عاجل

السبت 27/يوليو/2024

بوابات الذل الإلكترونية .. الإرادة تتحدى قبضة الاحتلال

بوابات الذل الإلكترونية .. الإرادة تتحدى قبضة الاحتلال

لا يهتم المرابطون الوافدون ليلاً ونهاراً إلى المسجد الأقصى، إذا ما كانت تلك البوابات الإلكترونية التي شرع الاحتلال بتركيبها مؤخراً ستصيب أجسادهم بأمراض السرطان أو غيرها، ولكن ما يهمهم أن تشكل هذه البوابات احتلالا جديدا وقبضة حديدية صهيونية للسيطرة على المسجد الأقصى وأركانه.

وتحولت البوابات الإلكترونية التي أقامها الاحتلال الصهيوني، على مداخل المسجد الأقصى في المحتلة، إلى ساحة مواجهة ورباط، مع إجماع المقدسيين على رفض المرور للمسجد عبرها.

وأقامت قوات الاحتلال الصهيوني بواباتها، صباح الأحد، بعد يومين من إغلاق المسجد الأقصى لأول مرة منذ عام 1969، ضمن السيطرة على القبلة الأولى للمسلمين.

تكريس السيادة
“كل إجراءات الاحتلال في المسجد الأقصى هدفها بسيط؛ السيطرة وتكريس السيادة السياسية الصهيونية على الحرم ومن حوله”، هذا ما ذهب إليه أستاذ العلوم السياسية عبد الستار قاسم.

وأشاد قاسم في تصريح لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”، بموقف الأوقاف في القدس، وجموع المرابطين والمصلين الذين رفضوا الخنوع والدخول للصلاة بالأقصى عبر تلك البوابات، لكنه عبر عن استهجانه لغياب الموقف الرسمي الداعم لهذا الموقف الوطني الأصيل.

وتوقع أستاذ العلوم السياسية، أن يستجيب الاحتلال برفع البوابات الإلكترونية إذا ما استمر الضغط الشعبي وزادت حدته.

ودعا قاسم أهالي القدس والضفة الغربية إلى ممارسة المزيد من الضغط على الاحتلال وعدم الاستسلام لهذا الواقع الجديد، مؤكّداً أنّ الاحتلال سيرضخ إذا ما واجه ضغطاً قوياً يرفض هذا الواقع.

ليست الأولى
لم تكن تلك البوابات الخطوة الأولى من نوعها التي يتخذها الاحتلال لفرض سيطرته على المسجد الأقصى ومحيطه، ففي يونيو/حزيران 1967 احتل الكيان الصهيوني القدس ودخلها مردخاي غور ورفع العلم “الإسرائيلي” فوق مسجد قبة الصخرة وأُغلق المسجد الأقصى أسبوعا.

وفي 25 سبتمبر/أيلول 1996 انطلقت انتفاضة النفق عندما فتح الاحتلال مخرجا للنفق الغربي قرب باب الغوانمة، فدارت مواجهات عنيفة أسفرت عن استشهاد أكثر من ستين فلسطينيا.

وبعد اقتحام رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق أرييل شارون ساحات المسجد الأقصى في 28 سبتمبر/أيلول 2000 اندلعت انتفاضة الأقصى، وفي  30 أكتوبر/تشرين الأول 2014 أغلقت قوات الاحتلال المسجد الأقصى بالكامل، وفي ذلك اليوم لم يصلِّ في المسجد الأقصى إلا مديره وسبعة حراس.

كما أغلقت سلطات الاحتلال في 29 من الشهر الماضي المسجد الأقصى في وجه المصلين حماية لعشرات المستوطنين الذين اقتحموه من باب المغاربة.

وكانت قوات الاحتلال أغلقت الحرم القدسي الشريف -بما فيه المسجد الأقصى- والبلدة القديمة في القدس المحتلة، لليوم الثاني على التوالي، عقب العملية التي نفذها صباح الجمعة ثلاثة شبان من مدينة أم الفحم داخل الخط الأخضر عند باب الأسباط، وأسفرت عن استشهادهم جميعا ومقتل شرطييْن صهيونيين.

إذلال المقدسيين
المرابطة المقدسية خديجة خويص، قالت: إنّ “البوابات الإلكترونية هي محاولة صهيونية لإحكام السيطرة على المسجد الأقصى المبارك، وتنفيذ مخططاته فيه.

وأضافت أن الدخول عبر البوابات الإلكترونية هو إذلال للمقدسيين وخاصة النساء، من خلال دخول الجهاز وكشف أيّ مادة معدنية صغيرة أو كبيرة.

وأوضحت أن دخول البوابات الإلكترونية يعني أن يجرِّد جنود الاحتلال المصلين من أيّ ممتلكات خاصة بهم، وأن يفتشهم بشكل دقيق على أصغر الأشياء.

وفيما يتعلق بتفتيش النساء عبر البوابة، قالت خويص في حال استمرار إنذار الجهاز بوجود مواد معدنية في ملابس المرأة فإن الجنود سيجبرونها على دخول غرفة خاصة للتفتيش العاري؛ ما يعد انتهاكا صارخا للحرمات والأعراض.

وأكّدت المقدسية خويص، ما اتفق عليه المقدسيون، أن هذه الإجراءات الصهيونية مرفوضة ويجب ألّا تمر، وهي تمثل إهانة وإذلالا للمصلين قبل دخولهم المسجد الأقصى؛ حال قبولهم بهذا الإجراء.

وبحسب مراقبين مقدسيين، فإنّ إقامة تلك البوابات يهدف لإنهاء آخر مظاهر الوصاية العربية والإسلامية على الأقصى، وحرمان المصلين المسلمين من الدخول بحرية وأداء العبادات، ولتقليص أعدادهم.

كما يؤكّد المراقبون، أنّ الهدف هو إنهاء دور الأوقاف وإنهاء أي دور رقابي على المسجد الأقصى، والعبث بجنائز المسلمين الوافدة للصلاة عليها في المسجد.

كذلك؛ إنهاء كل أعمال الاحتجاج والاعتكاف، وتقليص مصاطب العلم في المسجد المبارك، وشل ما تبقى من حركة تجارية في البلدة القديمة، وعزل المسجد الأقصى عن محيطه، وتدمير ما تبقى من نسيج اجتماعي في البلدة. 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات