أم رمزي.. سبعينية ثائرة على الحدود تواجه حصار إسرائيل
لم يثنها كبر سنها ولا انحناء ظهرها عن مشاركة الشبان الثائرين على الحدود الشرقية لمحافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، بل تتقدم الصفوف وتحفزهم على المواجهة.
أم رمزي أبو عاصي سبعينية ثائرة تخطت حدود سنها، تمضي بعزيمة وإصرار في توزيع “الكوشوك” على الشبان داخل ميدان العودة، في محاولة لإعماء قناصة الاحتلال عن إصابة أبنائها، كما تحب أن تصفهم.
وبعكازها الذي تتكأ عليه وقد حمل معها هم الوطن، من السهولة بمكان أن تميز “أم رمزي” من بين آلاف الثائرين، بالرغم من كثافة قنابل الغاز المسيل للدموع التي يطلقها جنود الاحتلال باتجاه المتظاهرين السلميين، فهي تعشق المقدمة وتأبى إلا أن تكون في الخط الأول للمواجهة بالقرب من السلك الزائل.
وبعينيها اللتين باتتا لا تستطيع الإبصار بهما، ترنو “أم رمزي” بلدة المسمية التي لا تبعد سوى عدة كيلو مترات عن مكان وقوفها، بعدما هجّرها الاحتلال منها برفقة أهلها وأقاربها، غير مبالية برصاص الاحتلال، إذ تقول: “عندما يتعلق الأمر ببلدتي التي ولدت وترعرت فيها، فلن يثنينا عنها كل جيش الاحتلال”.
ولم تغب الحاجة السبعينية عن المشاركة في فعاليات مخيم العودة شرق خانيونس من خلال المساهمة بإعداد خبز الصاج التراثي، برفقه شقيقتها الأصغر أم خالد، وما إن تفرغ من عملها، حتى تبدأ بشحذ همم الشباب تتقدمهم وتزودهم بأدوات النضال السلمية، فهي ترفض أن يقتصر دورها على إعداد الخبز.
وتقول أم رمزي لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “أنا جاية (قادمة) أدافع عن بلادي وبدنا (نريد) استردادها من اليهود غصبا (رغما) عنهم، ولن أتنازل عن ذرة تراب من وطني”.
وتتابع ذات الرداء الأسود، بعد أن غطت بعضا من وجهها تجنبا للغاز المسيل للدموع: “أشارك مع الشباب لأني بغار منهم، وأنا بشاهدهم يرمون الاحتلال بالحجارة من أجل أرض لم يروها، وأنا اللي شفت (رأيت) الأرض وتربيت فيها”.
وتأمل “أم رمزي” أن يكتب لها القدر أن تعود إلى بلاد الآباء والأجداد قبل أن تلقى الله عز وجل، مطلقة صرخة التكبير لتحفيز الشباب الثائر بعدم التراجع أو الاستسلام.
ويشارك الفلسطينيون منذ الثلاثين من آذار الماضي، في مسيرات سلمية، قرب السياج الفاصل بين غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، للمطالبة بعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم التي هُجروا منها في 1948، وكسر الحصار عن غزة.
ويقمع جيش الاحتلال تلك المسيرات السلمية بعنف، حيث يطلق النار وقنابل الغاز السام على المتظاهرين بكثافة.
واستشهد منذ انطلاق هذه المسيرات 215 فلسطينيًّا، من بينهم 10 شهداء احتجز جثامينهم ولم يسجلوا في كشوفات وزارة الصحة الفلسطينية، في حين أصيب 22 ألفا آخرين، بينهم 460 في حالة الخطر الشديد.
null
null
null
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
منسق أممي: تهجير أكثر من 800 ألف شخص من رفح بظروف إنسانية صعبة
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام قال المنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، الاثنين، إن "الوضع في رفح أصبح يائسا وخطيرا...
لليوم الـ 227.. القسام يواصل استهداف جنود وطائرات العدو
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تواصل كتائب القسام لليوم الـ 227 على التوالي، التصدي للقوات الصهيونية المتوغلة في عدة محاور، والتي أسفرت حتى اللحظة...
الإعلام الحكومي: الاحتلال يتعمّد استهداف المدارس ومراكز الإيواء في جباليا
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أكد المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، الإثنين، أن إسرائيل ألحقت دمارا واسعا بمربعات سكنية كاملة خلال عدوانها على...
الاتحاد الأوروبي: 31 مستشفى من أصل 36 بغزة تضررت أو دمرت
بروكسل – المركز الفلسطيني للإعلام قال الاتحاد الأوروبي إن 31 مستشفى من أصل 36 في غزة تعرضت لأضرار أو دمرت منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، ودعا إلى وقف...
الإفراج عن الأسير المصاب بالسرطان عبد الباسط معطان
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الاثنين، عن المعتقل المصاب بالسرطان عبد الباسط معطان (50 عامًا)، من...
أسيراتٌ بسجون الاحتلال يواجهن ظروفًا مأساوية مع اقتراب موعد الولادة
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أعربت الاسيرتان الفلسطينيتان عائشة هلال غيظان (34 عاماً) وجهاد محمود غوانمة (33 عاماً) عن خشيتهما من أن يحين...
هكذا يستخدم الاحتلال سلاح المياه لمفاقمة معاناة النازحين في غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تتواصل أزمة المياه في قطاع غزة مع إصرار الاحتلال الصهيوني على إغلاق جميع المعابر واستهداف مصادر المياه كسلاحٍ فتاكٍ...