حل التنظيم.. خطوة توحد الأسرى لمجابهة عربدة إدارة السجون
داخل القفص الذي يُطبق على أنفاسهم ضاقت إجراءات إدارة السجون بهم ذرعًا، وتوجهوا نحو خلع شوكهم بأيديهم متسلحين بعزيمة الفلسطيني الذي لا ينكسر رغم محاولات زرع التفرقة والانقسام.
فعلى اختلاف ألوانهم وأطيافهم وأعلامهم، توحد الأسرى تحت راية واحدة للوقوف في وجه غطرسة وعربدة إدارة السجون، التي تهدف للنيل منهم وكسر إرادتهم وعزيمتهم.
وأعلن الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي كافة، الاثنين، حل الهيئات التنظيمية؛ احتجاجًا على الإجراءات التعسفية التي تسعى إدارة السجون لفرضها عليهم.
ويُعرف مفهوم “حل التنظيم” في سجون الاحتلال بأنه إعلان للاستنفار، يعني أن يحل كل تنظيم “فصيل” في السجون نفسه، ويعلن عدم مسؤوليته أو تعامله مع إدارة السجن، وعليه يصبح كل أسير ممثلاً لنفسه، وعلى إدارة السجون أن تتعامل مع كل منهم ممثلاً لنفسه.
الدفاع عن النفس والمنجزات
وقال قدورة فارس، رئيس نادي الأسير الفلسطيني: إن خطوة حل الهيئات التنظيمية داخل السجون تأتي في سياق الدفاع عن النفس والمنجزات التي تحاول إدارة السجون سلبها من الأسرى.
وأشار فارس، في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، إلى أن إدارة السجون تلجأ لحرب استنزاف بحق الأسرى، فما إن يخرجوا من موضوع حتى يعودوا إلى آخر عبر طرح تحديات كبيرة أمام الأسرى.
وأضاف: “هذا التوجه الجديد من الأسرى هو توجه خطير جدًّا، يهدف إلى نسف الحياة اليومية، وهذا أكثر ما يؤثر على الأسرى، وهي خطوة اضطرارية يلجأ إليها الأسرى عقب تنصل الاحتلال من التزاماته”.
ولفت إلى أن النتيجة الأولية لهذه الخطوة، هو أن الأسرى موحدون على اختلاف فصائلهم وفي كل السجون من خلال موقف واحد في كل مكان.
وأوضح أن هذه خطوات أولية من الأسرى ستتلوها خطوات أخرى، لافتًا إلى أن الأوضاع مشحونة ومتوترة داخل السجون.
وأضاف فارس: “إدارة السجون مصممة على موقفها، والأسرى مصممون على موقفهم، ولن يتراجعوا، وبالتالي بات هناك تحلل من الالتزامات الطوعية التي كانت من الأسرى مقابل حقوقهم، وعندما تراجعت إدارة السجون عن هذا الحق الكبير، تراجعوا عن كل التزاماتهم”.
فوضى منظمة
وتحدّث أن السجون الآن تعيش في حالة فوضى منظمة ومدروسة، لافتًا إلى أن الأوضاع تتجه إلى مزيد من التوتر والتصعيد، خاصة في إطار عدم تجاوب إدارة السجون.
وذكر فارس أن هناك جوانب كثيرة دفعت الأسرى لهذه الخطوة، أبرزها: الإهمال الطبي المتعمد، والتعذيب في التحقيق، والعقوبات الجماعية، والتغذية السيئة، والتهوية السيئة، والمساحات الضيقة، وعدم انتظام برنامج الزيارات، وعدم انتظام دخول الكانتينا، وعدم توفر الأغطية والملابس الشتوية الدافئة خاصة في فصل الشتاء، وغيرها من الإجراءات.
وحول المطلوب من أجل تعزيز قضية الأسرى ودعم خطوتهم قال: “على الصعيد الوطني المطلوب اعتماد إستراتيجية عمل لتوفير مظلة حماية للأسرى على طريق تحريرهم، وهو مسؤولية الفصائل والقوى وأطراف الحركة الوطنية”.
أما على الصعيد العالمي فطالب بضرورة الاستجابة لنداء منظمة العفو الدولية “أمنيستي” التي طالبت المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات بحق “إسرائيل”؛ لكونها دولة فصل عنصري إضافة لكونها دولة احتلال.
لغة الجماعة
ويتفق المختص في شؤون الأسرى عبد الناصر فروانة مع سابقه، بأن هذه الخطوة تعكس الروح الجماعية والموقف الوحدوي والبرنامج النضالي المتفق عليه من الجميع، مشيرًا إلى أن هذا القرار يسجل للحركة الأسيرة، ويحمل أهمية بالغة.
وأكد فروانة في تصريح لمراسلنا، أن أهم ما في هذه الخطوة هو الحديث بلغة الجماعة؛ خاصة أن الخطوات متفق عليها منالجميع.
ونبّه لأنّ الجميع أدرك أن الخطورة تطول الكل، فإدارة السجون لا تستهدف فصيلًا بعينه وإنما تستهدف كل الحركة الوطنية الأسيرة، وبالتالي اتُّخذ قرار بضرورة المجابهة والمواجهة والتصدي.
وأوضح المختص فروانة أن هذه الخطوة تأتي في إطار المواجهة والتصدي وإخلاء المسؤولية من أي عمل فردي وردات فعل، كما تأتي في إطار تغييب الجانب التنظيمي والسلطوي، وإتاحة الفرصة للكل أن يعبر عما يدور في خاطره.
ولفت إلى أن الخطوة لها مردود إيجابي من حيث إحداث الإرباك داخل السجون، خاصة أن إدارة السجون لا تحترم الأسرى وممثليهم والمتحدّثين باسمهم، وبالتالي يجب عدم احترامهم والتعامل بالمثل.
نحو التصعيد
وتحدث فروانة عن أن الأوضاع متجهة في السجون إلى التصعيد، خاصة بعد الخطوات التي توجهت بها إدارة السجون بحق الأسرى عقب عملية نفق جلبوع الذين واجهوا ويلات التعذيب والعزل والقمع القاسي من الاحتلال.
وقال: “الأوضاع متجهة للتصعيد ما لم تتدارك إدارة السجون خطورة موقفها، وتتراجع عن إجراءاتها الأخيرة، وأن تلتزم بما تم الاتفاق عليه سابقًا”، مشيرًا إلى أن الكرة الآن في الملعب الإسرائيلي.
وأضاف أن الخطوات التي يقوم بها الأسرى بحاجة إلى إسناد خارجي؛ “علينا أن نلتقط بيانات الأسرى، وأن نتحرك على إثرها بقوة لإسنادهم حتى لا تكون خطواتهم ضعيفة”.
وتابع: “الأسرى دائمًا يراهنون على أهلهم وشعبهم ومقاومتهم والأحرار في العالم، وهذا الأمر بحاجة إلى حراك رسمي وفصائلي وإعلامي لتسليط الضوء على كل هذه الخطوات، وأن نحدث الحراك المطلوب في كل المواقع”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
القسام يخوض معارك ضارية بمواجهة الاحتلال بمحاور التوغل في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وفصائل المقاومة، التصدي لقوات الاحتلال وتدمير دباباته في محاور التوغل...
8 مجازر و63 شهيدا بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام ارتكب الاحتلال الإسرائيلي 8 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 63 شهيدا و114 إصابة خلال الـ24 ساعة...
مسؤولة أممية: الإبادة الجماعية في غزة تذكرنا بالهولوكوست
تونس - المركز الفلسطيني للإعلام قالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بفلسطين فرانشيسكا ألبانيز إن الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد...
الاحتلال يعلن إصابة نائب مراقب المنظومة الأمنية بنيران المقاومة في غزة
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلامأكدت وسائل إعلام إسرائيلية إصابة نائب مراقب المنظومة الأمنية بجيش الاحتلال بنيران المقاومة في قطاع غزة....
تواصل المظاهرات بالعالم تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على غزة
المركز الفلسطيني للإعلام تتواصل الاحتجاجات المنددة بالعدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، وانطلقت أمس السبت مظاهرات في عدة مدن عربية وغربية بالتوازي...
غوتيريش يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة
الكويت - المركز الفلسطيني للإعلام جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الأحد، دعوته إلى "وقف فوري لإطلاق النار" في قطاع غزة. وقال...
استقالة مسؤول إسرائيلي بسبب موقف نتنياهو من اليوم التالي للحرب على غزة
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام استقال المسؤول عن رسم الشؤون الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي يورام حامو، بسبب عدم وضوح اليوم التالي...