أبو باسم.. الاحتلال سرق أرضه مرتين وقتل فرحته بموسم الزيتون
يضرب كفا بكف، وهو يتحسس ما تبقى من أشجار زيتونه في واد عبد الرحمن شمال سلفيت، وينظر يمينا وشمالا وسط ذكريات لا تفارقه حين كانت الفرحة تعم أرجاء منزله مع دخول موسم الزيتون، والتي باتت الآن دموعاً ووجعاً وألما.
هذا هو حال المزارع أحمد اشتية “أبو باسم” (80 عاما) من مدينة سلفيت، خلال تفقده لما تبقى من حقل الزيتون الخاص به شمال سلفيت الواقع خلف جدار الفصل العنصري الذي ابتلع 90% من أراضي شمال سلفيت، ولم يبق إلا القليل.
قتل الفرحة
يقول “أبو باسم”: “كنا نستعد لموسم الزيتون بالفرحة والبهجة والسعادة، ونقطف الثمار وسط الأغاني والأهازيج الفلسطينية، واليوم نسمع أغاني عبرية قادمة من مستوطنة “أريئيل” التي سلبت أراضي شمال سلفيت.
وبتابع: “الاحتلال ينغص علينا ويقتل فرحتنا خلال عبورنا لبوابات الجدار لقطف ثمار الزيتون في الحقول التي تقع خلفه، والاستيطان سرق أرضي مرتين؛ الأولى في واد عبد الرحمن، والثانية في عزبة أبو البصل لبناء المزيد من المصانع الاستيطانية”.
رحلة العذاب
وعن موعد قطف الزيتون يضيف أنه مع صلاة الفجر نتحضر كي نلحق موعد السماح بدخول البوابة وفتحها من الجهة الشمالية لمدينة سلفيت ويقول: “حضَّرت أغراض قطف الزيتون، وتوضأت لصلاة الفجر، وانطلقت قرابة الساعة الرابعة والنصف، وانتظرت قرب البوابة حتى جاء جيب الجيش، ومن ثم فتح الجندي البوابة”.
وتابع: “أمرنا الجندي نحن المزارعين أن نبرز هوياتنا، وسط بعض الشتائم، ومن ثم حجز البطاقات، وفتش الأغراض وعبث فيها، وبعد ذلك سمح لنا أن ندخل حتى الساعة الرابعة، وهدد من يتأخر بالعقاب.
ويتحسر المزارع “أبو باسم” على أيام ما قبل الجدار والاستيطان حيث يقول: “كنا ندخل حقولنا متى شئنا، ونخرج متى شئنا، وكنا ننام في أرضنا، ونعتني بها وقتما شئنا، أما الآن، فالأمر بات بحاجة لتصريح أو لتفتيش مهين وإذلال متعمد كي نقطف ونجمع حبات الزيتون، وإن وقع أحد وكسرت يده فإنه مضطر لانتظار فتح البوابة في موعدها”.
وتابع: “جنود الاحتلال يضعوننا في سجن، وينغصون علينا فرحة موسم قطف ثمار الزيتون، حيث لا يسمحون بمغادرة الجدار حتى ولو تعرض المزارع لحادث مثل لدغة أفعى بحجة أن موعد فتح البوابات هو أمر عسكري ولا يمكن تجاوزه.
بدوره يؤكد الباحث خالد معالي، أن موسم الزيتون خلف الجدار وقرب المستوطنات فيه مخاطر كبيرة، وأن تحديد فترات قصيرة لقطف الزيتون تجعل المزارعين في حالة قلق وإرباك دائمين خوفا على حقولهم من الزيتون.
وأشار معالي إلى أن وزارة الزراعة حددت تاريخ 12102018 موعدا لقطف ثمار الزيتون إلا أن مزارعين كثر خاصة في المناطق القريبة من الساحل غرب سلفيت وطولكرم وقلقيلية وأراضي خلف الجدار لا تلتزم بالمواعيد بسبب الوضع الاستثنائي الذي تعيشه، فالمناطق القريبة من الساحل تتمتع بأجواء حارة تنضج الزيتون مبكرا.
وأضاف أن الاحتلال بتضييقاته على المزارعين يساهم في خفض الناتج لقلة العناية بالأرض وتجريفها وقلع أشجار الزيتون.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
حلّفتك بالله سيب.. مشهد أسطوري للمقاومة في الاستبسال بمواجهة الاحتلال
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام لم تمض بضع أيامٍ قليلة على المشهد الخالد الذي سطره مجاهدان من المقاومة تحاملا على جراحهما واستبسلا في قتال الصهاينة،...
إبراهيم رئيسي.. مسيرة حافلة بالنضال ودعم الشعب الفلسطيني والمقاومة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام بعد ساعات طويلة من الترقب والبحث وحبس الأنفاس، أُعلن صباح اليوم الاثنين، عن نبأ وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي...
قيادي في الشعبية: خطوة كريم خان غير متوازنة أخلاقيا وقانونيا
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام وصف عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيق مروان عبدالعال طلب المعي العام للمحكمة الجنائية...
حماس تنتقد انحياز كريم خان وتطالب بمذكرات اعتقال لجميع مجرمي الحرب الصهاينة
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام طالبت حركة حماس المحكمة الجنائية الدولية بإصدار أوامر توقيف واعتقال بحقّ جميع مجرمي الحرب من قادة الاحتلال...
الصحة: استشهاد 106 مواطنين وإصابة 176 آخرين في مجازر إسرائيلية بغزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلامارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الـ 24 ساعة الماضية، 10 مجازر بحق العائلات الفلسطينية في قطاع غزة، أدت إلى ارتقاء...
تكريسًا لانحيازه .. مدعي الجنائية الدولية يتحامل على الضحية أكثر من الجلاد
أمستردام - المركز الفلسطيني للإعلام في تكريس لانحيازه وعدم مهنيته، ساوى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، بين الجلاد والضحية في إصدار...
الإندبندنت: بايدن سلّح إسرائيل وتواطأ معها في تجويع أهل غزة
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام كشفت صحيفة الإندبندنت، عن وثائق مسربة وشهادات لمسؤولين حاليين وسابقين في الولايات المتحدة، تكشف كيف سمحت إدارة...