عمر البرغوثي.. شامخًا فوق ركام منزل نجله الشهيد صالح
للأسير المحرر عمر البرغوثي قصة نضال وفداء طويلة، لم تنته فصولها بعد؛ هذه الحكاية بدأت عام 1978م عندما نفذ وشقيقه نائل (أمضى 40 عاما في سجون الاحتلال وما يزال) عملية قتل مستوطن إسرائيلي.
اعتقل عمر إثر العملية وخرج في صفقة لتبادل الأسرى عام 1985م، وأعيد اعتقاله عدة مرات فيما بعد، وأمضى ما يزيد على 28 عامًا في سجون الاحتلال، قبل أن يُفرج عنه في المرة الأخيرة قبل أيام عدة.
قصة بطولية
هذه القصة البطولية رسمت ملامحها بسنوات طويلة أمضاها والدٌ في سجون الاحتلال، وأم محررة كالجبل تقاوم “إسرائيل”، وصالح الذي رحل شهيدًا، وعاصف الذي يرسف حاليا وراء القضبان الإسرائيلية.
ففجر أمس الأربعاء، أصرّت سلطات الاحتلال أن تسجل جريمة جديدة في سجل إرهابها الأسود، بهدم منزل الشهيد صالح البرغوثي (جزء من منزل والده عمر) في بلدة كوبر قضاء رام الله وسط الضفة الغربية.
هذا المنزل الذي ولد فيه عاصم وصالح عمر البرغوثي، هذان الشابان اليافعان يقضى أحدهما سنوات في سجون الاحتلال، في حين مضى الآخر إلى ربه شهيدًا، أما الأم “سهير” فلا تزال تقاوم الاحتلال.
عاصم (33 عاماً) دخل السجن 11 عاماً، ليفرج عنه في نيسان 2018، قبل أن يعاد اعتقاله في كانون الآخِر من العام الجاري، بتهمة تنفيذه عملية فدائية استهدفت مجموعة من جنود الاحتلال قرب مفرق مستوطنة (جفعات أساف) شرق رام الله.
واستشهد صالح (29 عاماً) بعد أن أعدمته قوة خاصة من جيش الاحتلال من مسافة الصفر على مفرق قرية سردا (واحتجزت جثمانه حتى اليوم) في كانون الأول من العام الماضي، بتهمة تنفيذه عملية فدائية قرب مستوطنة “عوفرا” برام الله برفقة شقيقه الأسير عاصم (33 عاما) الذي هدم منزله الشهر الماضي.
بلدة كوبر قضاء رام الله، كلها بصغيرها وكبيرها تصطف وراء هذه العائلة المجاهدة، وكلها إصرار وعزيمة على مواصلة درب الشهداء والجرحى، إذ يقضى من أبناء البلدة في السجون الإسرائيلية قرابة 20 أسيرا.
صور الشهداء صالح البرغوثي، وأحمد جرار، ومحمد دار يوسف، والأسيرين عمر العبد، وعاصم البرغوثي، علقت بين الركام؛ في تأكيد على أن الشهداء والأسرى أحياء، وأن شعبهم لن ينساهم.
شموخ
عمر البرغوثي البالغ من العمر 62 عامًا قال من فوق ركام المنزل: حين طارد الاحتلال عاصم، واقتحم بيتنا أكثر من مرة بحثا عنه، سألني أحد الجنود: أين يمكن أن يكون عاصم؟ فأجبته: كل بيت في فلسطين يمكن أن يكون الآن بيت عاصم.
يتابع: “إن هدوا البيت بهدوناش.. بهدوش عزيمتنا، لن نقول لهم: أخ”.
وأضاف: نحن في صراع مع هذا الاحتلال منذ اليوم الأول لوجوده في فلسطين، في صراع معه حتى يحمل عصاه ويرحل، أو نركله ركلاً، شعبنا شعب مُضحٍّ، ويستحق التضحية، ونحن لم نتعب ولم نندم على هدم بيوتنا ودخولنا الأسر لعشرات السنوات.
وبعزم وإصرار كبيرين يمضي قائلا: نحن ندفع اليوم ثمن حريتنا وحرية أبناء شعبنا، دفعنا بدمائنا المتمثلة باستشهاد ابننا صالح البرغوثي، ودفعنا بأعمارنا خلف القضبان، دخل والدي ووالدتي وأشقائي وشقيقاتي سجون الاحتلال، واليوم أدخل أنا وأبنائي وزوجتي، وما يزال عاصم في الأسر.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
10 غارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية - مساء الجمعة- 10 غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت. ونقلت...
الجيش اليمني يوضح تفاصيل قصف تل أبيب وعسقلان بصاروخ باليستي ومسيّرة
صنعاء - المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة اليمنية التي تديرها جماعة أنصار الله، العميد يحي سريع إنهم "قصفوا هدفا في...
بسبب حجب أجور العمال.. نقابات دولية تقاضي إسرائيل أمام العمل الدولية
واشنطن - المركز الفلسطيني للإعلام اتهمت نقابات عمالية، سلطات الاحتلال الإسرائيلي بانتهاك قانون العمل الدولي من خلال حجب الأجور والمزايا عن أكثر من...
إصابات إثر قمع الاحتلال مسيرة في نابلس واقتحام مخيم الفوار بالخليل
الخليل - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب عدد من المواطنين بالاختناق، اليوم الجمعة، جراء قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة مناهضة للاستيطان في بلدة...
القسام يستهدف آلية هندسية يرافقها جنود إسرائيليون شرقي خان يونس
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، اليوم الجمعة، استهداف "قادوح" هندسي يرافق قوة عسكرية إسرائيلية تتواجد شرقي مدينة...
السعودية تطلق تحالف دولي لإقامة دولة فلسطينية على أساس “حل الدولتين”
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، الخميس، إطلاق تحالف دولي لإقامة دولة فلسطينية وتنفيذ "حل الدولتين"،...
مبادرات سورية لمساعدة آلاف النازحين بسبب الحرب في لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام وتستمر أزمة النزوح اللبناني لليوم الخامس على التوالي بعد الهجوم الإسرائيلي المكثف على لبنان، الذي تسبب حتى الآن في...