تحذير إسرائيلي من تنامي نفوذ الحريديم
شكل ازدياد نفوذ التيارات الدينية اليمنية المتطرفة في دولة الاحتلال، فرصة لصدور تحذيرات جديدة من اعتبارها خطرًا وجوديًّا عليها، في ظل رفض هذه التيارات المساهمة بالاقتصاد أو الخدمة العسكرية.
تزداد مثل هذه الدعوات في ظل الخلاف القائم بين الأغلبية العلمانية في “إسرائيل”، والأقلية الأرثوذكسية الدينية المتطرفة فيها، لا سيَّما أولئك الذين لا يخدمون في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي، وليسوا مندمجين في سوق العمل الإسرائيلي، على الرغم من أنهم يعلنون أنفسهم يهودًا صهاينة.
الحاصل حاليًّا في “إسرائيل” يحمل دلالات خطرة حول ما تشهده الغالبية العلمانية من تراجع في مواجهة التأثير الديموغرافي للأرثوذكس المتطرفين على هوية دولة الاحتلال، ما دفع عددًا من الأوساط السياسية للمطالبة باتخاذ سلسلة من الإجراءات، كوقف جميع أشكال الدعم للمؤسسات التعليمية التي لا تقوم بتدريس الدراسات الصهيونية، وأولئك الذين لا يلتحقون بالجيش، والمدارس التي يتعلمون فيها.
التخوف المتوقع في المستقبل المنظور أن القوة التصويتية لليهود المتدينين قد يزيد ثلاثين مرة على القوة التصويتية لنظرائهم العلمانيين، لأنه مقابل كل ناخب لأحزاب اليسار واليمين الصهيوني، سيكون هناك ثلاثون ناخبًا للأحزاب الأرثوذكسية المتطرفة، وخلال فترة تزيد قليلًا على جيل واحد، سيكون بإمكان هؤلاء المتدينين تعيين نصف نواب الكنيست، ولن تكون هناك إمكانية لتشكيل حكومة صهيونية وليبرالية وديمقراطية.
هذه حقائق وتوقعات راسخة للديموغرافية الإسرائيلية، يجب أن تكون مقلقة لصناع القرار الإسرائيلي، لأن هناك تبعات ونتائج متوقعة لهذه الحقائق، على رأسها الاقتصاد والأمن، اللذان سيقعان ضحية لهذا الوضع، لأن الحكومات الإسرائيلية القادمة ستكون ملزمة بتقديمَ مساعدات بمليارات الشواقل لمدارس التوراة كل عام، على أن تكون هذه المليارات من جيوب العلمانيين والعسكريين ودافعي الضرائب الإسرائيليين.
هناك 70 ألف طالب في المدارس الدينية اليهودية يمتنعون عن الذهاب لمواقع التجنيد في الجيش، وفي الوقت ذاته، تدعمهم “الدولة” بعدة مئات من ملايين الشواقل شهريًّا، إضافة لإعانات الأطفال، والإعفاء من ضريبة الدخل والممتلكات، كل هذا وما زالت مساهمتهم الاقتصادية في الدولة هزيلة، فغالبيتهم العظمى لا يلتحقون بالجيش، ولا ينضمون لـ”الخدمة الوطنية”، ولا يعملون رسميًّا، ومن ثم لا يدفعون ضريبة الدخل.
يعتقد المتخوفون من تنامي نفوذ الحريديم أن من واجب الدولة تغيير هذا الوضع بسلسلة من الإجراءات، بما في ذلك وقف كل الدعم للمؤسسات التعليمية التي لا تدرس الدراسات الصهيونية، ومن لا يلتحقون بالجيش، أو “الخدمة الوطنية”، واللجان التي يدرسون فيها.
الخلاصة أن هذه هي الطريقة التي سيبدأ بها انعكاس الاتجاه الذي سيحول معظم اليهود المتشددين إلى مساهمين في أمن “الدولة”، وفي المقابل تحشيد الأغلبية العلمانية لحماية قيم الصهيونية، قبل أن يفوت الأوان، لأن التركيبة السكانية الإسرائيلية اليوم تطرح تساؤلات جوهرية حول ما إذا كانت “إسرائيل” ستبقى بعد جيلين!
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
تحذير حقوقي من كارثة إنسانية خطيرة في رفح مع إغلاق المعابر
رفح - المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن نذر كارثة إنسانية خطيرة متعددة الأبعاد بدأت تتفاقم سريعًا في رفح جنوب قطاع...
تركيا تطالب إسرائيل بالانسحاب من معبر رفح فورا
أنقرة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت وزارة الخارجية التركية، إن "أي عملية ستجري في رفح ستؤثر على العالم بأسره"، ودعت إسرائيل إلى الانسحاب فورا من...
شيخ الأقصى يدعو الأمّة لمواجهة المؤامرة الصهيونية وشد الرّحال للقدس
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أكد الشيخ رائد صلاح في مقابلة إعلامية أنّ سعي الاحتلال لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك ليس جديدًا بل هو...
هيئة حقوقية: ارتفاع عدد معتقلي الضفة إلى 8610 منذ 7 أكتوبر
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت هيئة الأسرى وشؤون المحررين ارتفاع عدد المعتقلين في الضفة الغربية المحتلة، الثلاثاء، إلى 8 آلاف و610...
أونروا تطالب بإعادة فتح المعابر الرئيسية في غزة دون تأخير
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، إن "المعابر الرئيسية في قطاع غزة...
وفد قيادي من حماس يصل إلى القاهرة لمتابعة جهود وقف العدوان
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، الثلاثاء، أن وفدًا رفيعًا برئاسة رئيس حركة حماس في غزة د. خليل الحية، وصل إلى...
حمدان: الكرة في ملعب نتنياهو وعصابته وعمليته العسكرية برفح لن تكون نزهة
بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام أكد القيادي في حركة حماس أسامة حمدان مساء اليوم الثلاثاء خلال مؤتمر صحفي في العاصمة اللبنانية بيروت، أنه وعلى...