام تظاهر المئات من الفرنسيين، مساء أمس الخميس، أمام مقر القناة الفرنسية "تي إف 1" الخاصة في ضواحي باريس، احتجاجاً على...
هنية: المقاومة متمسكة بكل مسارات وقف العدوان وحماية شعبنا الفلسطيني
بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أن المقاومة أبلغت الوسطاء بأن القواعد الراسخة لها لا تنازل عنها...
بسبب تضامنها مع غزة ورفضها لحرب الإبادة.. مستشفى أميركي يفصل ممرضة مسلمة
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام فصل مستشفى جامعة نيويورك لانغون الممرضة الأميركية المسلمة من أصل فلسطيني حُسْن جبر بعد أيام من حصولها على جائزة...
مرصد حقوقي: إسرائيل تمعن في جريمة التهجير القسري وتدمير المساكن في جباليا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، في بيان له اليوم الجمعة، إنّ الجيش الإسرائيلي تعمد على مدار ثلاثة أسابيع من...
الإعلام الحكومي يحذر من تفاقم المجاعة والعطش في قطاع غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذر المكتب الإعلامي الحكومي، اليوم الجمعة، من اشتداد أزمات الغذاء والماء والدواء وتفاقم المجاعة والعطش بسبب منع...