الخميس 02/مايو/2024

التطهير العرقي.. فلسفة إجرامية قام عليها الكيان

التطهير العرقي.. فلسفة إجرامية قام عليها الكيان

الحركة الصهيونية إبان قيام كيان العدو عام 1948م اعتمدت في تهجيرها السكان الفلسطينيين على فلسفة التطهير العرقي، والقيام بعشرات المجازر، وتهويل نشر أخبارها في صفوف الفلسطينيين.

فلسفة التطهير العرقي يراد من خلالها تشكيل حالة من الرأي العام الضاغط الذي يزرع الرعب في نفوس الفلسطينيين ليس خوفا على أوطانهم، فحسب وإنما خوفا على أعراضهم.

إرهاب الدولة
واعترف بذلك مناحيم بيغين الذي ترأس حكومة الاحتلال لمرات عدة والذي شغل رئاسة فيلق في منظمة “اشتيرن” إبان نكبة عام 1948م في مذكراته التي حملت عنوان “التمرد” والتي نشرتها مترجمة الهيئة المصرية العامة للكتاب.

وقال في مقدمة كتابه: “لولا دير ياسين ما أقمنا الدولة”، ويسهب أن عصابته تعمدت القيام بمجموعة من “المذابح المتواضعة”، لكن كانت الحركة الصهيونية تعمل عبر بعض الإذاعات المحلية، والصحف المبتدئة، وبمساندة من الإعلام البريطاني على تهويل حجم هذه المذابح، وإرفاقها بأخبار حول انتهاك الأعراض حتى يصاب الفلسطيني بحالة من الرعب تدفعه نحو مغادرة مكان سكناه.

القتل الممنهج
وقد أكد الباحث وليد الخالدي في كتابه “دير ياسين” الذي نشرته مؤسسة الدراسات الفلسطينية، أن عدد الذين قتلوا في دير ياسين غربي القدس عام 1948م، لا يزيد عن 219 فلسطينيا، لكن انعكست هذه المذبحه بفعل الآلة الإعلامية الصهيونية على الفلسطينيين، رعبا وخوفا وقلقا، ما دفع بمئات الآلاف للهجرة خوفا على أرواحهم وأعراضهم.

عبد الستار قاسم المفكر الفلسطيني وأستاذ العلوم السياسية يرى أن فلسفة التطهير العرقي هي من سمات الفكر الصهيوني التوراتي التلمودي الذي يقوم على الفساد والافساد والقتل.

وقال في تصريح خاص لمراسلنا: المتتبع للنكبة ومجرياتها يشعر أن الحركة الصهيونية انتهجت نهجا عنصريا يقوم على فلسفة الاستيطان والتوسع ومصادرة الأرض، ولا يكون ذلك وهي عامرة بسكانها.

وتابع: لذلك استغل وجود القوات البريطانية خلال الانتداب وحمايتها للصهاينة اليهود فقامت عصاباتهم: اشتيرن، والأرغون وليحي واتسل وفيالقها بالعشرات من المذابح الممنهجة داخل القدس والأراضي المحتلة عام 1948م في العديد من الأماكن في القدس وضواحيها، وفي القرى المحيطة بجبل الخليل مثل الدوايمة ومناطق الشمال بالقرب من حيفا مثل الطنطوره وقرى وبلدات الساحل الفلسطيني.

إرعاب الفلسطينيين
ويضيف قاسم: كانت الفكرة تقوم على إرعاب المزراعين والقرويين الفلسطينيين بالقتل والذبح الممنهج على شكل عينات في كل منطقة حتى يظن الفلسطيني أن هناك مشروع ذبح كامل لكل الفلسطينيين، ولذلك لا يجد مفرا أمام هذه الفلسفة الصهيونية إلا مغادرة أرضه.

وأكد على فلسفة التطهير العرقي الباحث الصهيوني المنصف “إيلان بابه” في رسالة دكتوراه قدمها لجامعة حيفا بعنوان “التطهير العرقي في فلسطين” من خلال دراسة بحثية للوثائق الصهيونية، ومقابلات مع فلسطينيين عاصروا النكبة، ومتخذا من مذبحة الطنطوره في حيفا ودير ياسين في القدس نماذج حية.

دير ياسين نموذجا
ففي مقابلة له مع المهاجر فهيم زيدان من بلدة دير ياسين وكان عمره إبان المذبحة 12عاما) وكان شاهد عيان على المذبحة، قال: دخلت مجموعات مسلحة من العصابات الصهيونية دير ياسين يوم 9 نيسان 1948م، وأخرجونا واحدا تلو الآخر، وقتلوا رجلا عجوزا بالرصاص، وعندما بكت إحدى بناته قتلوها هي أيضا، ثم استدعوا شقيقي محمدا وقتلوه أمامنا، وعندما صرخت أمي باكية وهي منحنية فوقه -وبين ذراعيها أختي الرضيعة خضره- قتلوها هي أيضا.

ويضيف زيدان: وهم خارجون أطلقوا علي الرصاص فتمرغت في دمي ولكن إصاباتي لم تكن قاتلة وكتبت لي الحياة.

وخلص “ايلان بابه” في دراساته إلى أن ما جرى لا يسمى ترانسفير، وإنما هو تطهير عرقي؛ حيث اعتمت الحركة الصهيونية منهج التطهير العرقي فلسفة مبرمجة في تهجير الفلسطينيين من أراضيهم عام 1948م، ما دفع جامعة حيفا بسبب إنصافه الفلسطينيين وإدانته الحركة الصهيونية، إلى سحب درجته العلمية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات