الثلاثاء 30/أبريل/2024

نيران محسوبة لم تحفظ ماء وجه إسرائيل

نيران محسوبة لم تحفظ ماء وجه إسرائيل

لا أحد يريد التصعيد في ساحة غزة، ولكن في الوقت ذاته لا أحد بإمكانه الوقوف متفرجًا على ما يجرى من عدوان إسرائيلي في ساحات المسجد الأقصى. 

بوادر الوصول لحافة الهاوية قبل انفجار المشهد آخذة في النضوج؛ فـ”إسرائيل” لم توقف عدوانها على أكثر قضايا الفلسطينيين حساسية وأهمية؛ وهي القدس.

شنت طائرات “إسرائيل” عدة غارات على موقع للمقاومة بغزة بذريعة سقوط قذيفة صاروخية قرب إحدى مستوطنات النقب المحتل قبل أن تتصدى المقاومة للطائرات المغيرة، بصاروخ أرض جو من نوع ستريلا. 

لم تفلح “إسرائيل” في حفظ ماء وجهها أمام جيشها وجماعات متطرّفة ومستوطنين باتوا يسيّرون دفة المشهد السياسي في الكيان منذ عقد ونصف.

جوهر الصراع

اعتادت “إسرائيل” في صراعها منذ نشأتها أن تكون صاحبة الطلقة الأخيرة، ولكن مع نمو المقاومة في المنطقة العربية في العقدين الأخيرين عدلت قسراً عن هيمنتها القديمة.

حاولت “إسرائيل” ممارسة صلفها القديم حين نقلت رسالة للمقاومة بغزة أنها ستشن غارات وعليها ألا ترد على غارات الليلة، لكن المقاومة تصدت رفضاً للهيمنة.

يقول إبراهيم حبيب -المحلل السياسي-: إن المقاومة تعمل بطريقة دبلوماسية ذكية؛ فهي معنية أن تبقى البوصلة متجهة نحو ساحة الصراع الأساسية مؤخراً في القدس المحتلة.

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “الاحتلال نقل عبر الوسطاء أن رد المقاومة قد يجر مواجهة عسكرية، لكن المقاومة رفضت الطلب، والاحتلال قصف دون وقوع خسائر بشرية حتى لا ترفع المقاومة الوتيرة”.

وللمرة الثانية خلال العام الجاري استخدمت المقاومة قذائف مضادة للطائرات من نوع “ستريلا” روسية الصنع وهي تعمل لتقييد حرية حركة الطيران كثيرًا.

وينتقد اللواء يوسف شرقاوي، الخبير في الشؤون العسكرية، طلب الاحتلال في رسالة الوسطاء للمقاومة ألا يردوا على القصف واصفاً ما يقال بالغطرسة الإسرائيلية.

ويدعو شرقاوي المقاومة إلى إجراء تقدير موقف دقيق قبل اتخاذ قرار برد كبير على عدوان الاحتلال المتصاعد قبل المخاطرة غير المحسوبة؛ لأن الاحتلال يريد رفع معنويات جيشه وجبهته الداخلية.

ويتابع لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “هناك أطراف تريد بقاء غزة محاصرة، وإسرائيل نفسها لا تحترم الوسطاء؛ لأنها اخترقت وعودًا نقلتها لهم من قبل في ملف الأقصى وعدوان الضفة”.

تصعيد محتمل

لم تعد يد “إسرائيل” طليقة في نقل المعركة لأرض الخصم بالكامل، لكنها في الوقت ذاته تعمل وفق إستراتيجية تقليل خسائرها اعترافا بواقع مقاومة لا يمكن تجاوزه.

ساحات الأقصى ملتهبة وكرة التصعيد تمضي نحو انفجار المشهد لكن الحسابات لكل الأطراف لا تزال تعمل، والسيف في غمده لم يشرع عالياً بانتظار وقت الحساب.

ويرى المحلل حبيب أن المقاومة نجحت في تعديل جزء مهم من قواعد الاشتباك منذ انتهاء عدوان 2014م و2021م، وقالت كلمتها حتى النهاية دون أن يستبعد تدحرج الميدان والوصول لتصعيد كبير.

وتستفيد “إسرائيل” منذ انتهاء عدوان 2021م من دوران عجلة التطبيع العربي لتحييد مواقف دول عديدة عن دعم قضية فلسطين والاستفراد بقضية القدس والإبقاء على غزة محاصرة.

ويحذر الخبير شرقاوي من تدهور المشهد بالقدس بعد إصرار المتطرفين على اقتحامه، وتعزيز مشهد تقسميه زمانياً ومكانياً أمام الفلسطينيين في القدس.

ولا يستبعد أي مراقب للمشهد الميداني والسياسي في فلسطين المحتلة أن تنفجر ساحاتها بمزيد من التصعيد الذي وصل في مايو 2021م إلى درجة عدوان على غزة؛ فالأسباب والدوافع كلها تؤهل المشهد نحو الانفجار.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة مجندة إسرائيلية بعملية دهس في جنين

إصابة مجندة إسرائيلية بعملية دهس في جنين

جنين - المركز الفلسطيني للإعلامأصيبت مجندة إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، في عملية دهس قرب بلدة برطعة قضاء جنين شمال الضفة الغربية. وأطلقت قوات الاحتلال...