الإثنين 12/مايو/2025

وليد قاعود.. عندما يكون الموت ثمنا لرفض الابتزاز

وليد قاعود.. عندما يكون الموت ثمنا لرفض الابتزاز

شهيد الحصار، ليس الأول، ولن يكون الأخير، وإنما هي بطولات يرسمها كل واحد منهم بريشة الدم، فبعد ساعات من الانتظار داخل غرفة التحقيق، ينتظر دوره للاستدعاء، لم يمهله ضابط المخابرات الصهيونية طويلا، ليعرض عليه المساومة والابتزاز بتسليم أبنائه بحجة أنهم يعملون في المقاومة، انتفض في وجه محققيه، رافضا كل علاجاتهم، معلنا أنه يريد الموت كغيره من الشهداء الذين ارتقوا على سندان الحصار على أن يخون أو يبيع وطنه.
 
الحاج وليد قاعود (أبو محمد)، لم يشفع له جسده الهزيل المتهالك بعد أن هشمه مرض السرطان، من الحصول على موافقة أمنية من المخابرات للعلاج في الداخل المحتل.

ثلاثة أيام مرت على رحيل شهيد الحصار الحاج أبو محمد (59 عاما)، غرب محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، ليترك خلفه حسرة في قلوب عائلته وأبنائه ومحبيه.

ولم تختلف قصة “قاعود” عن غيره من الحالات التي وقعت ضحية ابتزازات محققي الاحتلال، الذين بدورهم يساومون المئات من أبناء قطاع غزة على العمل معهم أو تسليمهم معلومات عن المقاومة ورجالاتها، وإلا سيكون مصيرهم رفض طلبهم الدخول عبر معبر إيرز للعلاج والموت على أبوابه.

القصة كاملة
وحول القصة كاملة يرويها شقيقه عدنان قاعود، لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”، قائلاً: “قبل عشرة سنوات أصيب شقيقي أبو محمد بأورام في الأمعاء، وكانت الأمور في بدايتها، وتعامل معها الأطباء باستئصال جزء من الأمعاء، وأصبحت حياته طبيعية”.

وقال: “قبل حوالي عامين، أجرى أبو محمد فحوصات دورية تبين خلالها وجود شكوك بأورام مرة أخرى، الأمر الذي استدعى عمل تحويلة له في الداخل المحتل، من أجل التأكد من صحة الفحوصات وعمل اللازم قبل تفشي المرض وانتشاره”.

وتابع: “حجز مكان له في إحدى مستشفيات الداخل، وبقينا ننتظر السماح له بالمرور عبر حاجز بيت حانون “ايرز” والموافقة عل إدخاله للمشفى، لنتفاجأ بأن الاحتلال رفض السماح له بالسفر بحجة الرفض الأمني”.

لم يستسلم “قاعود” للاحتلال وأعاد تقديم الطلب مرة أخرى، نظرا لأن حالته بدأت تزداد سوءا، ليتفاجأ بالرفض مرة ثانية، وحجز له في المستشفى أكثر من عشر مرات، وفي كل مرة يواجه بالرفض الأمني.

وأوضح “عدنان” أن الحجز يستغرق بين المرة الأولى والثانية، حوال الأربعين يوما، ثم يفاجأ ليلة السفر أنه مرفوض، ليستمر هذا الأمر دواليك طيلة العامين، مشيرا، إلى أن الأمور بدأت تتطور لدى شقيقه، بانتشار المرض في أنحاء جسده”.

وبعد محاولات فاشلة في إمكانية علاجه بالداخل المحتل، تم تحويل أبو محمد للعلاج بجمهورية مصر العربية، ليخبروهم في النهاية، بأنه لا يوجد له علاج بسبب تأخره وتفشي المرض في أنحاء جسده كافة، ليعود إلى غزة طريح الفراش، “نراه يموت بين أيدينا، ولا نستطيع فعل أي شيء”، بحسب أخيه، ليصل به الحال في النهاية لعدم تمكنه من السير لخطوات أو حتى التحكم في قضاء حاجته، إلى أن وصل به الأمر لضعف في الذاكرة وعدم قدرة على التنفس.

ويكمل: “مضى شقيقي إلي الله شهيدا، نحسبه كذلك لأنه مات مبطونا، ارتاح من وجعه وألمه نتيجة هذا المرض وممارسات الاحتلال غير الإنسانية والظالمة بحقه، وحق الكثير من المرضى”.

ووثق مركز الميزان لحقوق الإنسان، في بيانٍ له اليوم الخميس، تسبب الاحتلال في وفاة خمسة مرضى بينهم طفلان، منذ بداية العام الجاري 2017، فيما اعتقل أربعة من مرافقي مرضى خلال الفترة نفسها، بينما بلغت نسبة الرفض وعدم الرد على مجمل طلبات المرضى المقدمة للحصول على تصريح في الربع الأول من العام الحالي 2017، (47%) بزيادة مقدارها (20%) عن الفترة نفسها من العام الماضي 2016.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات