الأسير أبو وعر.. قتله الاحتلال بالإهمال قبل السرطان
بعد شهور من المطالبات الفلسطينية والحقوقية الدولية بالإفراج عنه لإنقاذ حياته، ارتقى كمال أبو وعر، الأسير المريض في سجون الاحتلال “الإسرائيلي”؛ ليبقى شاهدًا على سياسة القتل البطيء التي يقترفها الاحتلال ضد أسرى فلسطين.
واستشهد أبو وعر (46 عامًا)، مساء الثلاثاء، في مستشفى أساف هاروفيه الصهيوني، إثر تدهور حالته الصحية مؤخراً، بسبب معاناته من سرطان الحنجرة، منذ أكثر من عام.
وكان الأسير أبو وعر -وهو من بلدة قباطية جنوب محافظة جنين بالضفة الغربية- قد أصيب أيضا بفيروس كورونا في يوليو/تموز الماضي.
وسبق أن حذرت مؤسسات حقوقية من خطورة وضعه الصحي بعد أن خضع لعملية جراحية لتركيب أنبوب تنفس صناعي، ونقلته إدارة السجون بعد مدة وجيزة إلى ما يسمى سجن “عيادة الرملة”، ثم إلى مستشفى “أساف هروفيه” بعد إصابته بورم جديد في الحنجرة.
الاعتقال
واعتقل الاحتلال الإسرائيلي كمال أبو وعر عام 2003، وحكم عليه بالسجن المؤبد 6 مرات و50 عاما، وفي نهاية العام الماضي 2019 أصيب بسرطان الحنجرة، وتفاقم وضعه الصحي خلال الأشهر الماضية.
وأبو وعر ولد في 25 من تموز/يوليو 1974 في الكويت، وعاد لاحقا مع عائلته إلى أرض الوطن فلسطين.
وقال محمد أبو وعر، أحد أقارب الشهيد، لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: إن الأسير الشهيد هو الابن الثاني لعائلة مكونة من ستة أفراد، تقيم في بلدة قباطية في جنين.
وأضاف أن كمال أكمل الثانوية العامة، والتحق بعدها بقوات الـ 17، ليستمر الاحتلال بمطاردته ثلاث سنوات على خلفية مقاومته للاحتلال قبل اعتقاله عام 2003م.
وبعد أشهر من التحقيق والمحاكمات أصدرت قوات الاحتلال بحقه حكما قاسيا بالسّجن المؤبد المكرر 6 مرات و(50) عاماً، على خلفية مقاومة الاحتلال.
وحرم الاحتلال عائلته من زيارته ثلاث سنوات متتالية بعد اعتقاله، وقبل نحو عام فقط سُمح لأشقائه بزيارته.
شارك الأسير أبو وعر في جميع الإضرابات المفتوحة عن الطعام، ومنها الإسنادية.
وعانى الأسير أبو وعر من مشاكل صحية سابقة في الدم خلال اعتقاله، وتمكن من علاجها.
الإصابة بالسرطان
وأصيب أبو وعر بمرض سرطان الحنجرة في أكتوبر 2019، أثناء وجوده في سجن جلبوع، ونقل إلى مستشفى رمبام بحيفا وتلقى جرعة من الكيماوي عن طريق أنبوب في الصدر.
وقد ازداد وضعه الصحي سوءاً، إثر ذلك، نتيجة تكسر صفائح الدم، حيث بدأ يعاني من إرهاق وتعب شديدين، وصعوبة في التنفس، وعدم القدرة على الكلام، ونقصان في الوزن، وعدم القدرة على الكلام، وكان يتم إطعامه عن طريق أنبوب موصول بالمعدة، وفق ما أعلنته هيئة شؤون الأسرى والمحررين.
وفي يوليو الماضي أصيب بفايروس كورونا، ونقلته سلطات السجون من سجن جلبوع إلى سجن عيادة الرملة داخل دولة الاحتلال، وأجريت له عملية لوضع أنبوب تنفس اصطناعي، ومن ثم تدهورت حالته الصحية، فأعيد إلى مستشفى أساف هاروفيه، حيث أعلن عن استشهاده، مساء الثلاثاء.
وحسب العائلة؛ فقد أعلن قبل أسابيع عدة عن إصابته بفيروس كورونا، ما أدى لتفاقم وضعه الصحي، وأعلن عن شفائه منه، لكنه بقي يعاني من مرض السرطان والإهمال الطبي الصهيوني، إلى أن أعلن عن استشهاده داخل سجون الاحتلال الاسرائيلي.
وحسب نادي الأسير؛ فقد كان كمال يتلقى العلاج مقيدا، بالإضافة إلى استمرار نقله عبر عربة “البوسطة” التي تشكل رحلة عذاب إضافية للأسرى المرضى خاصة.
انتهاكات خطيرة
ويؤكد الكاتب والحقوقي أحمد أبو زهري أن حالة استشهاد المعتقل أبو وعر تسلط الضوء على حالة التدهور العام في أوضاع آلاف المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وتظهر مدى الإجراءات العقابية التي تتخذ بحقهم، خاصة ما يتعلق بالتأخير في العلاج والإهمال الطبي الذي يتعرضون له وعدم توفير العلاج اللازم لمئات المرضى، خاصة أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة وخطيرة.
وقال أبو زهري لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: إن ما اقترفته قوات الاحتلال بحق الأسير يعد انتهاكاً خطيراً لالتزامات سلطات الاحتلال بتوفير ظروف اعتقال إنسانية ورعاية الطبية للمعتقلين الفلسطينيين بموجب اتفاقية جنيف الرابعة وخاصة المادتين 85، 125.
وأضاف أن استشهاد أبو وعر يسلط الضوء على تجاهل الدعوات المتكررة لسلطات الاحتلال لإطلاق سراح عشرات الفلسطينيين الذين يعانون من أمراض مزمنة وخطيرة دون تلقي رعاية طبية ملائمة تتناسب مع معاناتهم، وأمضوا فترات اعتقال طويلة جداً، وفق ما هو متعارف عليه في مثل هذه الحالات إنسانياً.
وقد استشهد نتيجة لذلك الإهمال والتجاهل العديد من الفلسطينيين في سجون الاحتلال، كان آخرهم المعتقل سعدي خليل الغرابلي (74 عاماً)، من مدينة غزة، والذي توفي بتاريخ 8 يوليو 2020، بعد إمضائه 26 عاماً في المعتقل، وكان يعاني من أمراض مزمنة، منها سرطان البروستاتا، غير أنه ترك حتى الموت في المعتقل.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
“كل العيون على رفح”.. صورة يشاركها الملايين في العالم
رفح - المركز الفلسطيني للإعلام شارك رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة أنشِئت بالذكاء الاصطناعي تحمل عبارة "كل العيون على رفح" أكثر من 44 مليون مرة...
حرب الإبادة الجماعية بغزة تحرق أحلام طلبة الثانوية العامة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حرب الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة والتي بدأت قبل 8 أشهر حرمت طلبة الثانوية العامة من أداء الاختبارات التي...
معسكر جباليا .. صمود ملحمي رغم الهولوكوست الإسرائيلي
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام دمار كبير وإرادة بقاء وتحدٍّ .. هكذا يبدو المشهد في معسكر جباليا شمال قطاع غزة إثر انسحاب قوات الاحتلال "الإسرائيلي"...
قنابل الاحتلال تحرق عشرات المحال التجارية في السوق المركزي برام الله
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام تسببت اقتحامات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، باندلاع حريق كبير في السوق الرئيس لمدينتي رام الله والبيرة....
تراجع كبير لمساعدات غزة وتنديد بهجمات الاحتلال على المستشفيات
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن كمية الغذاء والمساعدات الإنسانية التي تدخل إلى قطاع غزة انخفضت...
أطباء بلا حدود تطالب بإنهاء حملة الموت والدمار التي يشنها الاحتلال على غزة
جنيف - المركز الفلسطيني للإعلام ندّدت منظمة أطباء بلا حدود بـ "حملة الموت والدمار" التي تشنّها إسرائيل على غزة، ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار في...
الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأربعاء وفجر اليوم، حملة دهم واقتحامات في أنحاء متفرقة من الضفة...